“ضربني وبكى وسبقني واشتكى”
كتب / د. محمد المعموري..
لا اعلم كم طفل قتل ولا اريد ان اقول كم رجل مات ولا ادري كم عائلة هجرت ولا اذكر كم بيت هدم ، ولا اعتقد انني اجيد احصائية المفقودين والمهجرين والباكين من فراق عوائلهم ، وهم يتعرضون “للعبة الابادة ” التي اجاد لعبتها الكيان المحتل منذ ما يقارب العام ، ويخيل الي انه يمارس تلك اللعبة وهو بأعصاب هادئة ودم بارد بينما هناك دماء قد زادت من حرارة التراب واستغاثت الى رب السماء مستنجدتا من عدو لا يعرف الرحمة ولن تسجل في قاموسه كلمات الشفقة بل كان يقتل ويهجر وكانه يلعب “لعبة البوبجي pubg game ” دون حياء .
وبين تلك اللعبة وحقيقة ضرب ايران سارع هذا الكيان ليسجل شكوى الى مجلس الامن بانه تعرض لهجوم من ايران وكأنه البريء , وهو الذي لم تسجل صفحته الا ابشع انواع الجرائم من ابادة الى تهجير الى تنكيل الى كل ما يسحق حقوق الانسان ، وحقيقة ينطبق عليه المثل المصري الشهير ( ضربني وبكي ، سبقني واشتكى ) وبغض النظر عما سيقرره مجلس الامن فأننا نعلم ان فقط ابادته الشعب الفلسطيني يحتاج الى محاكمات دولية وعقوبات من مجلس الامن ولكننا لم نسمع لا بعقوبات ولا ادانات بل نسمع صريخ الكيان وتصريحات امريكا وادانة من الغرب لمجرد ان ايران ضربت الكيان والذي جاء نتيجة اعتداء هذا الكيان على مقتل الشهيد هنية في الاراضي الايرانية من قبل الموساد و قتل قادة المقاومة اللبنانية في الضاحية والتي كانت اكثرها بشاعة استشهاد السيد حسن نصر الله وقتل المقاومة اللبنانية في الضفة واخرى قتل رموز تلك المقاومة واعلان هجومها على مقراتها بدون وجه حق ولا بتأنيب ضمير ولا اعتقد ان الكيان المحتل محتاج لهذه الشكوى فانه المدلل بين امريكا ونظامها العالمي الذي بني على تدمير الشعوب وخاصة تلك التي نسكن منطقتها نحن العرب ، ولا اعلم ما سيحصده شباب العرب وماذا سيصل اليه من تغيير في خارطة الوطن العربي والتي اصبحت اليوم بين مطبعين وثلة ممن حافظوا على مبادئهم .
ماذا سيقول الكيان “البريء” في صحيفة شكوته ومن سيصدقه ولماذا قبلت الشكوى؟، اما ماذا في صحيفته من شكوى ، فان العالم باسره يعلم ان الكيان المحتل باحث كبير ومبدع في القتل والابادة والتهجير وان ما تعرض له بالأمس اقل بكثير مما يتعرض له الشعبين اللبناني والفلسطيني، بل ان ما تعرض له الكيان ليلة امس لم يكن ليطمس ذاكرته وذاكرة العالم لجرائمه في مشاهد الرعب بين طفل خائف واخر جائع وثالث فقد ساقيه او جميع اطرافه، ولا يمكن لنا ان نتخيل ان مساكن دمرت عن بكرة ابيها ولا يمكن ان نتخيل كم كان هذا الكيان (“رحيم “) بشعبنا حتى انه لا يريد مزيد من الدماء فتقدم بكل “براءة” لمجلس الامن ليشكو ايران لأنها ضربته واستطاعت ان تجعل عيناه تدمع وخطاه تتسابق خطواتها لتقدم شكوى، ولا يمكن لأي عاقل ان يقبلها وهو يشاهد تلك الصور المرعبة التي تنقلها بعض الوكالات او التلفزيونات وتريد العالم ان يصدق بإنسانيتك فتلجأ بشكواك دون استخدام القوة؟
كيف نصدق؟!.
اما مجلس الامن فانا اعتقد سيشد “الاحزمة” لتمرير قرارات ضد ايران وربما ستكون تلك العقوبات وسط صمت مريب من روسيا والصبين واتمنى ان اكون مخطأ في تصوري .
من يبني توقعاته على انصافنا في مجلس الامن او وقوف روسيا والصين مع قضيتنا فاعتقد عليه ان يراجع حساباته واعتقد ان الحل الوحيد بان نعد لهم ما استطعنا، وربما يقول قائل بعد ما شاهدناه من تكنلوجيا اننا لن نصمد امام الكيان المحتل لأننا كعرب متخلفين في امتلاك تلك التقنية، عليه ان يراجع حساباته وان يبني جيل عربي قادر على امتلاك ناصية العلم واعتقد ان بالعلم والايمان سننتصر، لاننا واجهنا خلال هذه الفترة ان الي يجري حولنا من مأسي يجب ان نحوله الى اداة للنصر.