الاتحاد الأوروبي والسفيرة الأمريكية : تجاوز للخطوط الحمراء ..!
كتب / وليد الطائي
في مشهد سياسي يثير الغضب والاستفزاز، نجد أنفسنا مجددًا في مواجهة تدخلات سافرة من قبل القوى الأجنبية التي يبدو أنها لم تشبع بعد من قضم حقوقنا السيادية. وبعد التصريحات غير المقبولة من السفيرة الأمريكية في بغداد، والتي تعدت حدود اللباقة الدبلوماسية، يأتي الدور الآن على الاتحاد الأوروبي ليزيد من قلقنا بموقفه التدخلي المرفوض.
التدخل الأمريكي في الشأن العراقي لم يعد خافيًا على أحد، وهو يتخطى بكثير خطوط التفاعل التقليدي بين الدول. السفيرة الأمريكية، التي يبدو أن مهمتها الأساسية هي إثارة الفوضى وتشويه السيادة العراقية، قد تجاوزت كل حدود اللياقة بممارساتها وتدخلاتها في قوانين الأحوال الشخصية العراقية، التي هي شأن داخلي بحت.
إن تصريحاتها الأخيرة، التي تميزت بوقاحة غير مسبوقة، تعكس مدى قلة الاحترام للقوانين العراقية وتجاهل واضح للسيادة الوطنية.
في الوقت الذي تواصل فيه السفارة الأمريكية وزبائنها من المنظمات الغربية “المدافعة عن حقوق المرأة” التهجم على قوانيننا، يظهر موقف حركة الصادقون كبرهان على النهج الثابت الرافض لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للعراق. إن هذا الموقف القوي ليس مجرد تعبير عن رفض التدخل، بل هو دعوة واضحة لاستعادة كرامتنا الوطنية وحماية سيادتنا من أي محاولة للتطاول عليها.
أصبح من الواضح أن السفيرة الأمريكية لا تجد غضاضة في فرض وصايتها على العراق. إن المناداة بتعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي هو حق حصري للعراقيين، لا يمكن أن يتم تحت ضغوط أو إملاءات خارجية. نحن كعراقيين، يجب أن نتصدى لهذه المحاولات بكل قوة، ونعبر عن رفضنا القاطع لأي تدخلات سافرة من أي جهة كانت. فالعراقي لا يهتم بالعقوبات أو تخفيض العلاقات، بل يركز اهتمامه على الحفاظ على عزة وكرامة بلده وسيادته.
وإذا كان هناك من شك في نوايا هؤلاء الذين يتحدثون بلسان السفيرة الأمريكية، فليعلم الجميع أن التصريحات المبتذلة من بعض المحاميات والمحامين والنسويات، التي تشكل جزءًا من هذا الغزو الدبلوماسي، ليست سوى أدوات لتمرير أجندات أجنبية تهدف إلى إفساد مجتمعاتنا وزعزعة استقرارنا.
نحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن نكون يقظين وحازمين في دفاعنا عن حقوقنا الوطنية، وأن نعمل على تصحيح الأمور داخليًا دون أي تدخل خارجي.
لن ندع هذه البعثات الدبلوماسية، سواء كانت أمريكية أو أوروبية، تستمر في فرض وصايتها على بلادنا.
آن الأوان للوقوف بوجه هذه السياسات، والضغط على حكومتنا ومؤسساتنا للقيام بما هو صحيح ومطلوب لضمان احترام سيادتنا واستقلال قرارنا الوطني.
فليكن واضحًا: الشعب العراقي عازم على استعادة عزه وكرامته، ولن يسمح لأي قوة أجنبية بالتلاعب بشؤونه الداخلية تحت أي ذريعة.