اليوم او غدا ..لاتفرح يابايدن
كتب / أ.د. جاسم يونس الحريري
أرسل الرئيس الامريكي ((جو بايدن)) بالون أختبار لايران لمعرفة ردة فعلها أزاء ضرب ((اسرائيل)) من عدمه في حالة حدثت تطورات في المسار التفاوضي بين حركة حماس و((اسرائيل))وصولا الى وقف أطلاق النار بين الجانبين حيث اعتبر الرئيس الأميركي يوم الثلاثاء الموافق 13/8/2024 أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران الى الامتناع عن شن هجوم على ((اسرائيل)) ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الذي أجج التوترات الإقليمية.بالرغم من تأكيد القيادي بحركة “حماس”((سهيل الهندي))، يوم الثلاثاء الموافق 13/8/2024، أن حركته لن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المرتقب استئنافها من العاصمة القطرية الدوحة الخميس الموافق15/8/2024.وقال الهندي،“الحركة لن تكون جزءا من المفاوضات القادمة المزمع استئنافها الخميس،سواء التي تنعقد بالدوحة أو القاهرة”.وأوضح أن حركته طالبت بـ”التزام واضح من قبل إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي (استنادا لمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن)، وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، فإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول بآليات تنفيذ الاتفاق”.السؤال الذي يفرض نفسه :-هل ستضرب ايران((اسرائيل))أنتقاما من أغتيال هنية على أراضيها؟ أن الاجابة عن هذا السؤال يستوجب توجيه الانظار الى بعض المعطيات وكما يأتي:-
في الكلمة التي ألقاها، يوم الأربعاء الموافق 14/8/2024، خلال لقائه أعضاء المؤتمر الوطني للشهداء في محافظة “كهكيلوية وبوير أحمد”، شدّد السيد خامنئي على أنّ “التهويل بقدرة الأعداء هدفه بثّ الخوف بين أبناء شعبنا من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل”.كذلك، أشار السيد خامنئي إلى أنّ “هدف العدو من الحرب النفسية في المجال العسكري، هو بثّ الخوف ودفعنا نحو التراجع سياسياً واقتصادياً لتحقيق مآربه”، وقال إنّ “التراجع غير التكتيكي في أيّ مجال، سواء كان المجال العسكري أو المجال السياسي والإعلامي والاقتصادي، سيؤدي إلى غضب الله”.أذن ايران مصممة على تلقين((اسرائيل))درسا لن تنساه مطلقا حسب الوقت والزمان التي تختارهما جزاء أغتيالها أسماعيل هنية.
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن “إسرائيل أبلغت حلفاءها بأنها سترد على أي هجوم إيراني بضرب أهداف في قلب إيران”، وجاء إعلان جيش الاحتلال بعد ساعات من بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة، وبريطانيا، ودول أوروبية، أعلن الوقوف إلى جانب “تل أبيب” في حال تعرّضت لهجوم إيراني.أذن ((اسرائيل ))مؤمنة أنها ستتعرض لهجوم ايراني لامحالة.
رفعت ((إسرائيل))حالة التأهب منذ يوم الاثنين الموافق 12/8/2024، ولوحظ تحليق مكثف للطائرات المروحية الإسرائيلية عند الحدود الشمالية مع لبنان، واستنفار كبير للقوات البرية الموجودة على طول الحدود.وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي((يوآف غالانت))أن((إسرائيل))عززت دفاعاتها، ووضعت«خيارات هجومية»استعداداً للوضع الذي«تتجسد فيه التهديدات الصادرة عن طهران وبيروت».
نشرت مواقع وصفحات إسرائيلية صوراً للتهافت على شراء الأغذية، ووضع مولدات كهرباء أمام المراكز الصحية في إطار الاستعداد لإمكانية انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن معظم المدن الإسرائيلية في حال جرى شن هجمات بصواريخ دقيقة من لبنان أو مناطق أخرى.
وفي ظل مخاوف من اندلاع حرب شاملة، ألغت شركات طيران دولية عديدة رحلاتها من وإلى تل أبيب، سواء لفترة محددة أو إلى أجل غير مسمى؛ ما ترك نحو 150 ألف إسرائيلي عالقين خارج ((إسرائيل)).
حذرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية من خطر نتانياهو الذي يسعى الى التسبب بحرب واسعة وتوريط العالم فيها، تزامنا مع حشد البنتاغون المزيد من الترسانة العسكرية غير المسبوقة لحماية «اسرائيل» من الضربة المرتقبة، قبل ساعات من «حج» ديبلوماسي وامني مرتقب في محاولة لانضاج «صفقة» غزة يوم الخميس، الموافق15/8/2024والتي قللت مصادر مصرية من احتمالات نجاحها، بسبب التعنت الاسرائيلي، ما يجعل الامور مفتوحة على كافة الاحتمالات؟!. وقد اشارت مصادر ديبلوماسية الى ان واشنطن تبدو في سباق مع الوقت لمنع الانفجار الكبير في المنطقة ولا احد يعرف بعد ما اذا كانت قادرة على ذلك، في ظل وصول الاحداث الى نقطة «الغليان».
أذن يابايدن لاتفرح كثيرا ايران سوف تضرب ((اسرائيل))في الوقت والزمان التي تختارهما بعد أغتيال أسماعيل هنية داخل الاراضي الايرانية.