وقاحة دبلوماسية..!
كتب / قاسم العبودي
تعرّف الدبلوماسية على أنها فن وممارسة إدارة العلاقات الدولية من خلال الحوار والتفاوض بين الدول أو المنظمات الدولية بهدف تحقيق المصالح المشتركة وتجنب النزاعات. وتشمل الدبلوماسية مجموعة من الأساليب السلمية مثل المفاوضات، والمؤتمرات، والتفاهمات، والمعاهدات. و الدبلوماسيّ هو الشخص الذي يمثل بلاده في التعاملات الدولية، سواء على مستوى العلاقات السياسية، أو الاقتصادية، أو الثقافية مع دول أخرى أو منظمات دولية. وتتمثل مهامه في التفاوض، وتمثيل مصالح بلاده، مع تقديم المشورة لحكومته، والعمل على تعزيز العلاقات بين الدول.
ما صدر عن السفير البريطاني لدى بغداد يصنّف بأنه وقاحة دبلوماسية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية للدولة العراقية في وقت سابق ولاحق . فقد عُرف عن هذا السفير بأنه يتحرك خارج مهامه كسفير . وقد بان ذلك واضحاً من خلال رعايته الدائمة لكثير من الندوات لما يطلق عليها بأنها منظمات مجتمع مدني ودعمه اللامحدود لتلك المنظمات . كما أن تصريحهُ الأخير ووصفه للمقاومة الأسلامية العراقية بأنها ميليشيات خارجة عن القانون العراقي يُعد أنتهاكاً واضح لمهامه الدبلوماسية ، والذي يجب أن نقف أمامه طويلاً .
أن الأحتلال التركي لشمال العراق والذي تحول بقدرة قادر إلى أتفاقية أمنية بين العراق وتركيا ، وأثارة موضوع ألقاء القبض على المدعو زيد الطلقاني ، فضلاً عن ظهور السارق الكبير نور زهير المتهم بسرقة القرن في فضائية الشرقية البزازية التي عُرف عنها بأنها تعمل بلا هوادة بالضد من العملية السياسية العراقية ، وأظهاره على أنه مظلوم وأنه ضحية أبتزاز من قبل شخصيات لم يسميهم بأسمائهم وبطريقة دراماتيكية ، ومن ثم تمثيل حادثة التصادم في الطريق العام في بيروت دليل على أن السفارة تريد خلط الأوراق في الداخل العراقي وألهاء للرأي العام حتى يتم تسويف المطلب العراقي بخروج قوات الأحتلال من العراق .
نرى أن وحدة الساحات المقاومة بالعمل المشترك ضد الكيان الصهيوني هي ما دعت السفير الوقح أن يصنف المقاومة الأسلامية العراقية على أنها سلاح منفلت وذلك لصنع رأي عام ضاغط في الشارع العراقي المحتقن من السلوك الحكومي الذي لم يرتقي بصدق إلى أن يكون سلوك خدمي صحيح .
يراد بتلك التصريحات الوقحة أن يفصل بين المقاومة وبين الشعب العراقي في حال أصبحت الحرب في منطقة الشرق الاوسط حرباً شاملة . أن النجاح الحقيقي بالوصول إلى العمق الأحتلالي الصهيوني للمقاومة الأسلامية العراقية هو من دفع السفير الوقح إلى تلك الوقاحة التي نعرف ما تخبيء خلفها من نوايا .
لذا على وزارة الخارجية العراقية اتخاذ خطوات جادة في سبيل طرد هذا السفير بأسرع وقت ممكن حتى يكون عبرة لغيره من السفراء ، وخلاف ذلك نضع علامات أستفهام كبيرة على وزارة الخارجية ورئاسة مجلس الوزراء العراقي .