أمريكا بين مأزقين..عسكري واقتصادي..!
كتب / محمد حسن زيد ||
استهداف اليمن لحاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن بعد استهداف ايزنهاور يحمل دلالات عسكرية وسياسية كبيرة، ولذلك يجد الأمريكي صعوبة في الاعتراف صراحة بها..
أولا جاء هذا الاستهداف الأخير استباقيا لإجهاض هجوم أمريكي كان يتم التحضير له، فالرسالة كانت مزدوجة المضمون وعالمية المفعول، فما هو مصير الأساطيل الأمريكية الرابضة قبالة بحر الصين بعد هذا الاستهداف مثلا؟
المخرج الوحيد لأمريكا هو إعلان الإفلاس المالي
القوة المتغطرسة الوحيدة التي حكمت العالم بالديون في التاريخ هي أمريكا، فرعون حين طغى كان ثريا، كذلك كسرى وروما وغيرها من الامبراطوريات العظمى،
لكن أمريكا يقوم اقتصادها على الديون، وكلما زادت الديون زاد اعتماد أمريكا على الديون أكثر فأكثر،
حتى يمكن القول إن أمريكا تنتظر الانهيار في أي لحظة، ولا يوجد لها حل إلا إعلان الإفلاس لتقول بشكل رسمي وواضخ إن الدولار الواحد الذي يتداوله الناس لا يُعادل إلا 10 سنت فقط.. فهذا الإعلان رغم النتائج الكارثية له سيكون أفضل علاج لإنقاذ ما بقي من أمريكا!
ترامب روج لنفسه عند الشعب الأمريكي كمنقذ اقتصادي، فقد ركز على الوعد بتوفير الوظائف وتحسين الأجور وركز على تسديد الديون باعتبار الديون قنبلة موقوتة ستُطيح بأمريكا في أي لحظة بحيث سيتحمل الأحفاد الأمريكيون احتيال الساسة الحاليين،
فما الذي فعل ترامب خلال فترته الأولى؟
لقد زادت الديون خلال عهد ترامب بشكل غريب،
والآن من المرجح ان الديون خلال فترته القادمة ستتراكم أضعافا مضاعفة، سيضطر في النهاية لطباعة المزيد من الدولارات لتغطية النفقات الحكومية المتزايدة في ظل سياسات مذهبية (رأسمالية) تقوم على فكرة خفض الضرائب لدعم رجال الأعمال بشكل سيقلص الإيرادات فتضطر الحكومة لطرح المزيد من أذون الخزانة مما سيراكم الديون وقد يضطر البنك الفدرالي لطباعة المزيد من الدولارات فيزداد التضخم ويتفاقم حتى يأتي اليوم الذي ينهار فيه كل شيء ويتحول الدولار إلى مجرد أوراق لا قيمة لها..
الخلاصة لا سبيل لترامب لتقليص النفقات ومعالجة الديون إلا بتقليص الإنفاق العسكري لأن الإنفاق العسكري يستهلك حوالي 900 مليار دولار سنويا وذلك يعادل حوالي 50% من الميزانية الأمريكية،
وذلك يعني ان خيار توسيع الميزانية العسكرية سيكون مستبعداً في عهد ترامب،
بل قد تُقرر أمريكا الانكفاء على نفسها فجأة وتترك أولئك الذين راهنوا عليها وخانوا قضاياهم ليُواجهوا مصيراً غامضاً، نسأل الله السلامة في الدارين،
والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير