معيار النصر على إسرائيل..
كتب / إسماعيل النجار
معيار النصر على إسرائيل يبدأ من منعها أن تمنعك من الجهاد والمقاومة، فإستمرارية العمل العسكري ضدها أهميتهُ تكمن بالعمليات النوعية التي يترتب من خلالها آثاراً سلبية على المجتمع والإقتصاد الصهيوني،
غَزَّة دُمِرَت بالكامل واستشهد وأُصيب عشرات الآف لكن المقاومة لم تستسلم،
ليس المهم أن تنهزم في أي معركة فالحرب جولات، لكن الأهم أن لا تستسلم وأن تستمر بالمقاومة حتى تُثمر،
إسرائيل لم يسبُق لها في أي حرب سابقه أن تضرر جيشها واقتصادها بهذا القَدَر الذي وصلت إليه اليوم،
الآف القتلى والجرحى، ألآف المرضى النفسيين، تدمير أكثر من ١٢٠٠ آلية مدرعه ودبابة، تهجير عشرات الآلاف من مستوطنات الشمال، مغادرة أكثر من مليون مستوطن إلى الخارج أكثر من نصفهم ذهاب بلا عودة، هروب أصحاب رؤوس الأموال، إخراج مصانع عن العمل في الشمال وغلاف غزة، ومؤسسات أخرى كبيرة كالسياحية مثلاً أصبحت جميعها خارج الخدمة منذ أشهر بالإضافه إلى خسائر بمليارات الدولارات، وتباطئ نمو الإقتصاد وعجز بميزان المدفوعات بلغ 17٪،
هذا كله نتاج إستمرار عمل المقاومة في غزة وعمليات الإسناد من لبنان والحصار الإقتصادي النوعي الذي فرضه اليمن من البحر الأحمر،
إسرائيل هذه لم تعتاد على هذا الكَم من الخسائر ولا على القتال لأشهر طويلة والذي حصل مع المقاومة في قطاع غزة أثبتَ أمرين في غاية الأهمية هُمآ،،،
أ_ إثبات المقاومة نفسها بأنها فكرة وليست عديد رجال وسلاح ومع بقاء الفكرة يستمر بقاء المقاومة،
ب_ إجبار إسرائيل على تغيير عقيدتها مُرغَمة وتوديع الحروب الخاطفه السريعه على أراضي الغير وإجبارها على خَوض حرب إستنزاف لسنة تقريباً ولا زالت مستمرة،
على صعيد جبهة المساندة اللبنانية تبيَّن للعالم أجمَع أن حزب الله لديه إمكانيات دُوَل مجتمعه ويتحصن بشكلٍ عميق ولديه قيادة بلغت حَد البلاغه في التقديرات السياسية ورسم الخِطَط وتنفيذها والتأثير على العدو حيث تمكنت المقاومة الإسلامية اللبنانية من تثبيت معادلة النار بالنار والمدني بالمدني والإقتصاد بالإقتصاد مع العدو الصهيوني داخل لبنان، ورسمت قواعد إشتباك جديدة معه تخص غزة مفادها دخول رفح مقابل لا ضمانات من دخول الرضوان إلى الأراضي الفلسطينية الأمر الذي فَرمَلَ عجلات مجنزرات نتنياهو وأبقاها بعيدة عن الحسم العسكري الكامل في المدينة،
على الصعيد الأخلاقي والإنساني فعلت المقاومة الفلسطينية واللبنانية ما لم تستطِع فعله كل المنظمات الأهليه والدولية من خلال فضح إسرائيل وتبيان جرائمها والكشف عن صورتها الحقيقية أمام شعوب العالم وإظهار حجم الجرائم التي ارتكبوها بإسم التوراة، هذا كله يشبه تماماً ما كشفه حزب الله والفصائل المجاهدة العراقيه عن وحشية عقيدة داعش ذات الوجه الوهابي والعقل والقلب الصهيونيين،
في كل عمل يقوم به الإنسان في حياته اليومية لا بُد أن يعود إلى ما تربىَ عليه من عقيدة ومن مخافة الله أو العكس والنكس،
بالعودة إلى العمل المقاوم،،
هوَ يحتاج إلى قرار نهائي بترك الدنيا وزخرفاتها ونقاء سريرة وإيمان مُطلق في القضايا التي يجاهد من أجلها كما يحتاج إلى الولاء والصبر والإستعداد التام للشهادة ومناصرة الحق ومواجهة الباطل والظالم نُصرَةً للمظلوم وكل هذه الصفات إجتمعت في أهل كربلاء وانتقل إلى المقاومة الإسلامية وأتباع الحق بدليل ما يفعلونه اليوم نُصرَةً لفلسطين،
إسرائيل سقطت،،