ليس مجرد بيان تضامن
كتب / الشيخ حسن عطوان ||
كتب المُحَلِّل الأميركي توماس فريدمان قبل عشرين عاماً ما ترجمته :
إنَّ العالَم بحاجة دائماً الى مثل ثلاث :
السيستاني ومانديلا وغورباتشوف ؛ فهؤلاء الثلاثة قادرون على إنزال العواصف الهوجاء الى الأرض بهدوء ” .
من هذه الجهة ينبغي أنْ يُقرأ بيان سماحة المرجع الأعلى حول العدوان الأخير للكيان اللقيط على لبنان :
1. لولا أنَّ العاصفة هوجاء لما تدخل سماحة السيد .
2. ومعنى أنّها هوجاء : أنّها مسألة وجود وعدم ، وأنَّ ما بعدها لن يكون كما قبلها .
3. فهي معركة وجودية بين طرفين :
– طرف مقاوم ، بطل ، قتلاه شهداء ، هذه جبهتنا ..
– ويقف على الجبهة الأخرى عدو همجي ، غاشم ، متوحش ، شرّير ، فاجر .
ووصف كلا الجبهتين جاء صريحاً في نص البيان ، في إشارات مُعبّرة يلتقطها مَن يعي .
4. ما الموقف المطلوب مولانا ؟؟
أ. ” بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة ” .
كيف يكون ذلك ؟؟
جاءت الكلمة مطلقة بل عامّة ، فكل جهّدٍ من شأنه أنْ يردع العدو ليُوقف عدوانه من جهة ، وكل جهد يدفع أو على الأقل يقلل المخاطر على المدنيين والمقاومين المدافعين عن الكرامة والوجود من جهة أخرى ، هو أمرٌ واجب ، على أنْ يكون مدروساً ، منظّماً ، رادعاً ، مؤثراً ، أو حتى موجعاً ، لعدو عنصري مجرم لا يردعه خُلُق ولا دين ولا قانون .
ب. ثم يدعو البيان ” المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية ” .
اسأل الله سبحانه أنْ يحشر شهدائنا مع محمد وآل محمد ، ويشافي جرحانا ، وأنْ يخْلف على عوائلهم بصبرٍ جميل ، وأنْ ينصر المجاهدين بنصر مؤزَّرٍ من عنده ، إنّه نعم المولى ونعم النصير .