وقف الحرب قرارات ومفاوضات أم تمنيات والاعيب !!
كتب / سعيد البدري
من المؤكد ان الحديث عن المفاوضات مايزال مبكرا ،وان كل ما يتردد هو مجرد مناورات ،او تأسيسات تبدو في مراحلها الاولى ، وما يفهم منها حتى الان هو عدم الحسم ،بسبب ان كل الاطراف المعنية بها في طور حساب ما سيتحقق له على جبهته الداخلية ، وربما ترتيب روايته للنصر وموائمة اي وقف للحرب مع ما يرغب بتسويقه وفقا لمتبنياته ، وقياس مدى انسجام قراره مع مزاج الشارع الذي يبحث عن تأييده لتفعيل خيار وقف العمليات .حقيقة الامر ان لحزب الله متمسك بمتبنياته وهو لن يقبل بأي حال باخراجه من معادلة الوقوف مع الشعب الفلسطيني ،هذا التمسك بوحدة الساحات وعدم تشتيتها يفرضه حجم التضحيات التي بذلت ،وهو يرى أن ذهابه باتجاه وقف الحرب ،مرتبط بكل ساحات المقاومة خصوصا الساحم الفلسطينية ولو باتفاقات منفصلة متزامنة ،والاصل ان يستمر خيار المقاومة وايلام العدو لانه الخيار المتاح ، لاجباره على الاندحار والتسليم بواقع عدم قدرته على كسر حالة الصمود ،وما يمثل ذلك من اقرار بالعجز .ان ما يتردد عن وجود بند بنزع سلاح الحزب ، فهذا الموضوع اكبر من القرار 1701 والاميريكيين والصهاينة يدركون تماما ان ذلك غير ممكن ،ومن يتحدثون عن الامر ربما لا يعون جيدا ،ان جزئية نزع سلاح الحزب لا يشمل كل جغرافيا جنوب لبنان ،بل يرتبط بالاراضي و المناطق المشمولة بالقرار المذكور والتي تسمى بجنوب الخط الازرق ،ولعل الصهاينة وحلفائهم قد سلموا و فهموا اخيرا ان ذلك لن يكون كما يتمنون ويرغبون ، وحتى مع وجود قوات دولية مع الجيش اللبناني ،فذلك لن يمنع حاضنة المقاومة من العودة و التواجد جنوب هذا الخط و سيمثلون عينا راصدة موثوقة يخشاها نتنياهو ويرى ان ما تمناه بجعل المنطقة خالية تماما من السكان قد ذهب ادراج الرياح . بالعودة لوحدة الساحات يبدو ان ما يقوله الرئيس ميقاتي لم يكن دقيقا بالمرة حول تأخر حزب الله بفصل الساحات ،وهو امر لم يحدث ولم يتم نقاشه في قيادة الحزب ، كما ان بعض الاحاديث المسمومة عن تقديم الرئيس نبيه بري لتنازلات غير واقعي بالمطلق ، كما ان محاولات بعض الاطراف التشكيك بنزاهته تم نسفه ونفيه جملة وتفصيلا ،عبر اعادة حزب الله التأكيد بأن الرئيس بري هو الشخصية التي تمثله في اي ترتيبات محتملة واتفاقات لانهاء العدوان وبما لا يتقاطع مع ثوابته ،من كونه طرف لبناني وهو معني بدعم الشعب الفلسطيني واسناد جبهة غزة ، وسيستمر كذلك ولايمكن تحييده وعزله الا بانهاء العدوان على اهلنا فيها .اذن نحن امام تحد اقائم يشير لاستمرار حالة الحرب ، مع هامش مباحثات حول ترتيبات محتملة لم تصل لمرحلة الاتفاق، ولعلها احاديث لجس النبض وقياس ردود الافعال بما يمكن ان يقبل ، يفهم منه طرح سقوف عالية بلا مرونة تذكر ، ومع كل ذلك تقوم بعض الاوساط المغرضة بتداول حديث للمبعوث الاميركي الخاص آموس هوكشتاين يشير الى طلبه من الرئيس نبيه بري ضرورة تقديم تعهدات او تقديم ضمانات من نوع ما ، بعدم مساس حزب الله وحواضنه بجهات وشخصيات اظهرت التشفي ،واخرى متهمة بالتماهي مع العدو الاسرائيلي خلال عملياته الغادرة على لبنان وضاحية بيروت ،ربما هذا سببه نقل رسائل مغلوطة واتهامات لحزب الله بعدم تسامحه مع من قاموا بادوار تجسسية ووشايات، وهو ما دفع الامين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم مؤخرا لتأكيد الموقف من الجبهة الداخلية و،عدم القبول بسيناريوهات من يقولون بالحرب الاهلية، التي نعتقد ان مصدرها هؤلاء الخونة بوصفها خيارا للافلات من عقاب اغلبية ابناء االشعب اللبناني المتضامن مع المقاومة ،والرافض لنهج الخيانين،واهدافها الضغط على جبهة حزب الله وترهيبه بهذه الطريقة الرخيصة .في الخلاصة يجب ان يوضع في الاعتبار ،ان الحديث عن التسويات يحتاج لأكثر من ( حقن مخدرة ) يزرقها نتنياهو للداخل الاسرائيلي المشكك بجديته ، ويجد طيف واسع منهم خصوصا بين النخب وصناع الرأي ،ان وعود انهاء الحرب واعادة الاسرى قد يكون بعيدا لاعتبارات شخصية ،كما ان حديثه عن ذلك بحماس يمثل تمثيليات خادعة يحاول من خلالها كسب ود الاميريكيين ، الساعين بدورهم لتحقيق مكاسب انتخابية عبر استمالة اللوبي الصهيوني ،وفي الاجابة عن ذلك نقول ان مثل هذه الالاعيب والاحاديث لن تخدع المقاومة ،التي تفهم المقاصد و لن تسمح بمنح المجرمين نصرا سياسيا يمكنهم من تلافي هزيمة الميدان ،فزمام المبادرة ما تزال بيد محور المقاومة سيما مع امتلاكه ورقة الاسرى الضاغطة في غزة ،وورقة عودة المستوطنين في شمال الاراضي المحتلة ، فيما تمثل ورقة الرد الايراني مرحلة متقدمة تنذر بالكثير من الايلام بتأكيد الهزيمة العسكرية لحكومة الحرب الصهيونية العاجزة، والتي باتت تتأكل وتطفو خلافات اطرافها حد التهديد باسقاط نتنياهو وحكومته ..