في الثالثة والستين..!
كتب / زمزم العمران
قال تعالى في كتابه الكريم : (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين)
الشهيد القائد السيد حسن نصر الله هو الأمين العام الثالث لحزب الله لبنان ، ولد حسن عبد الكريم نصر الله في 31 آب/أغسطس عام 1960، لعائلة شيعية في برج حمود في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان ،وهو واحد من 9 أبناء لأسرة متواضعة نزحت من بلدة البازورية في جنوب البلاد.
أكمل دراسته الثانوية في قرية ‘البازورية’، وهناك انتسب إلى حركة أمل وسرعان ما أصبح مندوب قريته رغم صغر سنه ،ولم يكن قد تجاوز 18 عاما حينما اجتاحت إسرائيل الجنوب وأقامت الشريط الحدودي خلال عملية الليطاني ،
توجه في عام 1976 إلى النجف الاشرف وهناك تعرف على الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي كلف الشهيد السيد عباس الموسوي بتولي الأمور العلمية للسيد نصر الله هناك، عاد السيد نصر الله إلى لبنان عام 1978 نظرا للممارسات التي كان يقوم بها النظام البعثي في العراق، وأكمل دراسته وتدريسه للعلوم الإسلامية في حوزة الإمام المنتظر (ع) ،
1982 بدأ الاجتياح الاسرائيلي للبنان وشهدت مدينة بعلبك تأسيس ‘حزب الله’ وتولى السيد نصر الله مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه ،في 16 شباط/فبراير عام 1992 تم انتخابه بالإجماع من قبل أعضاء الشورى أمينا عاما لحزب الله خلفا للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي .
قاد حسن نصر الله حزب الله اللبناني على مدى 32 عاما تحول فيها الحزب إلى إحدى أقوى المنظمات المسلحة في المنطقة والعالم ،فمنذ عام 1992، بات نصر الله الواجهة الرئيسية للحزب، وقمة هرمه، وتعتبر الحكومة اللبنانية حزب الله “مجموعة مقاومة شرعية” ضد إسرائيل ولها كتلة برلمانية في مجلس النواب اللبناني ، فكان ينظر إلى «حزب الله» على أنه رأس الحربة في العمليات التي دفعت إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان عام 2000، بعد احتلال دام 30 عاماً تقريباً، فصارت لنصر الله مكانة كبيرة لدى أنصاره ،وتعزّزت شعبيته خلال حرب 2006، التي استمرت 33 يوماً، وقتل فيها 1200 شخص في لبنان، غالبيتهم من المدنيين، و160 في إسرائيل غالبيتهم من العسكريين.
كان له مواقف سياسية وجهادية بارزة طيلة الفترة من عام 2000م – 2006م أبرزها تحرير الأسرى اللبنانيين كما أدى دورا متميزا فى الوفاق الوطني اللبناني إثر اغتيال رفيق الحريري في عام 2005، كما استطاع أن يفرغ القرارات الدولية الأمريكية التي صدرت ضد الحزب من مضامينها،
غداة اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) إثر هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب إسرائيل، أعلن حسن نصر الله جبهة «إسناد» لغزة، وحليفته «حماس» ،وتصاعدت المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل منذ بداية الحرب على غزة ، وبعد إعلان إسرائيل نقل تركيز عملياتها من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.
غادر المقاومة والحياة بقنابل إسرائيلية هائلة ارتجت لها بيروت وعبر صداها أنحاء العالم ، أدت إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله في السابع والعشرين من ايلول سبتمبر عام 2024 وتضاربت المشاعر بين من يشعرون بالشماتة ومن يعتبرون مقتله ضربة قاسية لحزب الله ،إن مقتل حسن نصر الله،
وعلى الرغم من كونه حدثا استثنائيا، لكنه “لن يُغيّر من التزام حزب الله بالمواجهة ضد إسرائيل، خاصة مع استمرار الحرب على غزة”، ويتوقّع أن يواصل الحزب “السير على النهج الذي رسمه نصرالله، وفاءً لما كان يمثله” ، والتزاماً بتوصياته فهو الذي يقول : نحن لانهزم.. عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، نحن على مشارف انتصار كبير،
لايجوز ان ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب ان نحمل دمه، ويجب ان نحمل رايته، ويجب ان نحمل اهدافه، ونمضي الى الامام بعزم راسخ وارادة وايمان وعشقٍ للقاء الله.
أذن الى اللقاء مع انتصار الدم على السيف الى اللقاء في الشهادة الى اللقاء في جوار الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.