ممثلة العراق لدى الامم المتحدة .. منفذة لتعليمات رؤسائها أم تطبيعية خائنة ؟
كتب / خالد الخفاجي
تعد وزارة الخارجية من أهم الوزارات الحكومية, وهي مسؤولة حصريًا عن تنفيذ السياسة الخارجية وتنظيم العلاقات الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف للدولة وفق الخطط التي يقررها مجلس الوزراء وبما يتناسب والعلاقات العراقية الخارجية وما تقتضيه المصالح الوطنية, وبما إن العراق يعيش وضعا استثنائيا بين معسكرات متناقضة ومحيط عربي إسلامي يؤثر ويتأثر بسياساته وعلاقاته الخارجية فكان لزاما على وزارة الخارجية الالتزام الصارم في تنفيذ هذه السياسات بما يضمن سلامة مواقف العراق تجاه القضايا المصيرية المشتركة, وحسن اختيارها للمسؤولين التنفيذيين وولاءهم الوطني من الذين تقع على عاتقهم تنفيذ سياساتها وبما لا يخدش سمعة العراق.
خلال انعقاد الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 27 أيلول، وعند إلقاء رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” كلمته، انسحب عدد كبير من الوفود العربية والإسلامية والصديقة المشاركة في الدورة, وهو سياق متعارف عليه لدى هذه الدول للتعبير عن عدم الاعتراف بهذا الكيان المسخ والاعتراض على سياساته الإجرامية في المنطقة، وبقيت قاعة الاجتماع شبه فارغة إلا من الوفد الاسرائيلي وبعض الوفود الحليفة وجوق المصفقين الذي اصطحبه (نتنياهو) معه, ولكن الغريب هو في اصطفاف ممثلة العراق (سمر بشير القيسي) مع هذا الجوق وعدم مغادرتها القاعة أسوة ببقية الوفود الناقمة على إسرائيل وكأنها ترسل ببقاءها إشارات تطبيعية رغم إن موقف العراق واضح من الكيان الغاصب ولم يعترف به وهناك قانون لتجريم التطبيع معه, والسؤال الذي لا مفر من طرحه هو: كيف تتولى منصب ممثلة العراق في الأمم المتحدة شخصية هزيلة لم يمر أكثر من سنتين على تعيينها في وزارة الخارجية وتتسلق سلم المناصب سريعا وتترقى إلى (سكرتير أول) في هذه الوزارة المهمة, وان تتسيد تمثيل العراق في هذا المحفل المهم والجلوس أمام الرؤساء وجموع الصحفيين والقنوات الإعلامية الناقلة لأرجاء العالم وهي تحلل كل شاردة وواردة وهي بهذا الجهل بالسياسة الخارجية العراقية والبروتوكول الدبلوماسي, فتنقل القنوات بقاءها وإصغاءها كتلميذة مبتدئة نهمة وهي تستمع الى معلمها الذي كال الذم والشتم الى بلدها دون أن يرف لها جفن, وعلى عكس ذلك, فعند التدقيق في المقطع الفيديوي لكلمة الرئيس الإيراني (مسعود بزشكيان) الذي حضرته بدا قلة احترامها وتظاهرها باللاابالية وهي تلهي نفسها بتصفيف شعرها كلما أظهرتها الكاميرا, وعدم وضعها (مايكريفون) الترجمة على أذنيها وتجاهلت التصفيق (البروتوكولي) الذي تقتضيه الحاجة في مثل هذه المناسبات على خلاف بقية الحضور, وهذا ما أثار العديد من التساؤلات وما إذا كانت تصرفات تنم عن عدم إلمامها بوظيفتها أم هي تعليمات نفذت بعناية.
هذه دعوة الى لجنة العلاقات الخارجية النيابية لاستجواب هذه (الممثلة) والاطلاع على دوافعها الكامنة خلال الجلستين ومن الذي اصدر لها أمر البقاء والاستماع لكلمة (نتنياهو) وما بدا منها خلال إلقاء (بزشكيان) كلمته, فهي بذلك قد وضعت الحكومة العراقية التي اعتدنا على سوء اختيارها لكوادرها في موضع الاتهام بالتطبيع, وعلى الحكومة إثبات العكس.