بطولة الخليج 26: الأسوأ في تاريخ البطولات؟
كتب / راجي سلطان الزهيري
تُعد بطولة الخليج العربي لكرة القدم من أبرز التظاهرات الرياضية في المنطقة، حيث تجتمع دول الخليج لتتنافس على اللقب في أجواء تُفترض أن تكون رياضية وأخوية. ومع ذلك، أثارت النسخة السادسة والعشرون، والتي أُقيمت مؤخرًا، الكثير من الجدل والانتقادات، حيث وصفها العديد من المتابعين بأنها الأسوأ في تاريخ البطولة. فما الذي حدث ليصل الأمر إلى هذا الوصف؟
بدايات البطولة
بدأت بطولة الخليج في السبعينيات كمحاولة لتعزيز الروابط الرياضية بين دول الخليج العربي. وسرعان ما تحوّلت إلى منصة تنافسية تسلط الضوء على تطور كرة القدم في المنطقة. ولكن على مر السنين، واجهت البطولة انتقادات مختلفة تتعلق بالتنظيم والتحكيم وحتى التسييس، وهو ما بلغ ذروته في النسخة الحالية.
التنظيم في خليجي 26: إخفاق كبير
خليجي 26، التي استضافتها الكويت، أثارت استياء الجمهور والنقاد على حد سواء. اعتُبر حفل الافتتاح “متواضعًا” و”غير لائق”، حيث اقتصر على عرض فيلم كرتوني بدلاً من تقديم عروض تعكس ثقافة المنطقة أو إرث البطولة. وقد شعر الكثيرون بأن التنظيم افتقر إلى الإبداع والاحترافية مقارنة بنسخ سابقة، خصوصًا النسخة الخامسة والعشرين التي أُقيمت في مدينة البصرة العراقية.
ازدواجية المعايير: تمييز ضد الجمهور العراقي
أحد أبرز النقاط التي أثارت غضب الجماهير كان التعامل مع مشجعي المنتخبات. فتحت الكويت أبوابها لجماهير جميع الدول الخليجية دون قيود، بينما قيدت عدد المشجعين العراقيين إلى 5000 فقط، وهو قرار أثار علامات استفهام كثيرة حول المعايير التي اتُبعت. هذا التمييز أثار استياء الشارع الرياضي العراقي وأعاد إلى الأذهان مدى التحديات التي تواجهها الرياضة العراقية حتى في الأحداث الإقليمية.
دعوة للمعاملة بالمثل
في ضوء ما حدث من تمييز واضح ضد الجمهور العراقي، تبرز الحاجة إلى رد فعل مناسب يعكس احترام العراق لجماهيره وحقوقهم. على الاتحاد العراقي لكرة القدم والحكومة العراقية دراسة تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الجمهور الكويتي في المباريات المقبلة التي تُقام في العراق.
من حق العراق أن يضمن التعامل العادل والمتساوي مع جمهوره في أي بطولة أو مباراة. فإذا كانت هناك قيود وُضعت على الجماهير العراقية في الكويت، فإن تطبيق نفس المعايير على الجمهور الكويتي في العراق قد يكون رسالة واضحة لضرورة تحقيق العدالة في التعامل.
مقارنة مع خليجي 25 في البصرة: التفوق العراقي
على النقيض، كانت النسخة الخامسة والعشرون التي أُقيمت في البصرة مثالاً يُحتذى به في التنظيم. أشاد الإعلاميون والجماهير على حد سواء بالحفاوة التي قوبلوا بها، والتنظيم الرائع لحفل الافتتاح، والأجواء الحماسية التي خلقتها الجماهير العراقية. البصرة نجحت في إظهار الوجه الحقيقي لكرة القدم الخليجية، مما جعل خليجي 26 تبدو في مقارنة غير متكافئة على الإطلاق.
الدروس المستفادة
تُظهر هذه التجربة أن نجاح أي بطولة يعتمد على التخطيط السليم، الشفافية، والمساواة في التعامل مع جميع الأطراف. إذا استمرت الأخطاء التي شهدتها خليجي 26، فقد يتأثر مستقبل البطولة بشكل سلبي، خاصة مع تزايد الانتقادات وارتفاع سقف التوقعات من الجماهير.