أردوغان وزيارته المرتقبة لتركيا (ما الذي يخبئه الماكر العجوز)..!
كتب / إنتصار الماهود ||
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانه سيزور سوريا خلال الأسبوعين المقبلين، جاء هذا الإعلان عقب زيارتين مسبقتين لمدير المخابرات التركية إبراهيم قالن و وزير الخارجية هاكان فيدان والذي إلتقى خلالها بالجولاني في دمشق.
وتعتبر هذه الزيارة خطوة إستباقية للجانب التركي لترسيم العلاقة مع دمشق من جديد عقب إنقطاع دام أكثر من عقد من الزمان، ومرر فيدان خلال زيارته عدة رسائل علنية للجانب السوري كانت أهمها الإعتراف بالجولاني كرأس للقيادة السورية وبأن تركيا داعمة لدمشق ضد إستيلاء الإحتلال الصهيوني لأراضي جديدة من الجولاني السوري.
كما دعا فيدان لرفض وجود التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية (كتنظيم الدولة وحزب العمال الكوردستاني)، ووجه دعوة بإسم الحكومة التركية إلى المجتمع الدولي لرفع العقوبات على سوريا.
وكشف صراحة أن هدف زيارة أردوغان هو تمهيد لهيكلة الدولة السورية الجديدة والتي ستساعد تركيا على بنائها .
هنالك بالطبع تساؤلات عن موضوع اللاجئين السوريين الذي لم يذكره فيدان صراحة والذي يبلغ عددهم 2.9 مليون سوري حتى منتصف شهر كانون الأول للعام 2024،حصل منهم 238 شخص على الجنسية التركية، وتعتبر تركيا أكثر بلد إحتضن اللاجئين السوريين وبالطبع هو ليس موضوع إنسانيا بحتا بقدر ما هو موضوع سياسي وإستخدام اللاجئين السوريين كسلاح ذو حدين لصالحها.
أوله عمالة رخيصة تساهم في دفع العجلة الإقتصادية التركية للأمام والثانية كورقة ضغط على المجتمع الدولي خاصة الدول الأوربية.
تتعرض الحكومة التركية بخصوص موضوع اللاجئين الى ضغوط شعبية وسياسية خاصة المعارضة البرلمانيّة والتي أعدت مبادرات من أجل إعادة اللاجئين السوريين لبلادهم.
حيث صرح رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل الى ضرورة إلغاء وضع اللاجئين المؤقت وخلق أقصى الظروف لإجبارهم للعودة لتخفيف الضغط الشعبي الداخلي.
لا يخفى على الجميع أن نظام الأسد لم يكن نظاما ديمقراطيّا ولا مثاليا وتسبب بهجرة الملايين من السوريين لكن بالتاكيد لن يكون الجولاني وزمرته نظاما بديلا مناسبا، فحكم يقوم على التكفير و والإرهاب والقتل والذبح بالطبع ستكون نتائج حكمه كارثية وسنكون (بدلنا عليوي بعلاوي).
المستقبل السوري بصراحة مع هذا النوع من الحكم مبهم جدا خاصة ملف عودة النازحين، فمن يضمن عدم تعرض سوريا لموجة من الهجرة المضادة الجديدة لكن لغير دول، خاصة بعد حملات الإعتقال والتنكيل والقتل والترهيب الذي حدث في شوارع سوريا، ومن قال بأن من يمسك السلطة الآن سيرسي نظام حكم أقل ما يقال عنه بأنه مناسب لوضع سوريا الحالي.
المشكلة أن ذراع الاخطبوط التركي تأبى إلا أن تتدخل وتفرض خارطة طريق تناسبها ولا يهم إن كانت تناسب الشعب السوري أم لا، فأحلام وطموح أردوغان بأن يكون هو خاتم الخلفاء العظام العثمانيين وسليل سليمان القانوني كي يحكم دولة مترامية الأطراف وإن كان ذلك على حساب مصالح دول مجاورة وإستحقاقها.
بصراحة لست متفاءلة أبدا من زيارة العجوز أردوغان فنحن لا نعلم ما يخفي في جعبته من خطط ومشاريع للمنطقة والتي يرغب بأن يكون هو اللاعب الأول وليس لاعبا شريكا، المشكلة أنه لا يضع موطيء قدم له في أرض إلا وجعلها خرابا تنعق فيها غربان الشر، ولكم فيما حدث في ليبيا والعراق عبرة و درس.