الإعلام العربي وخذلان ذوي القربى
كتب / علي البديري …
(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. على النفس من وقع الحسام المهند)
يعتبر الإعلام من أهم ادوات القوة الناعمة التي يتم الاستعانة بها في الحروب التقليدية ، وذلك لما يشكله من اهمية في تغيير معادلات المعركة ، وتتجلى قيمة الإعلام لما يمثله من تأثير في مجريات الحرب و على أعلى المستويات ، الى الحد الذي قد يكون سببا لحسم المعركة حتى قبل حصولها او اشتدادها ، عبر استخدامه كوسيلة للتضليل المعلوماتي والإشاعات الكاذبة التي تولد تأثير وضغط نفسي على الجبهة المقابلة ، مما ينعكس مباشرة في انهيارها عسكريا إما كلياً أو جزئياً على أقل التقادير .
في خضم المنازلة الميدانية التي يقودها أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الكيان الغاصب ، وفي ظل انعدام التكافؤ اللوجستي والتقني بين المعسكرين ، نتيجة الدعم العالمي غير المحدود للكيان في حربه على كل المستويات ، فإن سلاح الاعلام والحرب النفسية يشكل مفصلا مهما في تلك المنازلة ، التي قد يحتاجها المقاومين لكسر جبهة البغي والعدوان الصهيوني ، خصوصا مع الضربات المتواصلة لتلك المقاومة ، والتي أنهكت العدو الصهيوني نفسياً الى أقصى الدرجات ، خصوصاً مع فشل رهاناته على هزيمة المقاومة والاضرار بها نفسياً بعد عمليات تصفية قادتها الأبطال المتواصلة ، الا ان تلك المقاومة ازدادت ايمانا بقضيتها ، وشراسة في مواجهتها لجبهة الاستكبار الصهيوني العالمية .
في وسط هذه المواجهة يقف الإعلام العربي اليوم (إلا القليل منه) موقفا سلبيا قاتما بالكامل ، الى الدرجة التي يمكن تصنيفه بها على أنه إعلام معادي في موقفه من المقاومة التي يبديها ويسطرها ابناء فلسطين ولبنان ضد الكيان اللقيط ، بحيث وصل مستوى تماديه وخيانته وخضوعه بحيث يبدو اكثر صهيونية من الاعلام العبري نفسه ؟!
ان هذا الاعلام تحول الى سلاح فتاك لخدمة العدو موجه إلى صدور المقاومين الابطال ، وذلك من خلال الدور السلبي الكبير له على صعيد نشر الاشاعات والترويج لأكاذيب الكيان وانتصاراته المزعومة ، بالإضافة إلى محاولة إظهار الكيان الغاصب بمظهر البريء الذي يدافع عن نفسه ؟!، بالإضافة إلى غمطه للمقاومة ومحاولة طمس البطولات والصولات التي يقوم بها في كل الساحات والتي أهانت الجبروت والطغيان الصهيوني وكبدته الكثير من الخسائر الجسيمة ، والادهى والامر هو تغاضيه عمداً عن عمليات الابادة التي يتعرض لها الشعب العربي في فلسطين ولبنان .
ان الشراكة الاعلامية للكيان الصهيوني مع حلفائه في الغرب وفي دول الخليج ، أصبحت تشكل إحدى أخطر انواع الاسلحة في الحرب الناعمة التي تشن من قبل العدو ، بموازاة الهجمة البربرية الوحشية التي يستهدف بها النيل من عزيمة البلدان والمقاومة الرافضة للذل والاستسلام .
لذلك أصبح من الأمور البديهية لكل متابع للإعلام الخليجي وخصوصا السعودي بقنواته الصهيونية ( العربية ،الحدث ،سكاي نيوز ) مجاراته للصهاينة وماكنته الاعلامية العالمية ، وليس من الغريب ان يكون ذلك الاعلام التطبيعي اول المبادرين للإعلان عن كل ما يصيب جبهة المقاومة من أضرار ، بل كل ما له آثار سلبية محتملة على تلك الجبهة في فلسطين ولبنان ، حتى انه صار السباق دائماً في مجال إذاعة ونشر خبر استهداف قادة المقاومة واغتيالهم من قبل الكيان اللقيط الغاصب كما جرى أخيرا في شهادة قائد المكتب السياسي لحماس السنوار ، حتى ان الاعلام الصهيوني تناقل الخبر نقلا عن قناة (العربية) ؟!
وكذلك انضمت قناة الخلاعة والفجور (ام بي سي) التي دأبت على نشر تقارير حاقدة وكاذبة تصنف وتصف بها قادة المقاومة من الشيعة والسنة والشهيد القائد (السنوار) مؤخراً بالقتلة والإرهابيين الذي تخلص العالم من شرورهم واجرامهم ؟!
الى هذا المستوى المتسافل من الانحطاط وصل حال بعض قنوات الاعلام العربي التي تحولت إلى اداة قتل صهيونية تحاول النيل من الروح المعنوية لأبطال المقاومة وجمهورها في فلسطين ولبنان ، لتزيد هذه القنوات (العربصهيوني) الشعوب معاناة فوق معاناتها والمها نتيجة الظلم الذي يتعرضون له والعدوان الوحشي والمجازر المروعة التي يقوم بها الكيان اللقيط ضد المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء و كبار السن ولم تسلم مخيمات النازحين ولا المدارس ولا المستشفيات ولا المساجد من تلك الهجمة الوحشية البربرية الصهيونية .