لماذا لا يزال العراق يعلّم أبناءه كالببغاوات ؟
كتب / أ.د. محمد الربيعي
هذا هو السؤال الذي بادر الى ذهني بعد ان اطلعت على «انجازات» حكومة السوداني في التربية والتعليم العالي. السؤال الذي يجب ان يطرح نفسه في ظل نظام تعليمي عراقي يصر على حشو رؤوس الطلاب بالمعلومات دون ان يعلمهم كيف يفكرون بها.نحن لا نربي اجيالا، بل ننتج روبوتات بشرية مبرمجة على اعطاء الاجابات النمطية والسطحية في الامتحانات، ولكنها عاجزة عن حل ابسط المشكلات في الحياة الواقعية.هل نسينا اننا العراقيون؟ امة كانت مهد الحضارات، وأرض العلماء والفلاسفة. كيف تحولت الى امة تعتمد على الحفظ والتلقين، وتخشى التفكير خارج الصندوق، وتسمح للجهلاء بقيادتها؟التلقين هو سجن للعقل، ويمنعنا من الوصول الى امكاناتنا الكاملة. انه يقتل الابداع والابتكار، ويحولنا الى نسخ متخلفة ومكررة من بعضنا البعض.نحن بحاجة الى ثورة تعليمية تخرج منا افرادا قادرين على التفكير النقدي، وحل المشكلات، والابداع. افرادا قادرين على بناء مستقبل افضل لانفسهم ولوطنهم.ان استمرارنا على هذا النهج يعني اننا نختار التخلف عن ركب الحضارات.اليس من العار ان نعتبر التراهات والاوهام في التعليم انجازات تفتخر بها حكومتنا؟انجازات زائفة تكشف عن حقيقة مريرة: جهل عميق بامراض التعليم وفشل ذريع في تحقيق اي تقدم ملموس.اليس من العار ان نرى شعوبا اخرى تتقدم بينما نحن نراوح مكاننا؟دعونا نستيقظ من سباتنا، ونبدا في بناء جيل جديد من المفكرين والمبدعين.دعونا نجعل من التعليم سلاحا لتحرير العقول، وليس اداة لتخديرها. ان لم نفعل، فسنظل اسرى الماضي، عاجزين عن بناء المستقبل.