هوس العراقي بالسلطة..!
كتب / إياد الإمارة ||
لنتحدث بصراحة تامة .. لماذا كل هذا الهوس العراقي للحصول على السلطة بأي مستوى من المستويات؟ هل لأن السلطة في العراق طريق سريع جداً للحصول على الثروات الطائلة وأغلبها سحتاً حراما؟ أم إن طبيعة العراقي الشغف أو الهوس بالسلطة لمجرد السلطة؟ والعراق صاير مزرعة بصل! لقد رأينا المُضحي الذي يرى أن السلطة والمنصب من حقوقه المشروعة وإن كان بلا مؤهلات! ورأينا الإعلامي الذي يرى نفسه فد شيء وهو مجرد مقدم برامج -مع إحترامي لمُقدمي البرامج المُحترمين فقط- ويسعى للسلطة! ورأينا بعضهم الذي لا يشبع نهمه المنصب الواحد ويرغب بتسنم مناصب عدة! الحالات العراقية كثيرة جداً، غريبة جداً، مُقرفة جداً.
لقد رأينا هذا الذي لا يستطيع العيش بلا منصب! وسمعتُ من أحدهم قوله: بأنه خُلِق ليحكم! أو الآخر الذي يستنكف من أن يحكمه أحد! وهو الذي عاش ردحاً من الزمن تحت حكم البعث صاغراً ذليلاً .. رأينا الذي يفشل في الأداء في منصب مُعين فيطالب بمنصب أرفع! لماذا؟ لأنه يحتاج إلى صلاحيات أوسع .. كل ذلك موجود في عراق ما بعد (٢٠٠٣) .. فمثلاً أنا إياد الإمارة موظف وزارة التعليم العالي المتواضع وكاتب مقال أكثر تواضعاً تجدني بعد مدة أُطالب بمنصب وزير أو ما يوازي ذلك وأسعى للترشح لأحد مواقع التشريع المحلي أو النواب، وأتصور -واهماً- لأني كتبتُ حرفاً بأني مؤهل لأن أكون نبياً! هذه طريقة التفكير العراقية الحالية فعلاً.
والأنكى من ذلك هو إن بعضنا يقف مكتوف الأيدي ولا يحرك ساكناً لأنه بلا منصب! ويتخلى عن التكليف والواجب الشرعي .. ويترك الوطن والجماهير .. لأنه بلا منصب! لأن الأخ لا يُجيد أي عمل وهو بلا منصب! *هل سمعتم بمسؤول توزيع أباريق التواليت “حشاكم”؟* هذا موجود في العراق، لأن العراقيين -أغلبهم- لا يؤدي عملاً ما إلا إذا قلتَ له أذهب وأنت مسؤول على كذا، فيذهب ولو أن مسؤوليته توزيع الأباريق على التواليتات! زين وحديث: (السعيد مَن إكتفى بغيره)؟ في الحقيقة لا وجود له في قواميس الحياة العراقية هذه حقيقة لا نحاول إنكارها.
بالعراق طبيبنا يريد يصير مسؤول ولا يرى أن مسؤوليته الحقيقة من خلال إختصاصه وكذلك المهندس والمدرس والمحامي وغيرهم! الكل يبحث عن الزعامة وزبالتنا تارسة الشوارع، وليس لدينا دورات مياه عمومية صالحة للإستخدام البشري! وانتَ أمير وأنا أمير والذبان يغوغي!
بالمناسبة أنا لستُ ضد تصدي الكفوء للمسؤولية بل أدعم كل مَن يملك مؤهلات المسؤولية لتسنمها ليُنجز آمالنا وتطلعاتنا، لكني أقف بالضد من حالات التزاحم المُقرفة التي تشهدها ساحتنا العراقية .. أنا مع الكفوء المُنجز الذي خبرناه مُنحزاً ولستُ مع غير المنجزين أو المتعكزين على الأعذار الواهية وغير الواهية .. أيها السادة لن يُبنى العراق بطريقتنا ونحن نتزاحم على مواقع المسؤولية بهذه الطريقة العراقية البائسة، بل يُبنى بأن يشد بعضنا أزر البعض الآخر ويقوي بعضنا البعض الآخر ..