مسلسل التنصت مخطط محكم الحكومة وزعزعة المشهد السياسي..!
كتب / ناجي الغزي
في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة التسريبات الصوتية وعمليات التنصت التي طالت مكتب رئيس الوزراء وعدداً من المقربين منه، مما كشف عن مخطط مُحكم يهدف إلى الإطاحة به سياسياً وإدارياً.
هذه التسريبات لم تكن مجرد اتهامات عابرة، بل حملت في طياتها اتهامات خطيرة بالفساد، زُعم فيها يزن مشعان الجبوري أن رئيس الوزراء متورط في عمليات رشوة.
المثير للريبة أن الجبوري لا يحمل أي صفة رسمية كمستشار، لكنه يدّعي نفوذاً يتيح له الحصول على استثناءات قانونية من رئيس الوزراء مقابل مبالغ مالية يتقاضاها من المقاولين، زاعماً أن رئيس الوزراء شريك في هذه العمليات.
ما يزيد من تعقيد المشهد هو الكشف الذي أجرته هيئة النزاهة عن وجود أجهزة تنصت داخل هيئة الإعلام والاتصالات، وهو اكتشاف يثير تساؤلات حول كيفية علم الهيئة بوجود هذه الأجهزة، وتوقيت زرعها الذي تزامن مع تسريبات مسجلة شملت شخصيات بارزة مثل محمد جوحي وعبد الكريم الفيصل ورئيس هيئة النزاهة السابق. هذا التزامن يشير إلى أن الأمر يتجاوز كونه صدفة، بل يبدو وكأنه جزء من عملية مُدبرة بعناية.
ما يجعل هذه الحملة أكثر خطورة هو توقيتها، حيث جاءت بوتيرة متسارعة في وقت حقق فيه رئيس الوزراء إنجازات خدمية ملموسة عززت من شعبيته بين المواطنين. هذه الإنجازات، أكسبته مقبولية واسعة في الشارع العراقي، جعلت منه هدفاً واضحاً لقوى تسعى إلى إجهاض مشروعه السياسي، وعرقلة جهوده في تحسين الأوضاع العامة.
يبدو أن هذه القوى المتنفذة قد شعرت بتهديد حقيقي من نجاحاته، فسعت إلى شن حملة منظمة تستهدف تشويه صورته وإضعاف مكانته.
إن توقيت التسريبات وعمليات التنصت، وتزامنها مع التصعيد الإعلامي ضد رئيس الوزراء، يكشفان عن مخطط مدروس يرمي إلى تقويض نجاحاته وإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يخدم مصالح جهات معينة. هذه التحركات، التي تتسم بدقة التنظيم، تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي وتعطيل المشاريع التنموية التي يسعى الرئيس إلى تحقيقها.
عند جمع خيوط هذه الأحداث، يتضح أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو تعطيل مشروع سياسي طموح وإفشال الإنجازات التي حققها رئيس الوزراء. ليست هذه مجرد خلافات سياسية تقليدية، بل هي محاولة متعمدة لزعزعة الثقة وإضعاف مراكز القوة، في سبيل إعادة توزيع النفوذ لصالح قوى تسعى للهيمنة على السلطة بأي ثمن.