آلية وأدوات التغيير القادم في العراق..!
كتب/ ماجد الشويلي
يمكن استشراف وتخمين ما يمكن لدوائر الاستخبارات العالمية اعتماده من خطة، لتغيير الوضع في العراق ، من خلال التمعن والتدبر بالتغيير والتحولات التي طرأت على (هيئة تحرير الشام) ، والمدعو (أبو محمد الجولاني) ، وكيف تغير خطابهم واسلوبهم ونمط تحركهم السياسي .
هذا التحول يكفي لأن يكون مؤشرا على أن التحرك المزعوم لتغيير الوضع في العراق ،
سيكون مغايرا لما حصل في السابق بالمجمل .
كما أنه يكفي للدلالة على وجود مخطط شامل للمنطقة بسنخية واحدة .
نحن لانحتم ولانجزم ولا ندعو للخوف والهلع
مما سيحدث ابدا ،
بل على العكس من ذلك كله نرى أن هناك امكانيات وفرص كبيرة متاحة لاجهاض تلك المخططات.
لكن على صعيد التنبه لما قد يحدث ، قلنا ان من المرجح ان تختلف آلية العمل هذه المرة عما سبقها ، وعليه نحاول ايراد جملة من الاثارات بهذا الشأن .
1- ينبغي أدراك أننا بالفعل في خضم الحرب الادراكية وهنا لا اريد اعتماد المصطلح العلمي لهذه الحرب بقدر ما اريد لفت الانتباه الى ميدانها وهو (الادراك) لجهة أن هذه الحرب قادرة على التحكم بادراكاتنا لما يدور من حولنا وقراءتنا لمسلسل الاحداث ،
ومنها إما أن نظن أننا خسرنا كل شئ وانتهى أمرنا الى الأبد ، أو نظن بأننا لازلنا في أوج قوتنا،
وأننا لازال بامكاننا الحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوأمريكي بكل يسر وسهولة،
ولربما سيساهم الاعلام المضلل وادوات الحرب المركبة بتعزيز القناعة الثانية.
لانها تتماشى مع رغباتنا وعواطفنا أكثر .
وهي (( أننا لازلنا في أوج قوتنا )) لضمان استمرارية خمولنا وتخديرنا ريثما يتم الاجهاز علينا بشكل نهائي
2- يحاول العدو جاهدا مشاغلتنا وايهامنا بانه سيعتمد ذات الاساليب التي اعتمدها في السابق ، في محاولاته لتغيير النظام في العراق والجمهورية الاسلامية وكما حصل في سوريا مثلا.
ليفاجئنا بسيناريو لم يخطر ببالنا، ولم نكن مستعدين له ، وكان جُل جهدنا منصب لمواجهة السيناريوهات السابقة.
3- مما يؤسف له أننا نفتقد زمام المبادرة ولم نغادر خندق الدفاع (المُكْلِفُ) بالعادة ، وقد يرى البعض أن الاجراءات الامنية والعسكرية الاستباقية التقليدية هي الحل ،
فتعمد الاجهزة الامنية الى اعتقال هذه المجموعة او تلك ، أو انها تضع بعض الشخصيات تحت مجهر الرقابة المشددة . في الحرب الادراكية قد تكون هذه الاجراءات هي غاية مايتمناه العدو لا لمشاغلتنا فحسب، بل لجعلها مسوغ للتحرك نحو التغيير .
كما حصل في يوليو 1958 إبّان الحكم الملكي حينما أُرسل عبد الكريم قاسم مع عدد من الوحدات العسكرية الى الاردن ، فانعطف الى القصر الملكي وسيطر على الحكم واعلن الجمهورية العراقية والأمثلة كثير .
وهذا لا يعني ترجيح الانقلاب العسكري وانما سقناه كمثل ليس الا.
4-بعد أن دشن محور المقاومة لمفهوم (وحدة الساحات ) وتمكن من ايلام وارباك حسابات الولايات المتحدة والكيان الغاصب، فان من السذاجة التفكير بان ردة الفعل تجاه هذا المعطى المهم والخطير على مصالح الغرب ، هو التهاون مع المحور والسماح لعودة تفعيل هذا المبدأ المهم من جديد.
اي ان من المرجح ان يكون مخطط التغيير شاملا لدول المحور وفي آن واحد.
5- من المهم جدا أن ندرك ونحن لازلنا في اطار الحديث عن (الحرب الادراكية ) أن المشروع الجديد القديم للمنطقة هو اجراء تعديلات جوهرية على جغرافية (سايكسبيكو) وهذه المرة بما يمنع في الدرجة الاساس من تواصل قوى المنطقة وظهور مايعرف بوحدة الساحات من جديد ، عبر تفعيل خطوط صد ديمغرافية متناحرة، يصعب توليفها او النفوذ واختراقها للاضرار بالكيان الغاصب ، او دعم القضية الفلسطينية.
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فان التغيير المرسوم لاعادة هندسة تموضعات القوى في المنطقة ، يعمل على الحيلولة دون وصول اي قوة عالمية اخرى منافسة للنفوذ الامريكي والصهيوني في المنطقة،
كما يمنع اي محاولة لعقد التحالفات الثنائية اقتصادية كانت ام عسكرية .
ما هو الحل
1- الايمان بالله تعالى والثقة بوعده وبدور الولي الفقيه والمرجعية الدينية العليا، والوحدة بين المسلمين وابناء المذهب والبلد الواحد.
2- تغيير نمطية الخطط الكلاسيكية في مواجهة التحديات ، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة (مطبخ فكر) لجميع دول محور المقاومة، ولربما اشراك الروس اذا اقتضت الضرورة ، للخروج برؤية شمولية ، يمكن اعتمادها كاساس لوضع المعالجات والحلول العاجلة والستراتيجية لما طرحناه من تحديات.
3- التحرك ابتداء لوضع الخطط الاجهاض ، والتي ينبغي ان تكون شاملة لجميع الابعاد الاعلامية والسياسية والامنية الخ …
4- تغيير الخطاب السياسي والاعلامي الرسمي ، على ان يجمع بين الحزم واللين والثقة والمداراة.
5- اعادة تقييم العلاقة مع الاتراك بشكل عاجل ، واستثمار التباينات العربية التركية في هذا المضمار .
6- النزول بالاجراءات الامنية الى اصغر الوحدات الادارية والسكنية، ولا يعني هذا عسكرة المجتمع او ارباك الوضع بالمظاهر المسلحة ، وانما هو اجراء المسح الكامل
وتقدير مواطن القوة والضعف بطرق علمية تحت اشراف متخصصين بارعين في الحرب المركبة.
7- ضبط ايقاع مواقع التواصل والتصريحات الاعلامية وحركة المصارف والحوالات المالية
8- تعزيز القضاء وتفعيل دوره الوقائي مع وضع خطة احترازية لحسن التعاطي مع الازمات والجرائم والحوادث المشوبة بالعنصر الاجنبي والتدخلات الدولية، بالتعاون مع دول المحور والاستفادة من خبرات البلدان الصديقة .