هل تغتال الصهيونية ترامب كما إغتالت كيندي؟!
كتب / اسامة القاضي ...
ذكرت وكالة أنباء “أسوشيتد برس الأمريكية”، أمس الجمعة 18 نوفمبر، نقلاً عن وزارة العدل الأمريكية، أنه “تم تقديم شكوى جنائية إلى محكمة مانهاتن الفيدرالية ضد طهران، مدعية أن إيران استخدمت شخصا مجهولا في سبتمبر/ ايلول الماضي، لوضع خطة لمراقبة ترامب واغتياله”.
يبدو ان “قائمة محاولات الاغتيال الفاشلة التي تقف وراءها ايران”! ضد الكيان الاسرائيلي وامريكا، بدأت تتضخم بشكل لافت، فلا يمر يوم حتى تعلن امريكا اوالكيان الاسرائيلي، عن “احباط محاولة اغتيال او تجسس ايرانية” ضد اهداف او شخصيات صهيونية او امريكية، والغريب ان كل المحالات تبوء بالفشل، رغم انها تجاوزت العشرات،
الامر الذي دفع المراقبين للاعتقاد، ان كل ما يقال عن هذه المحاولات ليس سوى “فبركات” اسرائيلية وامريكية، يلجأ اليها الصهاينة وبعض الجهات المناهضة لايران في الداخل الامريكي، لتعقيد اي محاولة مستقبلية لايجاد ارضية للتفاوض بين ايران والدول الكبرى وخاصة امريكا، لتسوية المشاكل التي اصطنعها الغرب لايران، مدفوعا من الصهيونية العالمية.
ايران لم ولن تنكر يوما انها ستنتقم لدماء شهيدها الكبير القائد قاسم سليماني، الا انها لم ولن تستخدم اساليب المافيا وعصابات الاجرام، كما يفعل الصهاينة والامريكان، لتحقيق هذا الهدف، وفضلت الوسائل القانونية والقضائية لمحاكمة ومحاسبة كل الضالعين في الجريمة الارهابية النكراء، وتدفيعهم الثمن مهما طال الزمن.
الغريب ان الاتهامات الامريكية لايران تزايدت بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو/تموز الماضي في ولاية بنسلفانيا على يد شاب أميركي يدعى توماس ماثيو كروكس، والقى أنصار ترامب في حينها اللوم على الحزب الديمقراطي في محاولة الاغتيال، حيث اعتبروا أن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين مهدوا الطريق لحادثة إطلاق نار من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد يشكل تهديدا خطيرا للديمقراطية، ولم يتم الاشارة الى ايران مطلقا!.
اليوم وبعد اعلان نتائج الانتخابات التي فاز بها ترامب، خرجت علينا وزارة العدل الامريكية مباشرة وبشكل مريب، لتعلن انها احبطت محاولة لاغتيال ترامب!!، حيث اثار تزامن الاعلان عن فوز ترامب مع اعلان احباط محاولة اغتياله،
العديد من علامات الاستفهام، حول الهدف الذي تسعى من ورائه الجهات التي تروج لمثل هذه المزاعم الواهية، حتى ان البعض حذر من ان تكرار مزاعم “محاولات ايران اغتيال ترامب”، تهدف لتمهيد الارضية امام الراي العام الامريكي، لتقبل الاغتيال في حال وقوعه والصاقه بالتالي بايران.
ما قلناه عن وجود جهات داخل امريكا والغرب، تسعى لاغتيال ترامب، لم يكن من نسج الخيال، فهذا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، سخر من الرواية الامريكية حول تورط ايران بمحاولة اغتيال ترامب، عندما كتب في منشور عبر قناته على تطبيق “تليغرام” يقول: “علينا أن نبحث عن منظم محاولة الاغتيال ليس بين الفرس، بل بين الليبراليين الضعفاء، المؤيدين لهذا الرجل العجوز (الرئيس الامريكي بايدن).
في ذات المنشور، كشف ميدفيديف، عن الاسباب التي دعته الى اتهام جهات داخل امريكا والغرب، بالعمل على اغتيال ترامب، حيث اكد ان ترامب لا يستطيع ان يفي بوعده بوضع حد للنزاع في أوكرانيا “خلال 24 ساعة”!، بل وتنبأ بأن يلقى ترامب مصير الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، إذا حاول فعلا تنفيذ تعهداته بإيقاف الحرب في أوكرانيا، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الذي قتل في عملية اغتيال عام 1963.
هناك جهة غابت عن ميديديف، وهو يتحدث عن احتمال اغتيال ترامب، وهذه الجهة هي الكيان الاسرائيلي، الذي يقف وراء مجمل ما يثار عن مزاعم واهية عن “محاولة ايران اغتيال ترامب”،
فهذا الكيان، رغم كل الخدمات التي قدمتها امريكا له، الا انه لا يتوانى عن تصفية اي شخصية امريكية تعرقل مخططاته في المنطقة، فحديث ترامب عن سعيه لوقف الحروب، لتقليل انفاق امريكا على حلفائها، يبدو انه لم يرق لبعض الجهات في الكيان الاسرائيلي،
الذي تشير الدراسات الحديثة لتورطه في اغتيال الرئيس الامريكي السابق جون كيندي، بسبب رفض الاخير امتلاك الكيان الاسرائيلي للسلاح النووي، ومحاولاته للاتصال بالزعيم المصري جمال عبدالناصر،
لايجاد حل للقضية الفلسطينية، فتمت تصفيته بطريقة لم تترك اثرا رغم مرور عشرات السنين، ومن غير المستبعد ان يلقى ترامب مصير كنيدي، لاسيما بعد تواتر الاخبار المزيفة عن احباط “محاولات” اغتيال ترامب.