الأنظمة الأعرابية..ماذا طلبت من الإدارة الأمريكية…وهل نجحت المقاومة؟!
كتب / كندي الزهيري ||
لا يمكن أن يخفي أحد ، أن سبب بقاء هذا الكيان إلى يومنا هذا ، كان بسبب الدعم الأنظمة العربية التي قدمت الكثير والكثير من الدعم على كافة المستويات ، خصوصًا الأمني ويتبعها السياسي والإقتصادي ، كان ذلك في السر ، لما بعد السابع من أكتوبر أصبح الكلام علني ، والأمريكي لا يخفي ذلك مطلقًا.
حينما يظهر الأمريكي المراسلات بين الأنظمة العربية و الإدارة الأمريكية بعد السابع من أكتوبر ، يدل ذلك على حجم تأثير هذه العملية على تلك الأنظمة ، التي وضعها الغربي من أجل التمهيد لإعلان الدولة الكبرى للكيان الإرهابي في الشرق الإسلامي الكبير.
لكن ما جرى أجل جميع تلك الأحلام ، والأمنيات أصبحت معطلة إلى وقت ليس بقريب ، ولا حل الا بالخلاص من المقاومة وشعبها في فلسطين ، أصبح ذلك صعب هو الآخر ، ها نحن لأكثر من عام وحرب طوفان الأقصى المبارك ، مازال قائم وبقوة ، والساحة الوحيدة لم تبقى كذلك ، إنما فتحت ساحات أخرى في العراق و اليمن ولبنان ، لنصرة الشعب الفلسطيني وطوفانه المبارك.
ما أظهره الأمريكي من المراسلات ، ركز فيها على مطالب ألأنظمة العربية ، وجهاز الأمن والدفاع لتلك الدويلات ، التي طالبت أمريكا بضرورة التخلص من حماس، و منها :
ـ الملك الأُرْدُنّيّ عبد الله ؛ الذي طلب من أمريكا بوجوب التخلص من حماس ، لم يكتف بذلك ، إنما تعهد بضرورة دعم الكيان ، لكي يتم الإنتهاء من حماس بأسرع وقت ممكن .
– محمد بن زايد ؛ طلب من أمريكا بوجوب التخلص من حماس ، ليس ذلك فحسب ، إنما طلب بإعطاء الوقت الكافي للكيان لإنجاز المهمة ، وهذا ما يفسر طول المعركة أكثر من عام .
ـ محمد بن سلمان ؛ أشد الخائفين من عمليات طوفان الأقصى ، لاستشعاره أن هذا الطوفان لم يتوقف عند حدود غزة وفلسطين ، إنما سيمتد لقلع عروش حكام الخليج الخونة، الذين قدموا كل شيء من أجل القضاء على أي صحوة لضمير لهذه الأمة ، إلى درجة أنهم نسفوا المعتقدات وحاربوا دين الله عز وجل وغيرها من الأساليب الاستعبادية من أجل الكيان الإرهابي ، وعروشهم الزائلة…
ما يهم بن سلمان أن لا تصل النار إليه، وهو مستعد لتقديم كلّما يمكن من أجل ذلك ، والذهاب إلى التطبيع دون معوقات مستقبلية … إضافة إلى ذلك ، أمر وزير الدفاع السعودي بأن تكون السُّعُودية ممر للكيان الصهيوني على المستوى الإقتصادي ، وتعويض عن خسائرها بسبب هجمات المقاومة في اليمن ، ليس ذلك فحسب إنما تم فتح أجواء السُّعُودية للطائرات الأمريكية ، وأن كان النظام السعودي في العلن يرفض أستخدام أجوائه لمهاجمة إيران أو أي دولة أخرى .
-الأمير القطري ؛ قال ” لا نحتاج إلى حماس بعد الآن ، لا نريد عقبات مع أمريكا ، علاقتنا مع أمريكا أهم من حماس “.
– عباس كامل ؛ رئيس جهاز المخابرات المصرية سابقًا والرجل الثاني في القيادة المصريةالحالية ، والمسؤول الأول عن مِلَفّ محور فيلادلفيا ،كذلك مسؤول عن التفاوض بين قيادات المقاومة الفلسطينية (حماس) و الكيان الصهيوني ، وبأمر من عبد الفتاح ألسيسي ، أذيع خبر عزله عن المنصب في ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤م ، عين بعد ذلك مستشارًا لرئيس الجمهورية،
أخبر الأمريكي ، بأن حماس متجذرة في غزة ، والقضاء عليها سيكون صعبًا للغاية ، و أعطى لهم خِطَّة لكيفية القضاء على حماس ، بأن لا تدخل قوات الكيان الإرهابي دفعة واحدة ، إنما عليهم أن ينتظروا حتى يظهروا ، كذلك طلب من الإدارة الأمريكية ، بأن يقوموا بقطع رؤوس حماس للتخلص منهم وإلى الأبد.
كل هذا التآمر لم يأت دفعة واحدة ، إنما جاء على مراحل منذ ١٩٤٨م و الأنظمة العرب و أجهزتهم ومؤسساتها المختلفة كانت تعمل على ترويض الشعوب العربية ، وتجعلها مستعدة لتقبل الواقع ، من أجل قيام دولة الكيان الإرهابي .لكن هناك محور للمقاومة ، يجمع الأحرار و مستعد للذهاب أبعد من ذلك ، ولن يقبل أن يكون هناك أرهاب يحكم شعوب المنطقة…
الكيان بالرغْم الدعم إلا محدود من قبل الأنظمة العربية العميلة ، لم يستطع إلى هذا اليوم تحقيق أي نتائج تذكر ، لم ينجح في إنهاء حركة حماس رغم إغتيال قادتها ، ولم يفلح كذلك في لبنان ، علما أن الهجوم على لبنان كان بطلب من دول الخليج ومصر كذلك ، مع ذلك الزخم العسكري في إتجاه لبنان و غزة أصبح يتباطأ ، حماس أصبحت أكثر صمودًا ،
وحزب الله بدأ يتعافى ، ولديه من القدرات العسكرية ما يكفيه لخوض حرب شاملة لسنوات ، إضافة إلى قدرته العالية لصد الهجمات البرية للكيان ، الذي عجز على تحقيق أي تقدم في الساحة البنانية . نحن اليوم أمام نهاية حتمية للمنطقة، أما إنتصار محور المقاومة ، أو انتصار محور الشيطان ، وأن شعوب المنطقة ، هي من تحدد أما إنتصار وحرية ، أو هزيمة و عبودية