الطريق الى الفخ..دراسة جديدة تسبر أغوار التنظيمات الإرهابية في العراق
كتب / حامد شهاب
كتاب جديد وقيم صدر قبل نهاية عام 2024 بعنوان : الطريق الى الفخ .. لمؤلفه القاضي علي حسين جفات التميمي .. وهو دراسة بحثيةوعلمية أظهر فيها الباحث قدرته الفائقة في رصد ظاهرة التنظيمات الارهابية وكيفية الإنتماء اليها وأهداف تلك التنظيمات والجهات التيتدعمها .
وما زاد من أهمية الكتاب المقدمة التي كتبها القاضي الدكتور فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى حين أشار الى أن التشريعاتالعراقية السابقة لم تعالج موضوع الارهاب الا بعد صدور قانون الارهاب رقم 13 لسنة 2005 .. مشيدا بالجهد الكبير الذي قدمه الباحثالذي تعرف عليه عام 2006 بعد دخوله المعهد القضائي ليتخرج قاضيا يختص بالتحقيق في قضايا الإرهاب والتنظيمات الارهابية.
الطريق الى الفخ كتاب يسبر فيه الباحث أغوار التنظيمات الإرهابية في العراق وإرتباطاتها وأجندتها الخارجية والجهات التي تقف خلفهاوكيف نشأت وترعرت خارج حدودنا الاقليمية ومن ثم توغلت قبل سنوات داخل العراق ومخاطر تواجهات وسلوكيات تلك التنظيمات الإرهابيةعلى الأمن القومي العراقي والعربي والإقليمي، وحتى الدولي.
الكتاب (الطريق الى الفخ) ذو الطبعة الأولى يتالف من (200) صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف وتصميم رائعين ومضامين أمنية غاية فيالأهمية ، وهو من ثلاثة فصول ومباحث ملحقة بكل فصل ، المبحث الاول تناول تعريف الارهاب والتنظيمات الارهابية والمبحث الثاني تطرقالى أسباب نشوء تلك التنظيمات في حين تناول الثالث أسباب الانتماء الى التنظيمات الارهابية..أما الفصل الثاني فقد تناول التمهيدالفكري والحركي لهذه التنظيمات وتناول الفصل الثالث مستقبل التنظيمات الارهابية وكيفية مواجهتها وشن حرب بلا هوادة ضدها ومحاكمةالمتورطين باعمال الإرهاب بأشد العقوبات.
المؤلف السيد القاضي علي حسين جفات التميمي يستعرض الظاهرة الخطيرة التي راحت تهدد أمننا القومي وهي الإنتماء الى التنظيماتالارهابية التي تعد من أكثر الظواهر التي شغلت إهتمام العراق والمنطقة والعالم وما تتركه من تأثيرات تهدد المنطقة وسلامتها وتعرض أمنهالمخاطر والسلم الأهلي للتوترات والفوضى وهي تهدف الى إرباك أوضاع دولنا وتهدد التماسك المجتمعي لتخلق حالات من الرعب والفوضىوتستخدم أساليب القتل والترويع والحرب النفسية السوداء لخلق هالة من الفوضى والتدمير عندما يكون بمقدورها أن تتوغل بدفع جهاتخارجية تريد أن يبقى العراق واحة للإرهاب ليس بمقدوره بناء وطن آمن مستقر ينعم فيه العراقيون بالأمن والسلام والإستقرار والحياةالإقتصادية التي توفر مستوى عيش يليق بالعراقيين.
القاضي علي حسين جفات التميمي عرج من خلال هذا الكتاب الى عرض الدور البريطاني والأمريكي ومن ثم الدور الإسرائيلي الذي يمثلإحدى أهم المحاور التي دعمت تلك الانشطة الإرهابية في منطقتنا العربية وحركتها ضد العراق ودول أخرى متخذة من الدين الاسلاميمنطلقا لتوجهاتها في أطر دينية متظرفة تبتعد كثيرا عن تعاليم الاسلام ثم راحت جهات أقليمية تغذي هذه الظاهرة وفقا لمصالحها وتمدهابوسائل دعم مختلفة لتحقيق أجندتها في العراق ودول المنطقة.
ويشير الباحث الى أن أحد أسباب نشوء هذه التنظيمات الارهابية هو البحث عن الذات وفقدان الهدف والغاية من توجهاتها والحرمان والتوترالنفسي والاقامة غير القانونية ضمن البلدان التي تتغلغل فيها مهجرين أو لاجئين وتفكك العلاقات الاسرية والاجتماعية وحالات الاضطهادالتي يعيشونها يضاف لهذا الايدلوجيات الدينية التي تحركها ووجود سوابق جنائية ربما والتاثير بمسرحيات البطولة وخلفيات تلك التنظيماتعقائديا ومذهبيا أحيانا وكان تنظيم داعش إحدى اهم تلك التنظيمات التي توسع فيها الباحث في عرض نشوئها واهدافها العدوانية في خلطالاوراق واستغلال المنطقة الرمادية والهشة في التوغل الجغرافي والايدلوجي واستغلاله لأزمة النازحين للتوغل بين صفوفهم.
الباحث القاضي علي حسين جفات التميمي عبر من خلال هذا المبحث الجديد عن رؤيته لكيفية نمو وترعرع التنظيمات الإرهابية وكيف نشأتوالأجندة التي تقف ورائها من خلال مسيرته العملية الطويلة في هذا المجال كونه مطلع على وثائق وأسرار هذه التنظيمات وقد عمل في جهازمكافحة الإرهاب لسنوات طويلة.