نكسة العرب ونهاية مسرحية العروبة
كتب / علي البديري ..
في قلب العروبة النابض بالحياة والاباء والمقاومة ، حيث يجتمع آخر ما تبقى من رجال الامة العربية الشجعان حيث فلسطين ولبنان ، في هذين البلدين لا زالت الاسلحة الامريكية المحرمة دوليا والتي يستخدمها الكيان الصهيوني تفتك بنساء واطفال غزة والضاحية الجنوبية وغيرها من المدن التي تشكل مصدر الرعب والخوف للكيان وزعيمه النتن ياهو ، هذا الإرهاب الصهيوني الغاشم المستمر تجاوز كل الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء ، حيث لا زالت طائرات الصهاينة تلقي بآلاف الأطنان من القنابل الفسفور والنابالم وغيرها من الاسلحة الفتاكة لتقتل كل معالم الحياة ، فتحصد أرواح آلاف الأبرياء ، وتهدم مدن كاملة ، ويهجر عشرات الالاف الى المجهول .
أما في جزء من بلاد العرب وفي عواصم العمق العربي المترنح والآيل للسقوط كان هناك مشهد آخر لا ينتمي للمشهد الأول الدامي ، ففي الاسكندرية والرياض عاصمتي السياحة المصرية والسعودية كانت العشرات الآلاف من النساء وأشباه الرجال تقيم احتفالات الرقص والعربدة وكل مظاهر الفساد والفحش برعايتي صاحب السمو الامير وفخامة الرئيس المشير ، ويبدو ان هذه الاحتفالات (مقصودة) وتقام اعلانا بنهاية مسرحية العروبة والقومية التي طالما نهق بها حمير الوحدة العربية وبغال السلفية الوهابية ، او انها براءة من العرب والمسلمين في فلسطين ولبنان ، وطاعة للوبي الصهيوني لإظهار اللامبالاة بجروح الفلسطينيين واللبنانيين وكذلك إظهار الشماتة والفرح بشهادة القادة المقاومين .
فهل بعد ذلك يصح السؤال أن لماذا هذا الموقف العربي المخزي ، وهذا الموقف العربي المخجل ، وهذا الموقف العربي الذي لا ينتمي إلى العروبة ، ولا الى الاسلام ، ولا الى الإنسانية ، إزاء ما يحدث من كوارث ومحن وفواجع للشعبين الفلسطيني واللبناني ، ولماذا لم يجرؤ الحكام العرب حتى على الاستنكار وهو أضعف الايمان ، ولماذا عجزت الانظمة العربية وشلت يداها حتى عن تقديم الدواء والغذاء لأطفال فلسطين ولبنان في محنتهم الانسانية الكبرى ؟
يبدوا اننا ازاء حقيقة مهمة ، يجب الاعتراف بها والاذعان اليها ، وهي انه عندما طبع الحكام العرب مع الكيان اللقيط طاعة لأمريكا ، اضطرت الشعوب ايضا أن تطبع مع أسيادها ، لأن دين هؤلاء الاعراب على دين ملوكهم .
الموقف العربي الرسمي خاضع وخانع مع الأسف لهيمنة وإرادات قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا واسرائيل ، والذي نشاهد تجلياته وأوضح مصاديقه من خلال الصمت المطبق ، حتى على مستوى الموقف الشعبي لتلك الدول .
إننا عندما تشاهد مثل هذا المستوى من الانحطاط العربي ، سوف لن يتملكنا العجب ، أو الاستنكار ، من هذا الموت للإرادة وللعزة والكرامة للحكام ولا للشعوب التي رضيت واستسلمت للتطبيع الذي فرضه حكامها مع الكيان اللقيط ، للتحول الى شعوب مستسلمة ، وخانعة وخاضعة إلى الذل والهوان .
وبعد هذا وذاك ..
لا يصح بعد اليوم ان يصدح صوت من هنا وهناك ..
الشعب العربي وين .. وين الملايين