المؤامرة تُحاك في إنقرة..!
كتب / آزاد محسن
في تصريح للرئيس الفلسطينيّ محمود عباس أمام البرلمان التركي:
“قررت الذهاب إلى غزّة مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية”
هنا نستذكر الحوادث التأريخية، التي هي دروس الحاضر والمستقبل، في معركة صفين أشار عمر بن العاص إلى معاوية بخطة شيطانية للخروج من دائرة الهزيمة، فقام عمر بن العاص بِحَث جيش معاوية على رفع المصاحف على أسنّة الرماح، فقال: سآتيهم بفعل إن وافقوه اختلفوا، وإن رفضوه اختلفوا؛ فرفعُ المصاحف يُعادل ذهاب محمود عباس إلى غزّة . فكما اختلف جيش عليّ “عليه السلام” وتقاتلوا سيختلف أهل غزّة ويتقاتلون؛ عباس يريد أن يوقع الخلاف بين أهل غزّة للقضاء على حماس،
العرب الصهاينة مثلهم كمثل مَن نزع ثيابه، وبقى عارياً في مواجهة علي بن أبي طالب “عليه السلام” فهم سيُعرون من كل شيء، وسيتخلى عنهم أسيادهم، كما يتخلون عن كل عميل انتهوا من عمالته، فاليوم غزّة لا ناصر ولا معين لها
إلّا محور المقاومة.
علماً أنّ هذه الخطوة أتت بعد أن استنفدت إسرائيل كل خططها المدمرة لأهل غزّة، وهم صامدون السؤال الذي يجب أن يوجه إلى محمود عباس، أين كنت كل هذه الأشهر من القصف والظلم والقتل والجوع ضد أبناء شعبك؟
هل أنت منهم أم عليهم؟ إن كنت منهم لِمَ لا تنصرهم؟
وإن كنت عليهم فأصبر على يومك “ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ”
أردوغان المُطبِّع مع الكيان الصهيونيّ سياسياً واقتصادياً وأمنياً أتى بمحمود عباس؛ ليجعل منه بطلاً لفيلم جديد، ولكن هذه المرة بالصورة الهنديّة التي معالم الكذب فيها واضحة جداً لا يمكن أن يكون عباس زعيماً للفلسطينيين، ويركب موجه الدماء التي سقطت؛ لأجل القضية الفلسطينية فأهل غزّة صامدون، ولا حاجة لدخول المُطبِّع إليها.