هل ينجح التطبيع الصهيوني –السعودي بعد طوفان الاقصى؟!
كتب / ا.د جاسم الحريري
أعدّ الباحثان في معهد أبحاث “الأمن القومي”، أودي ديكل، ويوئال غوجنسكي، دراسةً تناولت معضلة التطبيع الإسرائيلي – السعودي، الذي يتعرقل منذ بداية ملحمة “طوفان الأقصى”.ويقول((أودي ديكل))،و((يوئال غوجنسكي))،
إنّ إحدى نتائج معركة “طوفان الأقصى” هو ارتفاع ثمن التطبيع مع السعودية بالنسبة إلى”إسرائيل” في الساحة الفلسطينية. وذكر الباحثان أنّ “إسرائيل”وصلت، بعد 6 أشهر من القتال، إلى اتخاذ قرار استراتيجي، إذ بات مطلوباً منها أن تجمع بين إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، (مع ما يتضمن ذلك من إعادة إعمار لقطاع غزة وضمان استقراره)،والدفع في اتجاه حل سياسي للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لكي لا تُفوت فرصة فريدة، للاستفادة من العلاقات مع السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وأشار الباحثان ديكل وغوجنسكي إلى أنّ “إسرائيل” لها مصلحة كبيرة في التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية يتضمن مشاركة سعودية في الساحة الفلسطينية،
لا سيما في إدارة قطاع غزة وإعادة تأهيله بعد الحرب.وأضاف الباحثان في دراستهما أنّه على الرغم من استمرار الحرب بين “إسرائيل” وحماس، لم تتوقف الاتصالات السياسية الهادفة إلى تعزيز التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، إذ عملت الإدارة الأميركية على إطلاق العملية، التي بادرت حماس إلى نسفها في عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر2023.
ولفت الباحثان إلى وجود عقبة أمام السعودية للمضي في مسار التطبيع مع “إسرائيل”، هو أنّ عملية “طوفان الأقصى” أكّدت للعائلة المالكة في السعودية أنّ المشكلة الفلسطينية ليست ثانوية، ولا يمكن احتواء وجودها أو تجاهلها، لذلك، تسعى السعودية جاهدة إلى النأي بنفسها عن التماهي مع “إسرائيل”، وتظهر تضامناً متزايداً مع الفلسطينيين، وبالتالي ترفع “الثمن” الذي تطلبه من “إسرائيل”.وأشار الباحثان ديكل وغوجنسكي إلى أنّ الثمن الذي يتعيّن على السعودية “دفعه” مقابل التطبيع مع “إسرائيل” ازداد (بعد عملية طوفان الأقصى)،
إذ صار مطلوباً الآن منها، إظهار انخراط أكبر في الساحة الفلسطينية، عبر المساهمة الفعالة في إعادة إعمار قطاع غزة (وإدارته)؛والتعامل مع موقف الجماهير في الدول العربية الذي يتصلب ضد “إسرائيل” منذ بدء الحرب.على سبيل المثال، سيتوجب على السعودية التعاطي مع أكثر من 90% من المواطنين الخليجيين، بمن فيهم سعوديون، “يعارضون التطبيع مع إسرائيل”.
وفي هذا السياق، حذر الباحثان من أنّ الفجوة بين سياسات الأنظمة الخليجية ومواقف مواطنيها آخذة في الاتساع، لا سيما في الموضوع الفلسطيني. وفي نهاية دراستهما، حذر الباحثان ديكل وغوجنسكي، من أنّ تعنت “إسرائيل” ورفضها تحديد أفق سياسي للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، أو السماح باندماج مشروط وتدريجي للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، سيؤديان إلى إبعاد الاتفاق الإسرائيلي – السعودي أكثر، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تدريجياً، من دون ربط ذلك بالتطبيع السعودي – الإسرائيلي.
ونتيجةً لذلك، ستضيع فرصتان استراتيجيتان من أيدي “إسرائيل” وهما تشكيل مجموعة قوى إقليمية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تضم السعودية ضد إيران و”محور المقاومة”،ومشاركة دول “الاعتدال” (العربي)، بما فيها السعودية، في تعزيز السلطة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة، وإعادة بنائه.وفي نهاية هذا المقال أقول أن الخلاصة التي توصل اليها الباحثان الاسرائيليان هي النتيجة التي توصلت اليها في مقالاتي السابقة وفق شعار((اسرائيل تدمر والخليج يعمر)) وهذا مايريده الكيان الاسرائيلي المسخ..