مرتزقة سوريا والدعاية الهتلرية!!!
كتب / جواد ابو رغيف…
" لاشك ان تحديد شخصية الخصم يعطي امتيازات كبيرة للدعاية، فقد كان النازيون يحولون كل اقتراع الى معركة ضد المعارض الأخير، لأن الناس في غريزتهم يميلون الى مواجهة اشخاص مرئيين بدلاً من قوى خفية وغامضة"، فعندما يتم اقناعهم بأن عدوهم ليس في هذا الحزب أو هذه الامة، وإنما قائد هذا الحزب وزعيم هذه الامة، تكون الدعاية قد حققت ضربة مزدوجة، فمن جهة تطمئن مؤيديها المقتنعين بأنهم يواجهون ليس جماهير مصممة مثلهم، وإنما جمهرة مضللة يقودها راع سيء ستتخلى عنه بمجرد أن تفتح عينها، ومن جهة اخرى تأمل الدعاية في تجزئة الجبهة المعادية، وانتزاع بعض العناصر من بين صفوفها.
أذن الهجوم يجب ان يقع وباستمرار على اشخاص أو مجموعات صغيرة وألا يمس على الاطلاق جماهير اجتماعية أو وطنية في مجملها، فـ "هتلر" لم يدعي ابداً انه يحارب الطبقة العاملة الماركسية وإنما بعض اليهود الماركسيين الذين يمسكون بزمام الامور، ولم يعلن انه يحارب الكنيسة وإنما حفنة من الكهنة المعادين للدولة، بالمقابل فأن الاحزاب الشيوعية تتبع في دعايتها الموجهة ضد الكاثوليك والاشتراكيين نفس القاعدة ( تجزئة الجبهة المعادية)!.
ويبدو أن الرسالة التي وجهتها، وكما تطلق على نفسها ( جبهة الانقاذ السورية) الى الشعب العراقي، والتي تضم حفنة من المجاميع المسلحة من بينها تشكيلات مصنفة ضمن لائحة الإرهاب الدولية، وتنظيمات عرفت بدمويتها البربرية وارتكابها جرائم وحشية من ( قتل ـ تهجير ـ اغتصاب ـ سبي ـ ونخاسة ....الخ)، سنة 2014 عندما غزت العراق، وكانت تعرف بـ (داعش) هي ذاتها اليوم التي تغزو المدن السورية، وتمارس نفس الاساليب من تدمير وقطع الرؤوس والاعتداء على مقدسات الآخرين، وتردد الشعارات ذاتها!.
تحاول اليوم عبر رسالتها تلك أقناع الشعب العراقي بأنها ( حمل وديع) يسعى الى مد جسور العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وأنهم يسعون الى اسقاط نظام بشار الاسد لا غير في محاولة لتنفيذ الدعاية الهتلرية تجزئة الجبهات، فيما تفضح مقاطع الفيديو الواصلة من المدن التي سقطت بحوزتهم أنهم قطعان من ( الخنازير) الهائجة التي ليس لشهوتها وساديتها في القتل وهتك الاعراض (كابح) انساني!.