حرب العقول من بيروت إلى حيفا: حزب الله يرد بقوة على استهداف وحدة الرضوان؟
كتب / كامل المعمري
استهداف المقاومة الاسلامية في حزب الله لمقر سري يتبع لواء غولاني قوات النخبة في جيش الاحتلال
يطرح العديد من الاسئلة حول قدرة حزب الله على معرفة هذه الاماكن السرية وكذلك حول التوقيت الدقيق لتنفيذ العملية اضافة الى ان الضربه استهدفت غرف بعينها اثناء تجمع قوات العدو كما اكد البيان
وايضاحول حصيلة القتلى والجرحى والطائرات المستخدمة للهجوم وغير ذلك
اولا كيف عرف حزب الله بمثل هذه المقرات السرية؟
هذا يضعنا امام عدة سيناريوهات مثل وجود عملاء وجواسيس على الارض او من خلال تحليل صور الاقمار الصناعيه او تسريب المعلومات عن طريق متعاونين محليين الذين يتعاملون مع الجيش الإسرائيلي بشكل دوري، مثل مقدمي الخدمات أو التجار، وغير ذلك
ولكن من خلال متابعتنا للمواجهاات المستمرة في الحدود اللبنانية على مدار عام كامل والتي لوحظ من خلالها بروز قدرات كبيرة لدى حزب الله في مجال الرصد والاستطلاع، حيث نفذ الحزب مئات العمليات التي استهدفت تجمعات العدو او أثناء تواجد قواته في عشرات المناطق والمواقع. هذه العمليات شملت مناطق تبعد حتى 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية، مثل مدينة صفد وغيرها وهذا يرجح استخدام حزب الله للمسيرات التجسسية التي ترصد باستمرار خلال فترات متفاوته
وبالتالي فان العملية التي تمت في حيفا واستهدفت مقر لواء غولاني السري تم اكتشافه ومعرفته بواسطة طائرات مسيرة متطورة تعمل بشكل مستمر او في اوقات متفاوته مثل هذه المعلومات قد يكون تم جمعها قبل الدخول في المعركة الاخيرة وايضا بعدها
ثانيا توقيت العملية اثناء العشاء
استندت هذه الضربة إلى معلومات دقيقة حول الأنشطة اليومية لقوات الاحتلال، حيث يظهر أن حزب الله قد قام بعمليات مراقبة طويلة الأمد باستخدام مسيرات متطورة. هذه الطائرات بدون طيار تمنح الحزب القدرة على تتبع مواعيد تجمع الجنود، المناوبات، والروتين اليومي للإسرائيليين.
من خلال دراسة الأنماط الزمنية واللوجستية، مثل توقيت الاجتماعات والتغيرات في النشاطات، أصبح لدى حزب الله فهم عميق لكيفية تنظيم القوات الإسرائيلية. هذه التفاصيل الدقيقة تعزز قدرة الحزب على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف تجمعات العدو في الوقت المناسب.
لذا، فإن نجاح حزب الله في تنفيذ هذه الضربة لا يسلط الضوء فقط على فعالية الرصد، بل يطرح أيضا تساؤلات حول كيفية تعامل قوات العدو مع هذه التهديدات المتزايدة.
فالتحليل المستمر للمعلومات المجمعة سيمكن الحزب من تحسين استراتيجياته في المستقبل، مما يزيد من تحديات الاحتلال على الأرض.
ثالثا استهداف غرف بعينها
بيان الحزب اشار الى ان الطائرات انفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو وهذا يعني ان العملية لم تستهدف صاله الطعام فقط بل ايضا غرف أخرى ومن خلال تحليل الصورر والفيديوهات تبين اثار الدم في اماكن مختلفة
السلاح المستخدم
بحسب البيان تم استخدام سرب من الطائرات المسيرة المتنوعة وبعضها يستخدم لاول مرة ومن خلال فيديو الاعلام الحربي التابع لحزب الله كان عدد الطائرات 6 وباعتقادي ان بعض هذه الطائرات قامت باطلاق صواريخ لاحداث فتحة اما في السطح او الجدار ومن ثم الانقضاض مع الطائرات الاخرى للانفجار على الاهداف وهذا يشير الى استهداف غرف اخرى وماظهر للاعلام سوى جزء يسير
الصور التي ظهرت للاعلام وجود دماء في صاله الطعام وفي اماكن اخرى
في صالة الطعام ومن خلال تحليل الفيديو تبين ان الهجوم حدث من السطح كما ان المكان عباره عن هنجر بدا ذلك من خلال النوافذ وهيكل السطح وعاده ماتكون صالات الطعام بهذا الشكل
وفي مكان اخر طارود طويل والدم على الارض يوحي بأنه حدثت اسعافات اوليه بالمكان
في فيديو اخر ظهر بالخارج و كان هناك العشرات من الجنود المصابين ولا ندري هل تم اخراجهم وهم مصابين ام ان طائرات اخرى انفجرت في الساحة
فتح العدو تحقيقا بعد الضربة الناجحة التي نفذتها المقاومة الإسلامية في حزب الله هو اعتراف ضمني بفشل المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية. هذه الخطوة، رغم أنها محاطة بالصمت والتكتم الرسمي، تكشف عن حجم الارتباك الذي أصاب جيش الاحتلال بعد عملية استهدفت بدقة مقرا سريا للوحدة النخبوية غولاني والتي تُعتبر إحدى أبرز الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي.
اخير فان الضربة التي نفذتها المقاومة الإسلامية في حزب الله ضد مقر سري للوحدة النخبوية “غولاني” في جيش الاحتلال توازي بالفعل، من حيث الأهمية والتأثير، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لقيادة “وحدة الرضوان” في الضاحية الجنوبية لبيروت.قبل شهر تقريبا
كلا العمليتين تحملان طابعا استراتيجيا عميقا حيث لم تكن الضربات مجرد استهداف لجنود عاديين، بل لوحدات نخبوية تعتبر العصب الحيوي للقوتين، مما يجعل تأثيرها يتجاوز الخسائر المادية ليصل إلى مستويات معنوية وتكتيكية.
استهداف “وحدة غولاني” يُعد ضربة معنوية للجيش الإسرائيلي، الذي طالما تفاخر بقدراته الاستخباراتية والأمنية. بالمقابل، الغارة الإسرائيلية على اجتماع قيادة “وحدة الرضوان”، والتي أدت إلى مقتل 16 من أفرادها، كانت محاولة من الاحتلال لكسر إرادة المقاومة وتوجيه ضربة لقوتها الميدانية الأكثر فعالية.
لكن، ما يميز ضربة حزب الله الأخيرة هو القدرة على اختراق منظومة استخباراتية متطورة مثل تلك التي يعتمد عليها الاحتلال، والكشف عن مقر سري لقوات النخبة، ما يشير إلى أن حزب الله يمتلك قدرات استطلاعية ورصدية تضاهي أو تتفوق على ما يمتلكه العدو. كما أن هذه العملية تعيد التأكيد على أن المقاومة، رغم الخسائر التي قد تتعرض لها، قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ ضربات مؤلمة في عمق العدو، وبطريقة تُفقده الثقة في أمنه الداخلي.
في النهاية، هذه المواجهة الاستخباراتية بين الطرفين تؤكد أن الحرب بين المقاومة والاحتلال ليست فقط في الميدان العسكري، بل هي حرب عقول وقدرات استطلاع، حيث أثبت حزب الله أنه خصم لا يمكن الاستهانة به، قادر على الرد بعمليات نوعية تضاهي أو تتفوق على ضربات العدو.