المقاومةً الاسلامية العراقية تلاحق العدو الصهيوني أينما يكون “قصف الجولان السوري المحتل” انموذجا
كتب / أ. د. جاسم يونس الحريري
هاجمت المقاومة الإسلامية في العراق فجر يوم الأربعاء الموافق 2/10/2024، ثلاثة أهداف تابعة للاحتلال الإسرائيلي في شمالي الأراضي المحتلة، بواسطة الطائرات المسيّرة، في 3 عمليات منفصلة.أما في كيان الاحتلال، فأقرّ “الجيش”، بعد يومين على الاستهداف، بمقتل جنديين وإصابة 24 آخرين، من جراء استهداف مسيّرة، أُطلقت من العراق، قاعدةً عسكريةً إسرائيليةً في الجولان المحتل.وتحت بند “سُمح بالنشر”، أعلن “الجيش” الإسرائيلي أنّ الجنديين القتيلين والمصابين هم من “الكتيبة الـ13” في لواء “غولاني”. وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، أظهر تحقيق “الجيش” أنّه كان ثمة فشل في اكتشاف المسيّرة العراقية، التي انفجرت، من دون إنذار، بحيث لم يعلم الجنود بأنّها متجهة نحوهم، ولم يستطيعوا أن يؤمنوا الحماية اللازمة. وعلّقت منصة إعلامية إسرائيلية على ما اعترف به “جيش” الاحتلال، مؤكدةً أنّ التهديد، الذي يمثّله العراق بالنسبة إلى “إسرائيل”، خطير، مذكّرةً بأنّ المقاومة الإسلامية فيه “أطلقت عشرات، إن لم يكن المئات، من المسيّرات والصواريخ المجنّحة”. وبارك الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، ((أبو عبيدة))، العملية النوعية التي نفّذتها المقاومة الإسلامية في العراق، والتي استهدفت عبر الطيران المسيّر قاعدةً عسكريةً إسرائيليةً في الجولان السوري المحتل، مسفرةً عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 20 آخرين.وأكد أبو عبيدة أنّ هذه العملية “تحمل رسالةً إلى الاحتلال”، مفادها أنّ “تماديه في عدوانه سيجلب له مزيداً من الخسائر والنكسات، وصولاً إلى الاندحار” عن أراضي فلسطين المحتلة.ووجّه الناطق باسم كتائب القسّام التحية إلى المقاومة الإسلامية في العراق، على إسنادها الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي عليه.
تحليل وأستنتاج:-
1 إن استهداف الجولان السوري المحتل لأول مرة بمسيّرة أطلقت من العراق يأتي في إطار التصعيد الأفقي و”وحدة الساحات” بالمنطقة. أن الجولان المحتل يستهدف لأول مرة بمسيّرة، إذ قصفت تل أبيب وإيلات سابقا بمسيّرات من اليمن والعراق. وإذا تكررت عملية القصف وأصبحت نمطا يمكن القول إن جبهة العراق قد فتحت”.
2 أن المسافة من الحدود العراقية إلى الجولان تقدر بـ300 كيلومتر،وإن العملية تأتي في إطار استهداف الكيان الصهيوني الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وتبادل القصف الإسرائيلي الإيراني.
3 أن من دلالات العملية الجوية التي قامت بها الطائرات المسيرة التي تمتلكها المقاومة الاسلامية العراقية سقوط مريع لخطط واشنطن الهادفة إلى تحييد الساحة العراقية، وجعلها عازلاً بين إيران وأطراف محور المقاومة على الحدود الفلسطينية.
4 زعمت إذاعة جيش العدوّ أن هذه هي «المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تنجح فيها عمليات مجموعات شيعية عراقية في إيقاع قتلى وجرحى بين الجنود الإسرائيليين»، علماً أن جيش العدوّ لم يكن حتى وقت قريب يعترف أصلاً بتنفيذ المقاومة العراقية عمليات ضده. وأشارت الإذاعة إلى أن «التحقيق الأولي بيّن أن نظام الدفاع الجوي فشل في رصد المسيّرة»، موضحة أن «مسيّرتين أطلقتا من العراق وتم اعتراض إحداهما، ولكن الأخرى سقطت داخل معسكر للجيش وانفجرت فيه». وقالت إن «الجنود القتلى والجرحى هم من لواء ((غولاني)) الذي ينشط ضمن الفرقة 36 التي تشارك في المعارك البرية في جنوب لبنان».
5 يضع هذا الهجوم العراقي للمقاومة الاسلامية العراقية ، الكيان الصهيوني ، وجهاً لوجه أمام العراق، بوصفه طرفاً فاعلاً في العمليات ضده، ويُسقط عملياً مساعي مضنية بذلتها واشنطن طوال أشهر لتحييد الساحة العراقية عن إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وجعلها منطقة عازلة بين إيران والطوق المباشر المحيط بالعدوّ.
6 في ظل الجنون الإسرائيلي والدعم الغربي للعدو. قال الناطق باسم الحكومة العراقية، ((باسم العوادي))،إن بلاده ستواصل «بذل كل ما هو ممكن ومتاح من أجل إغاثة الأشقاء في فلسطين ولبنان وإسناد صمودهم البطولي». وقال إن «موقف المجتمع الدولي الصامت العاجز، إنما يغذّي فعلياً الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما بعدما تجاوز العدوان الإسرائيلي غزة لينال من شعب لبنان الشقيق». وأشار إلى أن«الحكومة العراقية تؤكد إسنادها كل فعل أو جهد ديبلوماسي يوقف هذا العدوان، ويضع حدّاً لسلوك المحتل واستهتاره بالقيم والمبادئ التي توافقت عليها البشرية».