ما أكثر الخبراء.. وما أكثر المحللين.. والحقيقة غائبة
كتب / بسام ابو شريف
ما اكثر الخبراء هذه الايام وما اكثر المتفوهين والناطقين والمحللين وما هي اكثر الشاشات التي اظهرت بوضوح من خلال تعملها مع الواقع والميداني اظهرت ميولها بشكل واضح ايضا لا بل اظهرت ولاءاتها فهنالك شاشات اثبتت ولائها للمقاومة وللشهداء وللجرحى والاسرى ومقاومة العدو وهنالك شاشات فتحت كل اطرافها المكوكية او غير المكوكية لاسرائيل والخبراء الاسرائيليين والاكاديميين الاسرائيليين والعسكريين الاسرائيليين والضباط السابقين والمسئولين السابقين فعندما تريد ان تسمع ماذا يريد ان يقول العدو وكيف يوجه اعلامه يمكن ان تنظر لهذه الشاشات العربية اسما والصهيونية جوهرا.
اذن هنالك صفحات مرئية ومسموعة ومقروءة تدافع عن هذا الطرف او ذلك الطرف والمعركة محتدمة في وجه الكذب وفي حجم المبالغة او في حجم التواضع والكتمان الذي لا يساعد الشعب الا على الشعور بالضياع وتوجيه الاسئلة ماذا يحصل والى اين نحن سائرون .
ad
في الامس اتصل بي صديق قديم قديم صديق منذ ان كنا في بداية العهد للتحضير للثورة منذ اوائل الستينات وسألني سؤال واحد ماذا يجري والى اين نحن ذاهبون فسألته انت الذي توجه السؤال وانت الخبير الذي يقول عن نفسه انه الخبير قال لم اعد افهم كيف تفكر القيادة ولا اعرف من هي القيادة هنالك اطراف عديدة تتحدث ولكن لا ارى كرة قوية متجاذبة موحدة الاطراف قوية اللحمة تقذف على اهداف واضحة تحقق للشعب الفلسطيني تراكما في مكاسب صغيرة ستصبح كبيرة لانها كحجارة البناء الكبير حجر فوق حجر مدماك فوق مدماك هكذا تبنى الامم وهكذا تخوض الامم معاركها لتنتصر في نهاية الامر نتيجة صبرها وكفاحها وصمودها واصرارها ورفضها الاستعباد والاستعمار والنازية والصهيونية وعدته ان اجيب على هذا السؤال.
قلت له واقول لكم اصدقائي اولا علينا ان نبدأ بتعريف ماذا يريد العدو ما هي اهدافه وما هي استراتيجيته للحصول على تلك الاهداف او تحقيقها وما هي تكتيكاته وكيف يريد ان يتابع المعركة ضد شعبنا الابي الصامد الذي سجل للتاريخ ولامتنا العربية والاسلامية سجلا مشرفا للصمود والتصدي لاعداء الامة العربية والاسلامية في كل مكان ووضع حدودا واضحة وخطوطا حمراء لبناء الشخصية العربية المستقلة والشخصية الاسلامية الموحدة المستقلة والتي تأبى الهوان والذل وتأبى احتلال اراضيها ومقدساتها وتدنيسها وقتل وابادة شعوب الاسلام في أي مكان خاصة في فلسطين الارض المقدسة .
العدو قالها ولم يخفها لحظة واحدة ولكن العجيب انها ما زالت تقال بوضوح من قبل العدو وما زال بعض من قياداتنا التي تسمى قيادات يطنش آذانه عما يقوله العدو ويعتبر ان ما يقوله العدو نوعا من المزاح وليس الجد النقطة الاولى هي ان العدو يرفض رفضا باتا بشقيه الحكومة والمعارضة يرفض رفضا باتا اقامة دولة للفلسطينيين او استقلال الفلسطينيين او وضع حد لاحتلال اراضيهم وتنفيذ قرار 242 الذي يطالب بانهاء الاحتلال الذي نفذته اسرائيل بدعم امريكي كامل في 5 حزيران 1967 هذا الهدف هو الاساس والذي لا تحيد اسرائيل عته لقد قاله نتنياهو اكثر من مرة وقيل لقيادتنا قبل ذلك حتى اثناء اوسلو وبعد اوسلو لكن البعض تجاهل ذلك واعتبر ان هذا الكلام سيزول بعد فترة من الوقت لاننا سنبني الدولة رغم انف الاحتلال …
نوع من الوهم الذي حاول البعض البناء عليه باقامة علاقات تنسيقية سرعان ما حولتها اسرائيل الى علاقة ركوب ومركوب فكلما شكلت السلطة هيئة او مؤسسة قامت اسرائيل بركوبها وتحديد اهدافها وطريقة عملها وماذا تنفذ وكيف تنفذ ما تريد ضد الشعب الفلسطيني الشعب الذي تنتمي اليه تلك المؤسسات واصبحت هنالك سلطة تناهض الشعب وحركته التحررية وهنالك سلطة تقول للناس ما لا تفعله وتعد الناس بما لا تستطيع تحقيقه ولا تعمل بشكل عملي وميداني لبناء حقيقي للقوة الشعبية التي تستطيع ان تتصدى للعدو المحتل وان تطرده تدريجيا من ارضنا عبر كفاح طويل لا يتوقف باصرار وصمود وعناد وتصميم على تحقيق الاهداف التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي لم يتوقف لحظة عن القتال من اجل استقلاله ووحدته ووحدة اراضيه.
الهدف الذي لا بديل عنه في نصب اعين الحكام الصهاينة الذين يحتلون كل الارض الفلسطينية هذا الهدف مرتبط ومربوط به محموعة الخطط والتكتيكات العسكرية والسياسية والاعلامية والاقتصادية الاسرائيلية وذلك لتحقيق التالي:
اولا استخدام الفلسطينيين كعبيد وعمال لدى الاسرائيليين يوفرون على اسرائيل اسعار العمال لاغراض استيرادهم من الفلبين او غيرها من الدول وهنالك مئات الآلاف من العمال الذين يؤخذون صباحا من الصباح الباكر يعملون حتى نهاية النهار ويعادون بالباصات الى اماكن سكنهم في قطاع غزة او الضفة الغربية فهم لا يكلفون اسرائيل مباتا او طعاما ويأخذون اجورا دون ادنى نصف الاجور الشرعية والقانونية التي ياخذها العامل الاسرائيلي وبطبيعة الحال يقوم العمال العرب بما لا يستطيع العمال الاسرائيليون القيام به ويرفضون ذلك اصلا واهمها العمل في الزراعة والتمور خاصة في الاغوار الشمالية والجنوبية وكذلك في المصانع ذات الحمل الثقيل والتي تحتاج الى جهد بدني كبير يتلقاه العامل الفلسطيني مقابل ذرات من المال لا تساوي واحد على 12 بالمئة مما ياخذه العامل الاسرائيلي وكذلك يستغلون ما سموه هم الادارة الذاتية وهي ان السلطة عليها واجب الكناسة ليس الكناسة بمعنى تنظيف الشارع فقط بل تنظيف الشوارع وحكم البلديات وما تفعله البلديات وجمع الفواتير والضرائب ثم بعد ذلك انتظار ان تدفع اسرائيل حسب قراراتها ما تجمع للفلسطيني من اموال خاصة التي جبيت من شعبه واخذت كجمرك وضريبة على البضائع التي استوردت للضفة الغربية وقطاع غزة هذه المبالغ تفوق المئات من الملايين وليست حفنة قليلة وتعتمد السلطة على هذه المداخيل اضافة لمداخيل المعابر التي تساهم اسرائيل في جني ارباحها نصفا بنصف مع الفلسطينيين ودول اخرى تأخذ من الفلسطينيين ضرائب واجور باهظة للتنقل وكذلك استغلال الوضع الفلسطيني الذي هو محكوم بالاحتلال من جهة وبعدم وجود وثائق سفر تتيح له المجال للتحرك دون عقبات في عالمنا العربي على الاقل ،
اذن الهدف الصهيوني واضح وحتى المعارك التي تؤجل من اجل تحقيق هذا الهدف وهو المترتب على تنفيذ شعار لا دولة للفلسطينيين هو ضم الاراضي الفلسطينية كلها لتصبح اسرائيل من البحر للنهر وهذا ما يقولونه علنا وليس خفية يريدون ضم هذه الاراضي وخلال هذا الضم يخوضون معارك الابادة والمجازر لذبح وطرد اكبر عدد ممكن واجباره على الهرب من الموت في معارك الابادة ومعارك التجويع والامراض والحصار يقومون بذلك لافراغ اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ويقومون بالوقت نفسه بحيث لا يضيع منهم لا وقتا ولا متر ارض يصادرون الاراضي ويبدؤون ببناء مستوطنات جديدة لا يوجد لها سكان الآن ولكن يخططون بان يأتوا بهؤلاء المهاجرين خلال المرحلة المقبلة وبعد ان يسيطروا تماما ليعلنوا ضم الضفة وقطاع غزة لاسرائيل أي في احسن الاحوال ما يخطط له الاسرائيليون كتنفيذ لشعار لا للدولة الفلسطينية هو تحويل من تبقى من العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة الى وضع شبيه بعرب 48 وبذلك يوحدون الصفة التي يعمل تحتها هؤلاء الفلسطينيين الا شيء واحد وهم متندمون تماما على منح عرب اسرائيل اي العرب الذين بقوا في اراضي ال48 منحوهم الجنسية الكاملة ونظريا المساواة رغم التفرقة العنصرية الواضحة ليس فقط ضد العرب الذين بقوا في ارض فلسطين 48 بل ضد حتى اليهود الشرقيين فالتفرقة العنصرية في الكيان الصهيوني درجات فالاشكنازيم الحكام هم النازيون الاصليون هم الذين يستعبدون من جائوا من اثيوبيا ومن جاءوا من اليمن ومن مصر ومن سوريا والعراق ولبنان كلهم يهود شرقيون وكذلك السابرا الخليط اما الاشكناز فهم يفرقونه بوضوح في مجتمعهم حتى بلفظ اللغة فلفظ اللغة عند الاشكنازي مختلف عن لفظ اللغة عندهم من قبل الشرقي او الاثيوبي او غيره من الجنسيات كل جنسية تتحدث اللغة التي اتت بها من اصله فاليهودي اليمني يتحدث العربية باللهجة اليمنية والمصري باللهجة المصرية وكذلك الجنسيات الاخرى كلهم يستمعون للاغاني والفنون والامورالثقافية التي يعرفونها.
يسرقون الثقافة ليقولوا ان لديهم ثقافة ونحن نعرف انها ثقافتنا يسرقونها حتى الفول والحمص والفلافل يسرقونها في الغرب ويقولون هذه صحون يهودية.
التكتيكات المطلوبة ورسم الاستراتيجية للوصول الى الحل الذي يريده نتنياهو وهو لا لدولة فلسطينية ولا لحرية الفلسطينيين ولا لانهاء الاحتلال بل ابقاء من يبقى بعد ارتكاب مجازر ومذابح وعمليات طرد وتطهير عرقي في الضفة الغربية وقطاع غزة سوف يحاولون هؤلاء ان يسيطروا على كل الارض ويقيموا مستوطنات جديدة وان يحرموا الشعب الفلسطيني من حقوقه ومن ابسط امور حريته وحقه في تقرير المصير.
هذا ما تخطط له اسرائيل وهو امر ليس بحاجة لمن يدعي انه خبير وانه عليم وانه متخصص وانه معهد دراسات لكي يعرف ان الصهاينة يستخدمون كل ما لديهم من قوة وعندما اقول ما لديهم من قوة اعني الولايات المتحدة بشكل اساسي والغرب بشكل ثانوي الغرب اجمالا فمن يؤيد اسرائيل حتى النخاع هي الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا وبقية الدول الاوروبية الغربية التي بدأت تأخذ بعض الاطراف كاسبانيا مواقف شجاعة تجاه الحق الفلسطيني نقول ان اسرائيل تستخدم كل قواها ونفوذها وهذا يعني قوة الولايات المتحدة ونفوذ الولايات المتحدة ونفوذها الذي يعني نفوذها على الغرب اجمالا ونفوذها في العالم بشكل عام وبشكل خاص نفوذها المتمكن من قرارات انظمة عربية تمتلك الثروات اللازمة والتي يمكن لها ان تحيي قتالا ونضالا وكفاحا يخوضه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لتحرير ارض فلسطين من هذه الزرعة السرطانية التي لا يعرف الغرب كيف يقلعها الآن وهي لا تتجاوب مع طلباته او رجائه او مشاريعه بل تقرر هي وتطلب من الغرب ان ينصاع لمشاريعها واذا لم تنصاع ستتصرف اسرائيل لوحدها وبحريتها بغض النظر عن مواقف بريطانيا او فرنسا او اوروبا وهي تعلم انها تتحكم بالبيت الابيض كائنا من كان الذي سيسكن البيت الابيض.
لكل هؤلاء الخبراء والمحللين والذين فجأة اكتشفنا انهم موجودين ولم نكتشف طوال سنوات النضال والكفاح انهم موجودون لدينا وان لديهم ما يفيدون به نضال الشعب الفلسطيني ولكن عندما ضحى الشعب وبدأت حروب الابادة ضده خرج هؤلاء تحت اسماء الخبراء والمحللين ليقولوا تعليقات وكأنهم جزء من المعركة وهم كمتفرجين لعبة الفوتبول لا غير.
الآن اصبح واضحا للجميع وليس فقط للخبراء او العليمين بالامور كما يدعون اصبح واضحا ان تشابك وتنسيق وتكامل قوى جبهات المقاومة هي الطريق لاستنزاف هذا الكيان الذي زرع على ارضنا وهي الطريق الذي يمكننا من بناء مدماك فوق مدماك من الانتصارات الصغيرة لتتحول الى انتصار كبير والى تحرير الارض كاملة ولا شك ان الصاروخ اليمني المرحلة الخامسة في مقاومة اليمن البطل للعدو الصهيوني هذا الصاروخ فرط الصوتي احدث هذه الهزة الكبيرة هزة في الارض وفي السماء هزة في معنويات العدو وحساباته لدرجة انه اضطر لاصدار بيان يقول ان صاروخا مضادا للصواريخ اعترض الصاروخ الحوتي لكنه لم يدمره كلام هش كلام الفاشلين كلام المهزومين.
هذا الصاروخ فرط الصوتي هو مرحلة خامسة لا شك ستتلوها مرحلة سادسة تماما كما ان يوم الاربعين شاهدنا العماد4 وسنشاهد العماد 5 والعماد ستة كما سبق ان ذكرنا سيتفاجأ العدو بان قوة يمنية قوامها 320 الف متطوع سجلوا اسمائهم ليقاتلوا على ارض فلسطين ضد الكيان الصهيوني هذا في اليمن وماذا عن دول اخرى كالعراق وسوريا والجزيرة وكذلك دول شمال افريقيا كالجزائر والمغرب وتونس ولا ننسى شعب مصر العظيم وجيشها العظيم الذي يتحرق شوقا للدفاع عن ارض العرب وعن فلسطين هذه هي الطريق لافشال مخططات العدو الذي يرفض قيام الدولة الفلسطينية واذا اردنا ان نواجه العدو فعلا علينا ان نرفع شعارا ونبني استراتيجية وتكتيكات ترتبط بها من اجل دحض هذا الرأي وهذا الموقف للعدو والسير قدما نحو تحرير الارض وبناء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة سماء وارضا وبحرا .