شعور بالهزيمة وهروب إلى حرب الاغتيالات….
كتب / وفاء حميد
لم تبرأ يد الجاني من الاغتيالات فهي مازالت على درب القتل والغدر وتلويث يدها بدماء الأبرياء، فكان الشعور بالهزيمة، القضاء على كبار قادة المقاومة، محاولة للتنفيس، عن شعور الخيبة الذي وصل إليه الكيان بعد معركة السابع من أكتوبر..
مازالت عمليات الاغتيال الإسرائيلية تمتد وتطور الاغتيال عن طريق القتل المباشر أو التفخيخ الى الجو ثم لتغطي أوروبا إلى إفريقيا حتى تصل شرقا الى إيران. وكأن سماء الكون أصبحت مستباحة ليد هذا الكيان الغادر، الذي لم يفلح في المواجهة في ساحات المعركة، ولم تستطع قبته الحديدية التي فاخر بها العالم أن تصد كل الضربات التي تنهال عليها من كل مناطق المقاومة من غزة إلى محور المقاومة…
فكان الرد على هذه الهزيمة المجلجلة التي أرقت الكيان المحتل وحكومته المضطربة منذ أن تسلم اليمين المتطرف سدة الحكم، و”إسرائيل” تعاني اضطرابات داخلية وفوضى منذ عام 2022 وازدادت بظهور هبة احتجاجات مفاجئة لم يحدث لها مثيل..
كان معدا منذ زمن، هذه الحرب غير المتكافئة التي أرهقت الكيان المحتل، من مقاومة أبت الخذلان والسكوت، ساندها محور المقاومة، وحقق وحدة الساحات الدعم المستمر..
فوحدة الساحات، التي تحققت من الناحية الفعلية، أنتجت معادلة الجميع للواحد والواحد للجميع من منطلق إدراك أنها حرب طويلة و هي حرب وجودية للمحور، كما هي حرب وجودية للكيان..
فأميركا التي اكدت معلنة تاييدها للكيان ودعمها المستمر له، اليوم تغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه ، وقبلها بيوم شنت غارة على جنوب بيروت لاغتيال أحد قادة حزب الله، خلفت مجزرة من المدنين الابرياء، “إسرائيل” التي زرعت في قلب الوطن بيد الإمبريالية، هي تلفظ أنفاسها بعدم قدرتها على المواجهة للمقاومة، فكان السبيل الوحيد لها لتتنفس الصعداء توسيع اغتيالتها في كل بقعة يوجد فيها مقاوم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أصبحت سماء الأرض من أقصاها إلى أقصاها مباحة لإسرائيل، وأصبح من يجلس في قعر داره اينما كان مصيره الموت بضربة صاروخ أو مسيرة؟…