خطا الايقاف المؤقت للحرب والواقعية..!
كتب / عدنان جواد ||
اظهر محور المقاومة تلاحمه وترابطه في وحدة القرار والمساندة وبالتالي الهدف الكبير في الانتصار على العدو، فبرغم كثرة الاعداء وامتلاكهم القوة العسكرية والتكنلوجيا من الاقمار الصناعية الى اجهزة التنصت والتجسس
فحتى اجهزة الاتصال(الموبايل) التي لا يستغني عنها اي احد اليوم هي مسخرة من قبل الشركات المصنعة لها ولبرامجها لخدمة الصهاينة، وان الكثير من الاغتيالات للشخصيات القيادية في محور المقاومة تمت بواسطة تلك الاجهزة التي نحملها في جيوبنا طوال الوقت، وحتى اثناء النوم نضعها بقرب رؤوسنا، وما يزيد الالم الخونة من ابناء جلدتنا الذين يقفون في صف الاعداء فيسخرون اموالهم واراضيهم وكل ما يمتلكن لخدمة الاعداء، ليس الحكام فقط لكن مع الاسف الشعوب صامته ولم تحرك ساكنا وهي ترى المجازر اليومية،
ان اسرائيل بقياد نتن ياهو وحلفائها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، لا يهمهم عدد القتلى من الاطفال والنساء، فهم كل همهم القضاء على اكبر عدد من العرب والمسلمين سواء بحروب طائفية او نزاعات عشائرية او على الحدود او النفط ، فلو نبحث عن اسباب الحروب في منطقتنا نجد ان المسبب والمخطط لها هي اسرائيل وامريكا، والهدف القتل والتدمير واضعاف الجيوش العربية والاسلامية وتدمير بناها التحتية، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا والسودان وحتى مصر ولبنان، وترك الدول المطبعة والعميلة على حالهاز
كما حدث في الربيع العربي في استخدام الحرب الناعمة في اسقاط الانظمة، فبقت دول الممالك والمشايخ والامارات بدون تغيير حكامها، وبعد طوفان الاقصى اراد نتن ياهو الخلاص من حماس حتى لو تطلب الامر اشعال حرب اقليمية كبرى
وما عمليات الاغتيالات والتعنت وفرض الشروط الاضافية في كل مفاوضات الا دليل لخلط الاوراق وافتعال حرب تشترك فيها الولايات المتحدة الامريكية بنفسها وبصورة علنية، لكن الولايات المتحدة الامريكية شعرت بهذا التوجه، فأرادت ايقاف مؤقت للحرب لأنها مقبلة على صراع انتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين
وقضية محاولة اغتيال ترامب كانت احدى نتائج الصراع، فهم غير مستعدين لبقاء الحرب لحد موعد الانتخابات، فإما ان يقبل نتن ياهو بإيقاف الحرب او استبعاده من السلطة، فعلى محور المقاومة عدم القبول بالإيقاف المؤقت للحرب لحين اجراء الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية، وانما ايقاف دائم يضمن الحقوق ويعيد المهجرين والاسرى الى ديارهم.
وعلى محور المقاومة التفكير بواقعية، ففي هذا الوقت لا يمكن الانتصار على واشنطن والغرب اذا نشبت حرب، لأنها تمتلك اسلحة فتاكة ونفوذ قوي واجهزة تجسس متطورة واموال العالم واقتصاداتها ومنظماتها الاممية بيدها ، ويمكن التفاوض معها بشان مصالحها في المنطقة، فهي دولة كل ما يحركها المصالح، وانه اذا نشبت حرب فسوف تخسر مصالحها ووجودها في المنطقة، وعدم التعويل كثيرا على روسيا والصين
هاتان الدولتان ايضا لها عداء ايدلوجي مع الاسلام والعرب بالذات، فقد شارك المجاهدون العرب في دعم افغانستان في حربها ضد الاتحاد السوفيتي سابقاً فانسحبت بعد ان تكبدت خسائر كبيرة ، وطبعاً دعم امريكي غربي، والصين كذلك لديها الايغور المسلمين الذين يعارضون الحكومة الصينية.
لذلك تجد كل خطابات القيادات في اسرائيل دينية، فالصين وهي اقوى اقتصاد في العالم هي خليط من البوذية والشيوعية، وروسيا مسيحية، وهما يعلمان من قاوم وجودهما في المنطقة هو الاسلام السياسي والتيارات الاسلامية التي تعمل لخدمة الاعداء، لذلك ينبغي التفاوض معهم على اساس المصالح ، وان العالم مقبل على نظام متعدد الاقطاب، وعلى الشراكة الاقتصادية والتعاون المتبادل لخدمة شعوب المنطقة واستقرار العالم، وانهاء الصراعات والحروب والاعتداء والتعدي على الاخرينز
ولا يحدث هذا الا بالتحالف مع الدول التي تضررت من سياسة القطب الواحد والتي اشعلت الحروب واسقطت الانظمة، ودمرت الدول ، وانها الهدف الاساس في الحروب والصراعات البينية ، وما يحدث في اوكرانيا واستهداف روسيا، وتهديد الصين في تايون، لذلك على الدولتين روسيا والصين تزويد محور المقاومة بأسلحة متطورة وخاصة في مجال الدفاع الجوي والتجسسز
ومن هنا الى امتلاك الاسلحة الرادعة والدخول في حلف قوي مع روسيا والصين والدول الحرة والمتضررة من سياسة الولايات المتحدة الامريكية، عندها سوف ترضخ اسرائيل للإمر الواقع وتنصاع امريكا لذلك الواقع بوجود قطب اخر في العالم ينبغي التعامل معه بواقعية، وان طريقة استخدام القوة في فرض النفوذ والسيطرة لم يعد ممكناً، واما العرب والغرب فهما يخضعان للقوي(الياخذ امي يصير ابوي)، وعالم اليوم لا يعترف فقط بالأقوياء، وان شاء الله محور المقاومة اصبح من الاقوياء.