سيادة العراق غير قابلة للتفاوض
كتب / سمير السعد ...
في عالم تزداد فيه القضايا التي تثير الجدل حول سيادة الشعوب واستقلالها، يعود بنا التاريخ إلى لحظة فارقة، عندما زار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب العراق متخفياً. لم تكن هذه الزيارة إلا شاهداً على واقعٍ يشير إلى حجم الاستفزاز الذي يشعر به شعبٌ يسعى لاسترداد سيادته واستقلاله.
لقد جاءت هذه الزيارة خفية، في تعبيرٍ صريحٍ عن إدراك الطرف المحتل لحساسية وجوده، وإدراكه أيضاً لحق الشعوب في رفض أي شكل من أشكال الهيمنة. هذا الواقع يعزز شرعية المقاومة لدى العراقيين، تماماً كما هو حق الشعوب التي تبحث عن استعادة كرامتها واستقلالها.
فالوجود الذي لا يحترم إرادة الشعب ويستمر متجاهلاً الأصوات الرافضة، يجد نفسه في مواجهة مقاومة مشروعة، تعبر عن إرادة جماعية.
بينما يحاول البعض التشكيك في هذا الحق، يتعزز لدى العراقيين شعورهم بواجب الدفاع عن وطنهم، وهو واجبٌ تمليه الظروف والمنطق والحقائق التي لا تغيب عن ذهن أي وطني.
في ظل هذه المعطيات، ليس غريباً أن تتزايد الأصوات الرافضة لأي وجود أجنبي يُفرض بالقوة، خاصةً في بلدٍ له تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال والتدخلات الخارجية. إنّ مشروعية هذه المقاومة ليست مجرد حق، بل واجب يقع على عاتق كل من يؤمن بكرامة الوطن وحقه في تقرير مصيره بعيداً عن الهيمنة أو الإملاءات الخارجية.
لا يمكن اختزال المقاومة في وجهها المسلح فقط، بل تتخذ أشكالاً متعددة، منها الدفاع عن الهوية، وحماية الثقافة، والتصدي لكل ما يمس سيادة الوطن، فهي تجسيد لرغبة العراقيين في حياة حرة ومستقلة تُحترم فيها إرادة الشعب.
إنَّ الشرعية لا تُمنح من الخارج، بل تكتسب من أرض الواقع، من قلوب الناس ومن إرادتهم الجماعية.
ومع استمرار التجاذبات والتحديات السياسية، سيبقى من حق العراقيين رفض أي وجود يرونه غير مرحب به على أرضهم. ففي النهاية، هو صراع من أجل السيادة، وصوتٌ يعبّر عن ضمير أمة تؤمن بحقها المشروع في تقرير مصيرها.
ومع تصاعد الأحداث، يصبح من الواضح أن إرادة الشعب العراقي ترفض كل أشكال الوصاية أو التدخل التي تتناقض مع سيادته الوطنية.
فالمقاومة ليست مجرد رد فعل عابر، بل هي امتداد لتاريخٍ طويل من الصمود، ترسّخ في الوعي الجماعي للعراقيين كقيمة ثابتة تُعبر عن كرامتهم وعزتهم.
وعندما تتخذ المقاومة أبعاداً سياسية وفكرية، فإنها ترسل رسالة قوية للعالم، مفادها أن العراق ليس ساحة للتجاذبات أو موطناً للتدخلات الأجنبية، بل هو وطنٌ ذو هوية وكرامة يأبى التنازل عنهما. كما أن العراقيين يدركون أن الوحدة والتكاتف هما السبيل الأمثل لمواجهة كل محاولات فرض الهيمنة، وأنهم اليوم أكثر وعياً بضرورة حماية مكتسبات سيادتهم واستقلالهم.
والكل يعرف وواضح أن شرعية المقاومة ليست مسألة خاضعة للنقاش، بل هي حق طبيعي لكل شعب يسعى للعيش بحرية وكرامة.
في الختام، يبقى العراق فوق الجميع، رافعاً راية السيادة والكرامة بيد أبنائه الأوفياء. فالأرض التي سقت بدماء أجيالٍ دافعت عنها لا تقبل الذل، والشعب الذي تربّى على حب الوطن لن يسمح لأي قوة كانت بأن تفرض عليه مساراً لا يريده.
العراق ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو تاريخٌ حيّ وحضارةٌ عريقة، شعبٌ أبيّ وكرامة لا تُباع ولا تُشترى.
ولأجل ذلك، سيبقى العراق شامخاً حراً، يقود أبناؤه مستقبله، ويتصدون لكل من يحاول المساس بإرادتهم وحقوقهم.