تورط اسرائيل في مخطط تفتيت سوريا الى دويلات عرقية وطائفية
كتب / أ.د. جاسم يونس الحريري ||
أعلن المحلل العسكري الإسرائيلي ((ران بن يشاي)) في صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الاسرائيلية مساء يوم السبت الموافق30/11/2024: “من شبه المؤكد أن هناك صلة وثيقة بين الهجوم المفاجئ للجماعات المسلحة في سوريا ضد حلب وبين الهدنة التي تم إقرارها في لبنان”.
وأضاف المحلل أن “الهجمات المتكررة لسلاح الجو الإسرائيلي على سوريا خلال الأسابيع الأخيرة مهدت الطريق للإرهابيين لتحرير أنفسهم من الضغوط والتخطيط للهجوم”.
وأشار أيضًا إلى ((أن هذه الجماعات المسلحة ربما نسقت هجماتها بعد التشاور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)).
وكشف المحلل الإسرائيلي ((أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مساء الجمعة الماضية اجتماعًا أمنيًا استثنائيًا لتقييم تأثير التحركات المفاجئة في سوريا في ظل هجمات الجماعات المسلحة)).
وأكد بن يشاي أن “الهجوم الذي شنته الجماعات المسلحة في شمال سوريا سيحقق فوائد لإسرائيل، على الأقل من ناحية تأخير تحرك الرئيس السوري بشار الأسد ضد إسرائيل”.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن الجنرال الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي ((دادي سمحي)) قوله خلال مقابلة مع قناة “كان”: “من الجيد أن تؤدي عمليات الجماعات المسلحة في سوريا إلى إضعاف حكومة هذا البلد”.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة ((معاريف))الاسرائيلية نقلاً عن خبير في المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية أن “الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل تقف وراء الأزمة في سوريا”.
وأفاد التقرير بأن ((التحضيرات لهذا الهجوم بدأت منذ عدة أشهر، وتم تدريب هؤلاء الأفراد على أعلى المستويات، إلا أن تركيا وافقت على تنفيذ هذا الهجوم فقط بعد بدء الهدنة في لبنان)).
في غضون ذلك، وفي ظل تقارير عن تحركات الجماعات الإرهابية لإشعال الفتنة في سوريا، شهد يوم الأربعاء الماضي تزامنًا بين إعلان هدنة بين لبنان والنظام الصهيوني وتصعيد الهجمات من قبل الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.وتزامنت هذه الهجمات مع تهديدات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الرئيس السوري بشار الأسد،
حيث قال: “على الأسد ألا يلعب بالنار”. وبناءً على ذلك، تتضح بصمات الصهاينة والأمريكيين في هذه الفتنة الجديدة، وهو ما أكدت عليه السلطات السورية.
((إسرائيل)) سبق وان تورطت في سوريا عام 2018 وفي عنوان ((اسرائيل ستتورط في سوريا!))
تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون تشابلين، في “سفوبودنايا بريسا”، في تلك الفترة عن أن الحرب الدائرة في سوريا أنذاك تتسع وتستعر يوما عن يوم، ونهايتها غير مرئية بعد، وهناك محاولات لتوريط روسيا أكثر فيها.
وجاء في المقال: تصعيد جديد على الجبهة السورية. ففي الـ 10 من فبراير2018، قامت ((إسرائيل)) مرتين بضربات جوية على أراضي سوريا، بعد أن فقدت طائرة من طراز F-16 خلال الهجمات.
وفي الصدد، لجأت “سفوبودنايا بريسا” إلى رئيس سليمانوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الباحث في معهد الاستراتيجية القومية، ورئيس تحرير مجلة “العالم الإسلامي”، للتعليق على الوضع أنذاك ، فقال للصحيفة )لا شيء مستغربا في تدخل إسرائيل.
فما يقلقها هو تعزيز نفوذ إيران وإمكانية ظهور قواعد عسكرية إيرانية في سوريا)). وعما إذا كان تدخّل ((إسرائيل)) سيؤثر في مجريات الحرب في سوريا، أجاب ((لا أعتقد بأن شيئا خطيرا في الحرب نفسها سوف يتغير، الآن، بسبب هذه الغارات الجوية الإسرائيلية.
ففي إسرائيل، يفهمون أن الحرب ستنتهي يوما ما، ومن المرجح أن ينتظر سوريا مصير ألمانيا بعد الحرب، أي التقسيم إلى قطاعات تسيطر عليها دول مختلفة. وفي حين أن إسرائيل لا تعترض على أن يكون جزء من سوريا تحت سيطرة تركيا وروسيا، فإن توطيد (وجود) إيران في سوريا يشكل تهديدا لها.
ومن هنا تأتي هذه الضربات. لدي احتمالان لما يحاول منظمو هذه الهجمات تحقيقه:هدفهم الأول هو أن تغادر روسيا سوريا؛ والثاني، على العكس من ذلك، جعل روسيا تتورط في سوريا، كما حدث في أفغانستان. هذه الهجمات على القواعد العسكرية والبعثة التجارية هي صفعة استعراضية. أن تترك سوريا بعد ذلك يعني اعترافك بأنك مهزوم…
وهذا من شأنه أن يضر بعزة الروس الوطنية وصورة فلاديمير بوتين، الذي اعتاد أن يخرج فائزا.وبالتالي، فاللعب على مثل هذه الطموحات، يمكن أن يجعل روسيا تواصل المشاركة في الحرب. هذا مفيد بشكل خاص لبشار الأسد، لأن رحيل روسيا من سوريا طريق إلى هزيمته)).