عندما يكون المدير ذكي عاطفيًا
كتب / ا . د سعد العطراني
في عالم الإدارة الحديثة، لم يعد الذكاء العاطفي ترفًا بل ضرورة لتحقيق النجاح. يعتمد الذكاء العاطفي على فهم الفرد لمشاعره وقدرته على التحكم بها، وكذلك القدرة على فهم مشاعر الآخرين وإدارتها بشكل إيجابي. يتألف الذكاء العاطفي من عدة عناصر رئيسية، أبرزها الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي، والتحفيز، والتعاطف، ومهارات التواصل الاجتماعي.
يُعَدّ الوعي الذاتي نقطة الانطلاق لأي قائد ذكي عاطفيًا؛ فهو يُمكِّنه من فهم تأثير مشاعره وسلوكياته على الآخرين. التنظيم الذاتي يسمح للقادة بالتحكم في انفعالاتهم، مما يعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات عقلانية في اللحظات الصعبة. أما التحفيز فيعني أن يكون القائد مدفوعًا لتحقيق الأهداف، بغض النظر عن العقبات التي قد تواجهه.
التعاطف هو حجر الزاوية في بناء العلاقات مع فريق العمل. القائد الذي يفهم مشاعر موظفيه ويقدّر احتياجاتهم يسهم في خلق بيئة عمل محفزة وآمنة. كما تساهم مهارات التواصل الاجتماعي في تعزيز العلاقات الإيجابية وتجنب الصراعات.
الذكاء العاطفي يمكن أن يكون الفارق بين قائد ناجح وآخر تقليدي؛ فهو يمكّن القادة من تعزيز الإبداع والتعاون في الفريق، ويسهم في اتخاذ قرارات تتماشى مع الأهداف التنظيمية وتعزز من رضا الموظفين. إذا كنت ذكيًا عاطفيًا، فأنت لا تُدير فحسب، بل تُلهِم وتُحفِّز فريقك لتحقيق النجاح المشترك.