الدور القادم “قضم الأردن”
كتب / د. عبد الفتاح طوقان
هناك ما هو أكثر من الجهل التاريخي لدى بعض من حكام العرب و تآمر من بعض اخرين، شيء أكثر قتامة. إنها عملية شيطنةبدأت بوعد بلفور و مستمره بوعود الرئيس الأمريكي ترامب الذي نقل السفارة الأمريكية اعترافًا بالقدس كاملة عاصمة إسرائيل، وهي السمة الأولى لرهاب الأردن.
إنها تنبع من ترسيخ محموم لشرور الدولة البريطانية في القرن الماضي، التي اشترطت خطأً الاعتقادالذي يسود الفكر الصهيوني، على عكس كل الأدلة، بأن فلسطين هي في الواقع بلد مصادر فريد بلا أهل اصليين، هو قطعه ارض اقتطعت وأُعطيت لأحفاد مطرودين حجازيين لاقامة دوله “عبر نهر الأردن” مقابل وقوفهم مع بريطانيا ضد الإمبراطورية العثمانية، و كان ذلك ضدإرادة اليهود وحقهم في فلسطين كاملة حسب روايتهم ،كل ارض فلسطين .
وفي المقابل يدعون و يوثقون أن فلسطين لليهود التي يتبجحون فيدعون انها ارضهم!!!!.ثم يأتي من يعترف بذلك في معاهدات ، سبحانك ربي !!!
أي نوع من الأفكار الحلمية الكاذبة المدعيةالإسرائيلية العلنية لطمس كل من الهوية والوطن الفلسطيني و الهوية الاردنية، بالتدخل الفوري والإمبريالية المتعددة الأطراف لإسقاط النظام الأردني الذي يكتفي بالمراقبة بعد سقوط نظام الأسد في سورياو بعض من خطابات لوزير الخارجية و زيارات نواب الي العشائر الاردنيةلكسب تأييدهم في الساحة الداخلية.
لا ياسادة ليست هكذا تدار الأمور، بل ان مثل تلك التصرفات تؤدي الي عكس المطلوب و تشعر المواطن بعجز النظام.
ليس ذلك بل في الداخل الأردني يتصدر المشهد “الهوية الجامعة” و التي هي قتل غير رحيم للهوية الأردنية و القبول بالوطن البديل الذي أقيم منذ سمح للفلسطينيين بالانتخابات والرقم الوطني و منصب رئيس الوزراء و رئيس النواب و رئيس محلس الاعيان ،و منذ بدء تجنيس الفلسطينون بكامل الحقوق، و كأنها أداة تأييد و دعم للمخطط الصهيوني علي حساب أصحاب الأرض الأصليين و العشائر الأردنية باسم ” شعب واحد لا شعبين” .
في الدولة الصهيونية التي يديرها رئيس الوزراء نتانياهو اليوم “الدولة الأردنية انتهى دورها ولا ينبغي أن تكون موجودة”. لم تعد هناك حاجة إلى سياسة كتف إلى كتف بين إسرائيل والأردن للتنسيق ولا في الدفاع عن حدود إسرائيل، فضلاً عن شدة كراهيةالإسلاميين بين أصحاب النفوذ في الغرب و الدول العربية المرتهنة لسياسات الاستعمار.
و لم تعد سياسة شيء مفقود مقابل شيء مكتسب صالحة و اقصد الأرض مقابل السلام التي تحدث عنها الملك الحسين رحمه الله.
سبع دول سقطت وانتهكت حرماتها و قصفت بالطائرات و القنابل الممنوعه و دمرت و أبيد الشعب العربي،و قسمت بعض من دوله، العراق،سوريه، ليبيا،اليمن،فلسطين، و لبنان،والسودان،و لم يتحرك احد للدفاع عنهاو هي ليست مصادفة بدعم و أساطيل
أمريكية متواجده في قواعد عسكرية بالدول العربية، و دون احترام لاي من المواثيق والقوانين والقواعد الدوليةو تعدتها الي رابطة إمبريالية غير مقبول الاعتراض عليها هدفها قضم و تدمير الوطن العربي و إقامة شرق أوسط جديد يلبس عباءة الصهيونيةوابعد ما يكون عن التقوى الدينية.
بعد اتفاقات الاستسلام المصرية في كامب ديفيد، و الأردنية في وادي عربه ، و الفلسطينية في اوسلوا ، ثم انبطاح عربي امام التطبيع و فتح الأسواق و السفارات وغيره من الأمور ، لم يعد هناك حاجة للاردن و لا لدوره حسب تصريحات نتانياهو ووزراء دفاعه و التربية و التعليم ، لم يعد الأردن الذي كان دوما وسيطا في الخفاء قبل المعاهدات ولا بد -من وجهة نظر صهوينية- إيجاد حل نهائي للنزاع و في نظر اليهود الحل هو في انهاء الأردن بصور مختلفة منها التهجير و التوطين و اقتطاع الضفة الغربية و الأغوار ليصبحوا جزءا أصيلا من ارض إسرائيل و ليس جزءا محتلا.و بعدها استبدال النظام.
و لقد شاهد العالم ، في الوقت الحقيقي، انتشار الفظائع و الإبادة للشعب الفلسطيني في غزة و الذي استغرق وقتا أطول بكثير لينتشر عالميا ضمن صمت عربي الا من بيانات استنكار و دعوات لإيقاف النار. و نفس الشيء حدث مع سقوط نظام الأسد و ضياع سوريا وليس مستبعدا ان حدث لا سمح الله مكروه للاردن ان يتم نفس الشئ، فالحال هو الحال، لا الغاء لثقافة الصهيونية التدميرية واغتصاب الأراض و إسقاط الحكام العرب، وزيد ليس بأفضل حالا من عبيد.
الأردن مستهدف من قبل مارقين و دوره قادم بعد مزيد من تقسيم العراق، وسط انكار حقيقي من حكومات “مجهلة تحكمها الشللية و الواسطة في التعينات و توزع مغانم ترضية” ،وهو في الواقع انكار يسبب الحرج للاردن و يؤثر علي سياسات قد تحسم المصير غير المتعاطف للعرش الأردني من قبل إسرائيل.