لعنة الجغرافيا..!
أكتب / امين السكافي ...
حقيقة لا أستطيع الجزم إن كان وجود الكيان بفعل سرقته للأراضي الفلسطينية مسألة من الممكن أن تسعد البعض أو أنها مصدر إزعاج وألم وكدر للبعض الآخر ،
الجيوسياسية الذي وجد لبنان نفسه فيها لم تعطه خيارات كثيرة ليستطيع العيش بأمان بعيدا عن تأثير محيطه عليه ،
فإستقلال لبنان عن الإحتلال الفرنسي ترافق تقريبا مع بوادر قيام الدولة المارقة على حدوده الجنوبية حتى وجدت فعليا عام ٤٨ على أنقاض وأحلام ودماء وأشلاء الشعب الفلسطيني الجار الأوحد والأصيل .
وجود غدة سرطانية كما وصفها ألإمام الخامنئيفإسرائيل تمثل في المنطقة غدة سرطانية خبيثة يجب أن تستأصل ،
فهذا أفضل وصف لهذا الكيان الذي يجثم على خناق وقلب الأمة ولا يخفي أحلامه التوسعية فهو وكأي سرطان لم يكتفي بإغتصاب مقدساتنا من الأقصى الذي باركنا حوله إلى كنيسة المهد وكنيسة القيامة والقبر الذي يرقد به هاشم جد النبي إضافة لقبة الصخرة وغيرهم الكثير من البشر للحجر والشجر بل ويجاهر علنا بأفكاره التوسعية ليصل في حدوده المغتصبة إلى ما يسمى إسرائيل الكبرى حسب زعمه .
مشكلة لبنان أن خياراته في الحدود محدوده فمن الغرب هناك البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال والشرق هناك الجمهورية السورية ومن الجنوب فلسطين التي لم نعرفها منذ ٤٨ إلا محتلة بعد ما أرتكب فيها من مجازر من قبل عصابات بكل معنى الكلمة تحولت بعد ذلك إلى جيش وأنشأ هذ الجيش الكيان الغاصب ومع المجازر والإبادة للشعب الفلسطيني كان هناك التهجير القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا إلى محيط بلدهم عل وعسى آملين بالعودة التي لم تتحقق حتى اليوم .
وكما عانى الشعب الفلسطيني من هذا المغتصب فقد عانينا منه فتخايل وجود (جار) لص ومغتصب وقاتل وتوسعي وليس لديه قيم ولا يعترف بأي أعراف أو قوانين وفوق هذا يعتبر أن جنسه أفضل من باقي البشر ،
ولذلك بدأ الجزء الأكبر من مشاكلنا منذ وجد ولم نرتاح منه إلا لفترات وجيزة فالعداء بيننا وبينه قائم منذ قام لعدة أسباب إنسانية حيث أنه أغتصب أرضا ليست له وقتل وشرد أهلها وإسلاميا لأننا نؤمن بحق الأخوة الفلسطينيين في إستعادة مقدساتهم وعربيا لأنه كيان وجد في منطقة تحكمها الأعراف واللغة والعادات العربية بينما هو لا يشبهها ولبنانيا وهذا الأهم لأنه كيان توسعي وهو لا يعترف بلبنان إلا كجزء من إسرائيل الكبرى.
المصيبة الكبرى أن هناك بعض اللبنانيين لا يشعرون بهذا التهديد منه بل يعتقدون بأنه حمل وديع بإمكانهم الركون إليه ولا يعرفون أنه أفعى وإن لانت ملامستها فإن في أنيابها العطب وأن هذا الكيان لا ينفع معه إلا الإستئصال وإلا فأنه سيبتلع ما يستطيع من جسد هذه الأمة وهذا الجولان أكبر مثال على ذلك ولو إستطاع لما خرج من لبنان وأيضا من سيناء المصرية طبعا بعد فرض الشروط المهينة عن من وماذا وكيف ومتى يستطيع الجيش المصري أن يتواجد فيها ،فهل هي لعنة أم نقمة أن تتواجد هذه العصابات على حدودنا الجنوبية أم أنها نعمة من الله .
بسمه تعالى :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) صدق الله العلي العظيم
فالإبتلاء أحيانا هو نعمة من الله ليمحص عباده وليرى من منهم يثبت على الحق ومن منهم يزيغ عنه وهل سيدفعون بأي شيء يملكونه من المال للأبناء للجهد والتعب إضافة إلى تقديم الدم والروح في سبيل الله والمستضعفين وهنا يكن لهم الأجر والثواب عند رب العباد
كما قال تعالى وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
ثم قال : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
أي : أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد ،
كما قال تعالى في سورة البقرة : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا [ حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ]
ومن هنا نشكر الله على نعمه بأن أوجدنا في ساحات الجهاد حيث يختبر كل إمرىء بما يعمل وإنها أصبحت حجة علينا أن نعطي كل على قدر إستطاعته مما يملك من أمور حباه الله بها مادية أو معنوية لينال غفران الله بإحقاق الحق البشري أولا ولرفع المظلومية عن المظلومين ثانيا وثالثا وأهمها لنيل رضا الله أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) صدق الله العظيم