ارهابية “البيجر” هزيمة وخذلان.. وهل حقاً نَحنُ إرهابين؟
كتب / د. محمد المعموري
يوم 18 سبتمبر ( ايلول ) 2024 وبالتحديد بعد الساعة الثالثة عصرا كان للكيان المحتل صولة جديدة من صولاته المتكررة في الارهاب وبطرق يندى لها الجبين وكأنه يُخبرنا بان مواجهته مع المقاومة قد استهلكت وان مطاولته لمواصلة الحرب وجها لوجه قد اصبحت في نهاياتها فهو يبحث اليوم عن اهداف صغيرة بل يبحث عن ” اللا أهداف ” لتغطية فشله في تحقيق اهدافه التي وعد بتحقيقها ماعدا حرب الابادة على غزة وتشتت افكاره واتجاهاته فيضرب هنا ليكون بعد ذلك في شمال الضفة او مهددا اليمن او ضارباً مدينة في جنوب لبنان او معتديا على حرمة لبنان ودون ان يطول الا الخزي والعار فكانت عملية ” البيجر ” لتحقق اهداف الارهاب وتبين ان العدو المحتل لا يهمه الوسيلة بل هو دائما يسعى للغاية التي تحقق اهدافه , وبكل تأكيد انه لا يلتفت الى نتائجها السلبية واي وسيلة يستخدمها ليصل الى غاياته فهو مستعد لعمل ما يمليه عليه عقله ” الارهابي ” لتنفيذ غايته العدوانية , ولأنه لا يجد حرجا او تهديدا من ” الام الحنونة ” امريكا او عماته في الغرب لذا فان كل شيء ممكن استخدامه ولن يلتفت لا الى محكمة دولية ولا يخشى مجلسا للأمن لأنه يعلم ان ” الفيتو ” الامريكي جاهز لإنقاذه من اي قرار ” والله المستعان ” .
فربما صاروخ اليمن الذي هدد اركان تل ابيب قد افقدهم البوصلة وسعوا لابتكار طريقة جديدة من طرق الارهاب لتكون لهم حجة او يتوهمون بنصر ” اعمى ” يضنون انهم قادرين على ان يغطوا عين الشمس بغرابيلهم .
والسؤال الاهم هل نحن حقا ارهابين ؟ , واعتقد ان الجواب لهذا السؤال ” نعم ” لأننا بصراحة تغاضينا عن نصرة اهلنا في غزة بل تآمرنا عليهم في بعض الاحيان واجبرنا قادتهم على الجلوس للتفاوض مع عدو لا يعلم للتفاوض لغة ومنحناهم صورة على انهم يسعون لإنهاء حرب الابادة التي شارفت ان تنهي عامها الاول , ونحن ارهابيون لأننا اخفينا اسلحتنا ومسكنا جيوشنا وساهمنا في منع الاكل والخدمات لإخواننا في غزة ” الا من رحمه الله فكان لنداء غزة مجيب ” ولم نرى من يجول الشوارع يجمع التبرعات وينادي بصوت ” الفزعة ” للأهل غزة وكأننا بعيدين كل البعد عنهم حتى ان طلاب الجامعات الامريكية هبوا لنصرة غزة ونحن ” والله المستعان ” كان البعض منا يهيئ لمهرجانات او تلهيه مباريات لكرة القدم , وغزة تأن ولا حول ولا قوة الا بالله .
” وبشر الصابرين ” والنصر للصامدين المرابطين الذين يقفون اليوم وقفة الشرف والعزة ويسطرون اروع الملاحم دون ملل ولا كلل , في الليل والنهار فوق الارض او تحتها بِحر الشمس او برد شتائها ، عراة جياع مهجرين يحملون في قلوبهم كل الايمان وينتظرون الشهادة او ازالة العدوان وتحرير مسرى رسولهم وتطهير قدسهم من كل ما حَل به في سنين الاحتلال ولا اجزم ولا ادعي علم الغيب ولكنني اظن بالله ظن الخير واعلم ان من يناصر الله ينصره ومن يخذله الناس ينصره الله ويعينه بل ويرسل معهم ملائكة من السماء تقاتل معهم وتبشر من يرتقي منهم بجنة عرضها السماء والارض ومن يرابط منهم فهم قد كسبوا بأذن الله رضا الرحمن وطاعته وامتثال اوامره والقتال في سبيله , فهل يوجد اكبر او اكثر من هذا المجد لهؤلاء الابطال .
وهنا علينا ان نبين ان عملية ” البيحر ” التي نفذها الكيان المحتل يوم امس لا يمكن ان تقارن بالألم الذي احدثه صاروخ اليمن ولا يمكن ان تكون تلك العملية بمصاف ما تقوم به المقاومة في غزة ولن تكون ابدا اكثر تأثيرا من الهلع والخوف الذي سيطر على تل ابيب وباقي المدن المحتلة واعتقد انهم اليوم يترقبون الموت البطيء وانهم يسعون الى تشتيت الراي العام في العالم او في بلادهم لانهم لا يعلمون الى اي هدف يتوجهون …. , كان هدفهم رمي غزة في البحر فرمتهم في وهم النصر وكان هدفهم القضاء على رجال المقاومة فجعلوا ليلهم اسود ونهارهم في ظلام فأتجهوا نحو الخداع والكذب فانكشفت كل سرائرهم وبدت لهم عورات ما يدعون .
والسؤال, الذي يلي ” البيجر ” ماذا بعد ” البيجر ” ؟ .
ان من قدم نفسه فداء لوطنه او مبادئه او دينه لا يهمه ان يرتقي ببيجر او انه يكون شهيدا باعتي الأسلحة , لأنه حقق هدفه ويعلم ما كان يريد وهو على يقين ان من يخلفه رجال عاهدوا الله على النصر او الشهادة ونسال الله ان يمنحهم النصر المبين انه قادر على هذا وهو القدير .
قوله تعالى:
” (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) ؟ “
والله المستعان