إنتخابات الشيطان وبؤس العربان ..
كتب / منهل عبد الأمير المرشدي
لم ينشغل العالم في أي إنتخابات بأي بلد كان كما هو الحال في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية . بداية لابد أن نعترف إن الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الأوحد المتحكم في موازين القوى منذ تفكك الإتحاد السوفيتي في مطلع تسعينات القرن الماضي حتى الآن رغم ما يجري من تنامي المحور الصيني الروسي مع إيران وبعض الدول وصولا الى تحقيق القطبية المتعددة إقتصاديا وما يواجهه من مصاعب وتحديات لا مجال للخوض فيها بهذه المساحة المحدودة . نعود الى الإنتخابات الرئاسية في أمريكا وتأثيرها المباشر علينا وعلى مجمل دول المنطقة وخصوصا ما يتعلق بقضية الصراع العربي الصهيوني والحرب الدائرة منذ اكثر من عام في غزة الصابرة الصامدة وجنوب لبنان الثائر الأبي المنتصر . الإنتخابات الأمريكية محصورة بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دولاند ترامب . إثنان لا ثالث لهما . رب سائل يسأل عن أي منهما الأفضل للعرب وللقضية الفلسطينية وللشرق الأوسط ؟ من بهما سينصف القضية الفلسطينية في مواجهة كيان (إسرائيل) . من بهما يمكن أن نأمل منه بعض خير ولو مثقال ذرة لنا ؟ من هو الأفضل للعرب الديمقراطي أم الجمهوري ؟ هاريس أم ترامب ؟ بعيدا عن الإسهاب في الشرح والتوضيح ولا أظن إننا بحاجة لذلك فكل ذي عقل وبصيرة وكل محسوب على صنف البشر في خلق الله يدرك ويعلم ويعرف إن أمريكا هي الشيطان الأكبر معنى ودلالة وعمل . ربما يكون المثل الشعبي على لسان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك هو الأصدق والأقرب لوصف المتشبثين والمحتمين بأمريكا ( المتغطي بأمريكا عريان ) . ولكن انظمة الأعراب الأذلاء الخانعين لا ينفع بهم نصح ولا إرشاد وقد امسوا عبيد طوع الأجندة الصهيوأمريكية بل صاروا رأس الحربة في التآمر والعداء على قضية فلسطين ومحور المقاومة وإيران الإسلام . تأريخ أمريكا في الهزائم متواتر من فيتنام الى الصومال الى لبنان الى ألعراق الى أفغانستان . دولا وشعوب ثارت على الإحتلال الأمريكي وهزمت قواتها شر هزيمة ولكن بعد إن دمرتها أمريكا واستنزفت خيراتها وزرعت بذور الفتنة والشقاق بين مكونات شعوبها تحت غطاء اكذوبة الديمقراطية الزائفة والعولمة الداعرة . أيهما أفضل لنا هاريس أم ترامب ؟ إن المقارنة بينهما وبالمختصر المفيد وبكامل الدلائل واليقين مع اعتذاري لألفاظ الوصف أجلّكم الله . إنها كالمقارنة بين النجس والأنجس والحقير والأحقر والمسعور والأسعر والخطير والأخطر والوضيع والأوضع والسيف والأسخف .. نعم هي كالمقارنة بين النذل والأنذل والسافل والأسفل والساقط والأسقط والمجرم والأجرم والخبيث والأخبث والكذّاب والأكذب والسفيه والأسفه . غبي ام انه يستبغي نفسه أو انه حمار او يستحمر ذاته كل من يأمل خيرا من أي من المرشحين ترامب أم هاريس فكلاهما بيادق في رقعة الماسونية العالمية وصهاينة في الفكر والعقيدة والعمل . انهما الوجه الثاني لكيان (إسرائيل) والكيان هو الوجه الآخر لهما إدارة وامكانيات وتسليح وتنظير وتفعيل . من هنا لابد أن نعرف وعلى ضوء ما يجري الآن من عدوان متوحش على غزة ولبنان ومحور المقومة وبالسلاح والدعم الأمريكي والغربي المباشر هو شر يطرق أبوابنا جميعا ويداهم ارضنا وبيوتنا جميعا ويهدد اعراضنا وشرفنا ومقدساتنا جميعا سنة وشيعة ومن كل الطوائف فلا مجال للصمت او التغليس ولا مجال لأن نفكر ولو للحظة واحدة إن في اي من الوحشين نأمل خيرا فكلاهما شر مطلق وكلاهما مصداق للشيطان الأكبر . لابد لنا ان ننتخي لأنفسنا وأعراضنا وشرفنا ومقدساتنا فنكون صف واحد مع إيران الإسلام ومحور المقاومة في العراق وغزة ولبنان واليمن من دون تردد او تأخير وإلا فلات حين مناص . اللهم أشهد إني بلغت ..