تركيا و قطر تحتكران المشهد السوري.. الخاسر الاكبر “السعودية والإمارات “..!
كتب / خال الطبري ||
يبدوا ان سورية ما بعد الاسد هي في قبضة تركيا فيما الدور القطري ينحصر في التمويل و العمل الاستخباراتي و مكمل للدور التركي الساعي لبسط يده على كامل المشهد و الحاكم العثماني الاوحد و بلا منازع !
في الكواليس ان الدولة السعودية و الإمارات منزعجتان كثيرا لما آلت اليه الأمور في سورية من سيطرة كاملة تركية و قطرية على المشهد السياسي في سورية و غياب كامل للوجود السعودي و الإماراتي رغم ان الإعلام السعودي لعب دوارا كبيرا في تحويل مجريات الأحداث لصالح عصابة الجولاني و الاخوان!
يقال ان السعودية منزعجة اكثر من الامارات من انحسار دورها في المشهد السوري و تقدم الدور القطري بدعم تركي و بتنسيق مع الجانب الإسرائيلي الذي اشترط على الدوحة و انقرة أعطاهما ما تريدان شرط ان تنفرد تل ابيب بقضم الأراضي الطامعة فيها و تدمير ما تريد تدميره من قواعد و طائرات و سفن!
السعوديون انخدعوا و وقعوا في الفخ التركي المعروف بالغدر و الكذب ، اما النظام السعودي فغباءه انه وقع فريسة إعلامه الذي عادى الاخوان في مصر و تماهى معهم في سورية و انجح “ثورة” الجولاني ، و لما اسقط نظام الاسد سارع اخوان سورية و بدعم تركي بمعاداة السعودية و تحريض الذباب ضدها ! لا حظوا اليوم ان السوريين من مناصري النظام الجديد يشتمون السعودية و يتهمونها بالتدخل في شؤونهم الداخلية!!
هواجس السعودية زادت بعد ان خرجت اصوات اخوانية و داعشية تدعوا لتحرير مكة و المدينة ، فيما تتجه تركيا و قطر لاحياء المشروع الاخواني في المنطقة و بقيادة عثمانية ، المشروع الذي جمد مؤقتا والذي يهدف السيطرة على مصر ثم الانتقال إلى الخليج لاسقاط السعودية و تعود قطر إلى الواجهة و تتحرك للتآمر ضد شقيقتها الكبرى بعد فترة من ” الهدنة” و الدهاء الذي أظهرته الدوحة في خداع الرياض !
هواجس السعودية ترجمتها إجتماعات عمان بين العراق و الأردن و السعودية ومصر و عمان و يقال ايضا الامارات لتدارس الاوضاع في سورية ، فيما التسريبات تتحدث عن مخاوف هذه الدول من طموحات انقرة الإخوانية في ايجاد حالة الفوضى في المنطقة تدعمها إسرائيل و تنفذها جماعة الاخوان وقطر!
الواضح هذه الاجتماعات تأتي بعد الزيارة المفأجاة لرئيس الاستخبارات التركي و القطري إلى دمشق و خروجهما امام الناس في سيارة فارهة يقودها الجولاني بنفسه ، اثار هذا المشهد الكثير من المراقبين و أجج في ذات الوقت نار الغضب في العاصمة السعودية الرياض و كذلك في ابوظبي !
و هكذا استطاع التركي و القطري خداع الشقيق الأكبر في السعودية و احتكار النفوذ لهما حصرا في السلطة الجديدة في دمشق و إقصاء الرياض و ابوظبي من اي دور لهما في سورية ، خاصة وان التوجسات تزداد بعد تسرب تقارير عن وجود مخطط ربما قبل مصر ان يتم اسقاط الملك الأردني عبر الاخوان في الأردن!