السفير البريطاني في العراق ضابط مخابرات فاشل
كتب / جاسم يونس
السفير البريطاني في العراق ((ستيفن تشارلز هيتشن)) عين خلفا للسيد ((مارك إدوارد برايسون- ريتشاردسون)) السفير البريطاني السابق وهو دبلوماسي بريطاني، يقترب عمره من العقد السادس.وُلدَ في ((هاروغيت))بالمملكة المتحدة، وهو نجل محامٍ وواعظ علماني من الطائفة المسيحية البروتستانتية، وكان تلميذا في مدرسة ((سانت بيتر))الابتدائية وكلية ((أشفيل)). وبعد التخرج التحق هيتشن بالخدمة المدنية وعمل في وزارة الدفاع ثماني سنوات وتعلم خلالها اللغة العربية في دورة تدريبية تلقاها هناك خلال مدة 18 شهرا من التدريب.
أن تسمية هيتش، قد تكون مرتبطة بتصاعد الدور البريطاني داخل العراق خلال العامين((2022-2024)) على المستويين السياسي والأمني من خلال التحالف الدولي وبعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو). هيتشن دبلوماسي ومختص في مكافحة الإرهاب، بدأ حياته المهنية في وزارة الدفاع منذ عام 1996 إلى 2004.وبعدها انتقل إلى القاهرة للعمل كموظف بسفارة لندن هناك حتى عام 2006 بصفة ((سكرتيرا أول للشؤون السياسية)).
ثم انتقل للعمل في دولة الكويت ((مسؤولا لشؤون المنطقة)) في سفارة بلاده، حتى عام 2009، ثم عمل في مقر وزار الدفاع البريطانية ك((رئيس للفريق السياسي المعني بإيران)) حتى عام 2012.وتولى هيتشن مسؤولية ((إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)) في وزارة الخارجية البريطانية إلى عام 2013، ثم أصبح ((مستشارا)) في سفارة بلاده بالعاصمة الأردنية عمّان لشؤون المنطقة حتى عام 2016.وانتقل الدبلوماسي البريطاني بعد ذلك للعمل في وزارة خارجية المملكة المتحدة، بصفة ((مدير الأمن القومي المعني بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)) حتى عام 2019، ثم أصبح ((مديرا لإدارة مكافحة الإرهاب في خارجية بريطانيا)) حتى العام 2023..
أن السفير البريطاني الجديد لدى العراق، شخصية غامضة لاتتوفر عنه معلومات كثيرة باستثناء سنوات عمله في وزارتي الخارجية والدفاع البريطانيتين. أن سبب تعيين هيتشن مدير إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، سفيرا جديدا في العاصمة بغداد، يعود إلى الترقب بشأن مصير الوضع السياسي في العراق.
ad
أن اختيار هيتشن الذي كان مسؤولا عن ملف الإرهاب في إيران والكويت لدى الخارجية البريطانية، له دلالة أمنية وسياسية متعلقة بالتهديد الأمني والسياسي، من أن الأوضاع تسير في العراق باتجاه قد يكون متأزم. ويأتي إعلان تعيين السفير الجديد بعد أسبوعين من تحذير وزارة الخارجية البريطانية بعدم السفر إلى جميع محافظات العراق، لضمان سلامة البريطانيين في بلد يعاني من الأوضاع الأمنية والسياسية القلقة.وحذرت الوزارة خلال بيان نشر على موقع الحكومة الرسمي في 2 يونيو 2023، من أن العراق لا يزال عرضة للتوترات السياسية والاحتجاجات الشعبية والتصعيد الإقليمي. تعرض مدن شمال العراق في إقليم كردستان إلى هجمات متقطعة بالمدفعية والطائرات دون طيار والصواريخ من دول جوار العراق. الأمر الذي يعرض حياة البريطانيين للخطر.
وطالبت أي بريطاني يتطلب عمله السفر إلى إقليم كردستان العراق أن يظل يقظًا، وأن تكون لديه ترتيبات أمنية وخطط طوارئ تبقى على قيد المراجعة، مع مواكبة آخر التطورات، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام. وربط مراقبون بين السفير البريطاني الجديد، ونظيرته سفيرة الولايات المتحدة في بغداد ((ألينا رومانوسكي)) التي جاءت أيضا من خلفية عسكرية وأمنية، فقد كانت تعمل في وزارة الدفاع، وكذلك لصالح وكالة المخابرات الأميركية “سي آي إيه”.وأشار المراقبون إلى احتمالية لعب سفير بريطانيا الجديد دورا جديدا أكثر تفاعلية داخل العملية السياسية في العراق، كما فعلت سفيرة الولايات المتحدة.
تحليل وأستناجات:-
1.حاول السفير البريطاني الجديد أن يستغل وسائل التواصل الاجتماعي وينشر برنامج ((السفير شو))ويعد برنامج تواصلي مع الشعب العراقي وحاول أن يخلق له شعبية في الوسط الاجتماعي العراقي من خلاله “السفير شو”، وهو برنامج مرئي أعدّه السفير البريطاني لدى العراق، ستيفن هيتشن، بثّت منه حتى الآن 4 حلقات عبر منصة “يوتيوب” ويتم تداوله أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”إكس”.في “السفير شو” يظهر هيتشن كأنه ((مراسل ميداني))، وفي كل حلقة يصطحب معه شخصية مؤثرة في المجتمع العراقي أو في “السوشيال ميديا” ليكون معه بمثابة مرشد سياحي عن المنطقة التي تتناولها الحلقة. الحلقة الأولى من “السفير شو”، كانت عن ((شارع الرشيد)) في بغداد، والثانية تناولت ((مدينة الكاظمية)) شمالي بغداد، أما الثالثة فكانت عن منطقة ((القوش)) المسيحية في كردستان العراق، والحلقة الرابعة كانت عن مدينة ((السليمانية)) في إقليم كردستان، وكان الرئيس العراقي السابق برهم صالح، برفقة هيتشن، كمرشد سياحي للمدينة. في تلك الحلقات التي لاقت تفاعلا واضحا في منصات التواصل الاجتماعي بالعراق، تحدث السفير البريطاني لدى بغداد، عن الأكلات البغدادية والشوارع القديمة ومفردات الحياة اليومية للعراقيين.
نشاط السفير هيتشن مرسوم بشكل واضح من قبل جهاز المخابرات البريطاني MI6 بدقة عالية، واختياره لم يأتِ عبثا، خاصة وأنه يجيد اللغة العربية ويتحدث باللهجة العراقية بشكل مقبول، لذا فإن ما يحدث، هي مرحلة تمهيد لتحسين صورة بريطانيا لدى المجتمع العراقي، وتمهّد لمراحل أخرى، لا سيما وأن العراق يعد بالمنظور البريطاني منطقة نفوذه الأساسية.
3.مع كل تلك التصرفات من السفير البريطاني في العراق وادى دورا خفيا كضابط مخابرات اثبت انه فاشل استخباريا في عمله الاستخباري خاصة بعد تصريحاته الاستفزازية التي تحرض العراق على التطبيع مع الكيان الصهيوني المسخ أمام الشباب العراقي ووبخته الخارجية العراقية ازاء ذلك بسبب تلك التصريحات التي مست بمضمونها الشأن الأمني والسياسي، بشكل يعكس صورة قاتمة عن العراق، حكومة ومكونات” والتي تعد ذلك تدخلا في الشأن الداخلي وخروجا عن المهام الدبلوماسية المناطة بالسفير”.لكنه بالرغم من ذلك فأن تصريحاته الاستفزازية كشفت عن هويته الحقيقية بأنه ضابط مخابرات وليس سفير لكنه أثبت أنه ضابط مخابرات فاشل بعد أن كشف عن هويته ونواياها الحقيقية.