امريكا- اسرائيل: يقتلان ولا يقاتلان
كتب / مزهر جبر الساعدي
في اليوم 377من حرب الابادة الاجرامية في غزة؛ استشهد رئيس حركة حماس، يحي ابراهيم حسن السنوار، وهو يقاتل مع رفاقه، ولم يكن في الانفاق او يحتمي بالأسرى الاسرائيليين كما درجت اسرائيل القول؛ على انه اي سنوار لم يقاتل على الارض وهو يحتمي بالأسرى الاسرائيليين. لقد عبر قادة امريكا والكيان الصهيوني عن بهجتهم وفرحتهم باستشهاد السنوار، اضافة الى مسؤولي كل من فرنسا وبريطانيا. بعد استشهاد السنوار؛ تعددت الطروحات من قبل كل من اسرائيل وامريكا والى حد ما دول اوروبية اخرى؛ من هذه الطروحات؛ ان الفرصة الآن سانحة وملائمة لتنشيط عمل المفاوضات لوضع حد للحرب في غزة، واقامة سلام دائم في المنطقة. كما ان نتنياهو هو الأخر عبر عن فرحته في استشهاد السنوار، وكأن الامر قد انتهى لصالح عدوانه الاجرامي؛ فهو تحت تأثير هذه النشوة الوقتية؛ طالب المقاومة بالاستسلام وليس بالجنوح الى الاتفاق او الموافقة على المقترحات الامريكية الجديدة والتي بعثت بها الى كل من قطر ومصر حسب المصادر الصحفية؛ وكون الدولتان راعيتين للمفاوضات بين الحركة واسرائيل او بأوسطيتيهما. المؤكد ان نتنياهو حقق شيئا مهما في الذي يخص الداخل الاسرائيلي، الذي طبل وزمر ونشر الحلوى في الشوارع الاسرائيلية، الذي عكس الكم الكبير والمؤثر للأعلام الاسرائيلي في غسيل ادمغة الإسرائيليين. أما الامر المهم هنا هو ان المشهد قد تغير بالفعل؛ إنما ليس حسب القراءة الامريكية والاسرائيلية لهذا التغيير، إنما للقراءة الواقعية والموضوعية التي سوف ينتجها هذا المتغير المشهدي، البعيد كل البعد عن تغيير المقاومة الفلسطينية لجهة الضعف وخوار الهمة في الميدان، بل ان العكس هو الصحيح. باختصار هذهقراءة للنتائج التي سوف تفرزها مرحلة ما بعد السنوار:-
اولا، حتى لو جرت المفاوضات، وهي سوف تجري بواسطة كل من قطر ومصر، طبعا معهما امريكا؛ لكنها لم تقود الى نتائج كما تريد امريكا واسرائيل، بل سوف تتشدد المقاومة الفلسطينية على شروطها التي سبق وان ابلغتها الى الوسطاء..
ثانيا، ان المقاومة لن تستسلم لشروط نتنياهو، وهي شروط في الاول والأخير موجهه للداخل الاسرائيلي. كما انها تنم عن عقلية بعيدة عن الواقع كليا، اضافة الى انها اي هذه العقلية، عقلية عدوانية وعنصرية، ويعشش في ثنايا او في تلافيف دماغها؛ اوهام ضم المزيد من الارض الفلسطينية..
ثالثا، ان المقاومة الفلسطينية لسوف تستمر بقوة وسعة اكثر مما كانت عليه في عهد الشهيد السنوار؛ كرد فعل لابد منه لاستشهاد زعيمها.
رابعا، ان المقاومة سوف تنتج اكثر من سنوار كما جرت عادتها من عقود خلت ولم تزل. المقاومة الفلسطينية وخلال اكثر من قرن، طالما جددت نفسها، بقوة اكبر مما كانت عليه. باستشهاد احمد ياسين؛ برز عبد العزيز الرنتيسي، حتما لسوف يكون هناك بديلا عن الشهيد السنوار، مغوار اخر.. أما في السنوات الأخرى السابقة، والكثيرة جدا، او في كل العقود السابقة التي فيها قاومت المقاومة، الاحتلال الاسرائيلي؛ فقد استشهد الكثير من قادة المقاومة الولودة للمقاومين ولقادة المقاومة.. غسان كنفاني، كمال عدوان، كمال ناصر والقائمة تطول ان اردنا جردها..
خامسا، ان المقاومة الفلسطينية؛ سوف تتسع وتتعمق مهما طال الزمن عليها وهي تقاوم. المقاومة، طول زمنها هو لصالحها، وليس لصالح دولة الاحتلال.
سادسا، الاسرائيليون والامريكيون يقتلون ولا يقاتلون. يقتلون كل من يتحرك على الارض، لا يفرقون بين مدني لا يحمل السلاح، وبين من يقاتلوهم بالسلاح. يقتلون الناس كل الناس؛بالأسلحة الفتاكة والمدمرة والغالية الاثمان. بينما المقاومون يقاتلونهم وجها لوجه لعدو معرف لديهم؛ انهم يقتلون من يقاتلهم، فلا تقتل اسلحتهم المدنيين ابدا، بينما عدوهم يقاتلوهم عن بعد او من السماء ولا يفرق بين المقاوم وبين الاطفال النساء والشيوخ، وعموم المدنيين.
سابعا، ان المقاومة الفلسطينية؛ لا يمكن القضاء عليها ابدا، لو ظلت دولة الاحتلال تقاتلها لسنوات؛ لأنها تقاتل بأيديولوجية سواء دينية او غير دينية، هذا اولا وثانيا انها تقاتل من اجل الحياة، من اجل ارض سلبت منها؛ بمؤامرة دولية لها اهداف في خلق وايجاد كيان مسخ على ارض شرد شعبها، بقوة السلاح الغربي؛ البريطاني عند خط الشروع، تاليا الامريكي والغربي والى الآن..