“التصرفات الفردية ” ضد الاقليات في سورية وتداعياتها على الاقلية السنية في العراق..!
كتب / خال الطبري
مشهد حرق شجرة الميلاد في حماه اثار غضب المسيحيين في سورية و خلقت موجة عارمة من الاستياء يخشى الكثيرون ان يتحول هذا المشهد إلى سياسة النظام الجديد في سورية .
في دمشق خرج المسيحيون في مظاهرة عارمة حيث تقاطر الجمهور المنتمي إلى هذه الطائفة الدينية إلى أماكن التجمع مستنكرين ما ترتكبه الميليشيات الأرهابية المنتمية لجبهة النصرة المعروفة اليوم بهيئة ” تحرير الشام ” من جرائم قتل و حرق ونهب و سرقات ثم تسجيلها تحت عنوان “تصرفات فردية”!
وقال احد المتظاهرين و يدعي جورج لوكالة فرانس برس ” تظاهرنا لان هناك الكثير من الطائفية و الظلم ضد المسيحيين تحت اسم “تصرفات فردية”!
واضاف ” اما نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا و بأمان كما كنا او افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج .
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان وهي منظمة حقوقية تعاطفت مع ” ثوار المسلحين ” التابعين لعصابة الجولاني بان (( المقاتلين الذين احرقوا شجرة الميلاد هم أجانب ينتمون إلى فصيل ” التوحيد الجهادي”!
الشهود العيان و كذلك الافلام الموثقة تفند إدعاءات جبهة النصرة( هيئة الشام)،
فالاعتداءات على الاقليات اصبحت عنوان العهد الجديد بالرغم من صور التلميع التي تمارسها ماكينة الإعلام العربية و الغربية و مظاهر البزات المدنية و ربطة عنق الجولاني إلا ان الواقع على الارض و الممارسات الوحشية الممنهجة من قتل و ذبح ونهب و حرق للممتلكات الخاصة لا تحجب عن شمس الحقيقة!
هذه الاعتداءات و الجرائم لن تطال المسيحيين فقط بل نال اغلب الاقليات و الطوائف منها قسطا كبيرا خاصة الطائفة العلوية و الشيعة ، حيث مظاهر السحل و النهب و السرقات انتشرت في اغلب ارياف حماه و حمص و اللاذقية ، هي ليست تصرفات فردية بل هو تخطيط متفق عليه لتصفية الاقليات في سورية.
يخشى المراقبون ان تتحول هذه العمليات الاجرامية و الأرهابية إلى ظاهرة انتقام في بلدان اخرى حيث تتواجد فيها الاقلية السنية مثل العراق ، يشكل الشيعة فيه ٧٥٪ فيما الاقلية السنية ١٠ ٪ و الكورد ١١٪ و النسبة الاخرى تتوزع بين الطوائف و القوميات الاخرى .
عندما يقر المرصد السوري لحقوق الإنسان بوجود انتهاكات بحق الاقليات و ان هذه الانتهاكات مصدرها “الاجانب ” في” الجماعات الجهادية ” ، هذا يعني ان هناك ثمة تواطؤ بين هذه العصابات و بين ” هيئة تخريب الشام”كون ان هذه العصابات تم تجنيدها من قبل ” النصرة “(الهيئة) و الاستخبارات التركية.
انتشار ظاهرة الانتقام الاعمى و بدوافع طائفية و تكفيرية تداعياته ستكون خطيرة و كبيرة لا تنحصر على بقعة معينة او سورية بل ستكون لها امتدادات على الجار الاقوى العراق الذي يملك اليوم جيشا قويا و حشدا شعبيا متماسكا وبقيادة موحدة تدعمه جبهة إسناد قوية شرقا تمتد إلى طهران !
وقد شهد العالم اجمع كيف الحق الحشد الشعبي هزيمة ساحقة بداعش و كل فروعها التكفيرية و البعثية في العراق ، و لا احد ينكر ان للحشد امتداد في كل المحافظات بجنب الجيش العراقي الذي يتغلب عليه اللون الذي يمثل الاغلبية في العراق ، لذلك يحذر المراقبون من (( التصرفات الفردية)) في سورية!
وهذا يعني كما يقول المحللون ان على الجولاني ان “يضب” و يضبط العصابات الارهابية التي اتى بها إلى الشام قبل ان يتحول السنة في العراق إلى ضحية مغامراته و ” التصرفات الفردية” للارهابيين ، فالسنة في العراق لا يحبذون لا النزوح إلى سورية ولا ان يكونوا رهائن في العراق!
السنة في العراق بعد سقوط صدام لهم حقوق و مكانة محترمة و اعمار كبير لمدنهم و وظائف حساسة و وزارات سيادية رغم انهم اقلية صغيرة حالهم حال الكورد في الشمال ، لذلك على الجولاني ان يتعظ من تجارب الهزيمة لداعش في ٢٠١٨ و يتعقل في خطابه ولا يتحدث بلغة طائفية ولا يدلس في لقاءه مع وليد جنبلاط بالقول :” ما ذنب اهل الشام ان يتم الانتقام منهم لقضية لها ١٤٠٠ سنة”! هذا الخطاب تحريضي و فتنوي و يزيد الطين بلة و ينشر المزيد من الكراهية و التحريض للعصابات الأرهابية على الانتقام من الاقليات ، هذا الخطاب ليس خطاب ” رجل دولة” ! فهو خطاب بلطجي بامتياز !