هل يوجد لدى العرب مشروع؟
كتب / نعيم الخفاجي
عندما نتابع الأعداد الكبيرة من القنوات الفضائية العربية، ونسمع نهيق ونعيق أبواب الدجل والشعوذة، أمثال أبواق قناة الجزيرة نحو القرقوز فيصل القاسم، والطائفي القذر صديق أسامة بن لادن أحمد منصور، أو نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ونسمع عن المشاريع بالشرق الأوسط، تصاب بالذهول.
الإعلام العرباني يصرخ من المشروع الفارسي، واعلام عرباني آخر يصرخ من المشروع التركي الاخواني، والفيالق الإعلامية لدول البداوة تهاجم القوى العربية الشيعية المقاومة، التي رفضت التطبيع المجاني قبل ولادة دولة فلسطينية وفق قرارات التقسيم الصادرة من الأمم المتحدة.
بالحقيقة الأنظمة العربية، أتت بهم الدول الاستعمارية، التي رسمت حدود الدول العربية بعد الحرب العالمية الأولى، وقامت دول الاستعمار بتعيين، وكلائهم، ليكونوا ملوك ورؤساء وقادة على الدول العربية، بريطانيا وفرنسا هم من رسموا حدود دولنا العربية، وهم من دعموا العملاء، وهم من عملوا الحركات الإصلاحية مثل حركة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، بوقت كانت بريطانيا تحتل مصر وسواحل الجزيرة العربية وأفغانستان والهند، وفرنسا كانت تحتل لبنان، كانت حركة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني صناعة بريطانية لإسقاط الدولة العثمانية، حتى ولو كان جمال الدين الأفغاني صادقا، لكن بريطانيا استغلته لكي تنفذ مشروعها بإسقاط دولة الخلافة العثمانية السنية ورسم حدود دول الشرق الاوسط والعالم الثالث، وإيجاد نظام عالمي تتحكم به عدد قليل من الدول العظمى.
فرنسا وبريطانيا صنعوا لنا الأنظمة والاحزاب الدينية والسياسية، بريطانيا صنعة الوهابية، واسست حركة الاخوان، وامرت عبدالعزيز ال سعود بتوهيبها، لجني ثمار، تطرف وهمجية الفكر الوهابي، فرنسا ربت ورعت ودرست ميشال عفلق ليؤسس للعرب حزب البعث اللاعربي الاشتراكي.
بالشرق الاوسط الدول المؤثرة اسرائيل وتركيا وايران، حاليا العرب تقودهم السعودية ومصر وبقية الدول العربية، وهم مع المشروع الإسرائيلي بالشرق الاوسط، وخارطة نتنياهو التي عرضها بالجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت واضحة، وضع السعودية والأردن والإمارات والسودان ضمن أصدقاء إسرائيل.
بالحقيقة يوجد بالشرق الاوسط مشاريع للدول العظمى، مشروع دول الاستعمار الغربي، هو المهيمن، وأصبحت الدول العربية، أنظمة متهالكة، وشعوب يغلب عليهم ثقافة السذاجة والغباء، القوى الاستعمارية وحسب قول الرفيق كارل ماركس، أن دول الرأسمالية لديها حيلها لكي تستمر بالسيطرة على العالم، من خلال تغير طرقها، يوجد لدى الدول الغربية مشروع بديل ثاني في حالة قيام الشعوب العربية بثورات شعبية، تسقط العملاء والخونة، المشروع دعم الحركات الإخوانية الوهابية من خلال زعيمهم الروحي طيب أردوغان من خلال المشروع التركي البديل.
وقد رأينا ذلك بصفحة الربيع، ادارة أوباما اوجدت تفاهمات مع أردوغان والتنظيمات الاخوانية التكفيرية في سوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس، وكيف تم إسقاط الكثير من الأنظمة العربية، ولما احست السعودية والإمارات بخطر استبدالهم بحركات الإخوان، قاموا بتمويل الانقلابات المضادة.
بعد سقوط السوفيت تم إسقاط الأنظمة الجمهورية العربية المرتبطة بالسوفيت، والتي لم تسقط، أصبحت دول ضعيفة لا تسيطر حتى على أراضيها، الآن وضع الدول العربية، الغلبة إلى دول الرجعية العربية، وأصبح الوضع، كل دولة عربية، باتت منفردة، لمواجهة التحديات، بل دول الرجعية العربية، تتآمر على الكثير من الدول العربية، لكسب رضا مشغليهم.
وضع الدول العربية بات انحسار وسقوط التيار القومي العربي واضح وجلي، بل رأينا كيف الأنظمة العربية والكثير من الشعوب العربية والاسلامية السنية، وقفوا مع نتنياهو ضد القوى الفلسطينية المقاومة، لا يوجد زعيم عربي قومي واحد ولا زعيم حزبي قومي واحد، بل كل الأحزاب القومية والإخوانية ، باتوا عبارة عن مجاميع متناحرة، يمتهنون القتل والذبح والسلب، في حقبة سيطرة الدول القومية العربية، عجزت الدول البعثية والناصرية، عن إقامة مؤسسات دستورية محترمة لحكم شعوبهم.
بل حتى مركز دراسات الوحدة العربية الذي يوجد مقره في بيروت، يوجد به عناصر مرتزقة تستغل اسم القومية لكسب المال من صدام الجرذ ومعمر القذافي، والآن أصبح مركز الدراسات يعيش على هبات دول الرجعية العربية.
من هو مسيطر على الدول العربية، المشاريع الاستعمارية بكافة انواعها، مشروع التطبيع بجعل اسرائيل زعيمة للدول العربية، ومشروع الإخوان التركي البديل للدول الاستعمارية، يجعل من نتنياهو الزعيم الروحي لكل فروع الحركات الاخوانية الوهابية، بكل الدول العربية.
لم يبقى سوى قوى شيعية عربية ترفض التطبيع المجاني، وهؤلاء ليس لديهم مشروع في إقامة دول، وإنما العمل السياسي ضمن دول متعددة القوميات والمذاهب والأديان، وتعاني دولهم من صراعات قومية ومذهبية، القوى الشيعية ترفض التطبيع المجاني، لذلك كل القوى العظمى باتت تهاجمهم، والهدف أما استئصالهم أو تطويعهم.
مشروع الدول العربية المطبعة لايملكون مشروع لإقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت على جزء من أراضي عام ١٩٦٧ وحتى لو كانت هذه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، العرب المطبعون لا يستطيعون إقناع القادة الإسرائيلين في منح الفلسطينيين دولتهم، لإنهاء الصراع، واقناع الشعوب العربية أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد انتهى، وضع الأنظمة العربية منكوحة، وضعهم مزري بين أوساط شعوبهم.
في حرب غزة ماذا قدم العرب السنة، والمسلمون السُنة من غير العرب لابناء شعب غزة العربي السني بحرب غزة، هل أوقفوا قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين السنة، ههههه شر البلية مايضحك، اشجع واحد بيهم كتب دعاء بتويتر وياويله اذا مسكته المباحث السعودية يكون مصيره السجن أو التعزير بقطع الرقبة هههههه،
والأغرب تجد الفيالق الإعلامية لدول البداوة، يتحدثون بسذاجة عن تقسيم المقسم وتقسيم العراق وتقسيم سوريا ومصر ولبنان،
عندما رسمت دول الاستعمار حدود سايكس بيكو، ونصبت وكلائها ملوك ورؤساء وحكام، لاستبدال وجود قوات استعمارية محتلة، في أنظمة عميلة تنفذ ما تريده دول الاستعمار، بل تقصدت دول الاستعمار دمج مكونات غير منجانسة بدون تشريع دساتير حاكمة.
لذلك استطاعت الأنظمة العربية صنيعة الاستعمار، في إقناع الشعوب العربية، أن حدود سايكس بيكو باتت مقدسة، والعجيب أن الأنظمة العربية صنيعة الاستعمار، ومعهم مشغليهم من الدول العظمى الرأسمالية الاستعمارية ومعهم الشركاء الدوليين، ليسوا سوى حراس لهذه الحدود ليس حبا بالشعوب العربية، وإنما إبقاء الشعوب العربية بصراعات مذهبية وقومية لتبقى دول الشرق الأوسط، دول فاشلة يتحكم بها المستعمر.
المشكلة أن غالبية من يدعون الثقافة من أبناء الشعوب العربية، يعتقدون بأن دول العالم الكبرى تتآمر عليهم، وهم بالحقيقة محكومون من قبل أنظمة عربية صنيعة استعمارية، منكوحين ليل نهار. وخاصة العالم الان يعيش بظرف صعب بسيطرة القطبية على العالم بعد نجاح مخابرات الناتو، بالعمل على انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين وحلف وارسو .
هناك حقيقة مانراه في شعوب الشرق الاوسط، شعوب ممزقة، أنظمة هزيلة، منطقة خصبة للفتن، تعج بالحروب والصراعات، ولا يستقر ابداً هذا هو الشرق الأوسط الجديد ، وبمقياس السياسة التي لا أخلاق بها، أصبحت خيانة الأوطان مجرد وجهات نظر، أو الدفاع عن المكون البعثي والسني، جغرافيا الدول العربية، موبوءة وتربة خصبة للفتن والاقتتال فلماذا لا يستغلها الأعداء.
بظل فشل الأنظمة العربية في تبني مشروع سلام حقيقي يضمن وجود دولة فلسطينية حتى لو كانت بمساحة مدينة صغيرة بالضفة الغربية، وقرية صغيرة من قرى قطاع غزة، وحتى لو كانت هذه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وصغيرة المساحة، توجد دول مساحتها اربع كيلومتر فقط مثل دولة الفاتيكان.
إذن لايوجد مشروع سياسي للدول العربية المطبعة بشكل مجاني، وإنما توجد مشاريع استعمارية تسوق العرب بالعصا الغليظة، ويتم نكح زعماء العرب وهم في غمرة وسعادة وبروح رياضية، أيضا يوجد مشروع بديل لدول الاستعمار وهو مشروع طيب أردوغان والتنظيمات الإخوانية التكفيرية.
انا لست اسلامي بل يساري، ولا من الذين يعيشون في الغيبيات والأحلام، ذكرنا أن بني البشر من المستعمرين وغيرهم، لديهم مشاريع، يوجد لدى أصحاب الديانات اخبار ولديهم يقين بوجود مشروع إلهي، لأنه مامعقولة وجود خالق وهو الله عز وجل لا يوجد لديه مشروع، أمس نتنياهو بتصريح له تحدث عن نبوءات توراتية مقدسة في إذلال اعدائه من العرب، قبله ترامب عندما كان رئيس حدثت له مشكلة مع الديمقراطيين، ذهب إلى كنيسة وحمل الكتاب المقدس الانجيل، قبله جورج بوش في يوم غزوة الإرهابي السعودي أسامة بن لادن إلى نيويورك وشيكاغو، تحدث بخطابه أن معركة الصليب المقدس قد بدأت.
بالمقابل القوى المسلمة المتدينة أيضا يؤمنون حسب كتابهم المقدس القرآن، ووجود أحاديث عن الرسول محمد ص يتحدثون، أن المسلمين في حقبة من الزمان، يقيمون دولة العدالة التي عجزت البشرية والأديان عن تحقيق العدالة والمساواة.
ورد في بعض الأحاديث النبوية، أن الدجال الذي يكون في آخر الزمان معه جنة ونار، وأخبر الصادق المصدق الرسول محمد ص أمته كما هو موجود في الأثر حول قوة الدجال بالقول ( ناره جنة وجنته نار)، بصفتي كشخص يساري اعتقد بحق الجميع بالعيش بكرامة، وأن من يملك الأرض هو خالق الكون، وان حدود الدول ماهي سوى وسيلة، ليقوم البشر بتنظيم سبل عيشهم، وليس للبطش وقتل الشعوب الاخرى، لذلك القوى اليسارية، تتجاوز الحدود بالأفكار، للاستفادة في ايجاد عيش كريم ومحترم للمواطن، لننظر إلى كلام رسول البشرية محمد ص يقول ( نار الدجال جنة وجنته نار)، هذا الكلام عميق بمعاني كبيرة، الكثير من الأشخاص الذين تم قتلهم قوى كبرى استعمارية، هؤلاء الذين قتلوا، أصحاب قيم ومبادىء بالتأكيد وفق هذا الكلام المنسوب إلى رسول الله ص يكونون بالجنة، مقابل أن القوى المؤيدة للأعور الدجال فهم لا مكان لهم بالآخرة عند الله عز وجل، ويعاقبهم خالق الكون ويضعهم في نار جهنم التي تحدث عنها القرآن الكريم، جنة العرب الذين يسيرون وراء الدجال، جنة معكوسة ههههههه.
ياله من شرق أوسط ملعون، قتل به، عشرات آلاف الأطفال والنساء، خلال عام كامل من القتل المبرح، ودول العالم تنظر ولم تحرك ساكنا، لإيقاف حرب غزة التي باتت تتمدد إلى دول وطالت وحرقت شعوب عربية ومسلمة أخرى.
في الختام مشروع العربان مشروع نكاح وحلب للابقار السمينة بشكل مبرح، مع خالص التحية والتقدير رفاقي ورفيقاتي الاعزاء، رفاق الدرب الكرام المحترمين.