احداث سورية وآثارها على العراق والمنطقة
كتب / عبد الخالق فلاح ...
لاشك ان إنتاج واقع إقليمي جديد سوف ينتج بعد سقوط حكومة بشار أسد في المنطقة ويخلق توترات جديدة ومن الأصعب فى المراحل المبكرة من سيطرت القوى المختلفة التي تبلغ (26 ) مجموعة بمسمياتها على دمشق وإسقاط نظامها الحاكم وتقييم المواقف الدولية والإقليمية من الحدث؛ في بلورة مواقف واضحة تتوقف على مآلات ونمط التفاعل الذي تبديه تلك القوى المتصارعة بعد النقلة الغير متوقعة والمقلقة التي تمخضت عنها ويبرز ما يمكن تسميته بـ ملامح مرحلة جديدة غير مستقرة إثر السيطرة على العاصمة ، وبعد التحكم على البعض من محافظات حلب وحماة وحمص ومناطق أخرى وتشكيل حكومة لادارة الحكم بشكل مؤقت ولمدة ثلاثة أشهر وتعيين اكثر من 50 ضابط عسكري من جنسيات غير سورية في الجيش السوري الجديد المراد تشكيله وهي خطوة ذات ابعاد سلبية في نفوس الشعب السوري ، وبينهم الأردني والتركستاني والطاجكستاني والشيشاني ومن المرجح منحهم الجنسية السورية . وبدأت دول الإقليم المختلفة بالتحرك في زياراتها الاستكشافية على دمشق،ومنها الوفد العراقي الذي حمل رسالة تهديد واضحة ولبحث مجالات الربح والخسارة الناتجة بعد سقوط ذلك النظام البائد ( نظام بشار الأسد ) المتهم بزج مئات السيارات المفخخة التي انفجرت بالعراق وتدريب الاف من الإرهابيين في معسكرات أعد لهم خلال السنوات الماضية بعد تغيير النظام في عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين بالتالي ينبغي على بغداد الترحيب بأي نظام بديل على ان يكون عامل استقرار له وهذا الذي يسعى اليه وما كان يحمله الوفد الامني من رسائل للنظام الجديد في سورية، لأن نظام الأسد السابق بدأت الكثير من الحقائق تظهر في إجرامه بحق شعبه، في تشريدهم وسجنهم وهدم بيوتهم وانتهاك أعراضهم ، ومصالح العراق مقدمة على كل شيء، في ظل ان البعض من خلايا داعش ومعسكراته ما تزال موجودة حتى يومنا هذا في البادية على الحدود السورية العراقية. وحول ذلك يقول كارستن فيلاند إنَّ عناصر داعش استمروا في تنفيذ الكثير من الاعتداءات الصغيرة، التي كانت تستهدف بشكل خاص الأهالي المدنيين، وخاصة الأشخاص الذين يبحثون عن الكمأة التي تنمو هناك. وقتل العشرات منهم وتنظيم (داعش)، الذي تأسس في العراق ضمن سياق الغزو الأمريكي عام 2003، امتد إلى سوريا ابتداءً من عام 2012 في خضم اضطرابات الثورة السورية. وهناك في سوريا أطلق التنظيم على فرعه هناك في البداية اسم جبهة النصرة، التي كان يقوده ابومحمد الجولاني او (أحمد حسين الشرع وهواسمه الحقيقي)، وهو الرجل الذي يقود سوريا الان و مقاتلي هيئة تحرير الشام هم من يديرون البلد ، الذي أدى تقدمهم إلى سقوط بشار الأسد وهروبه الشنيع الى روسيا، وزيارة مسؤول امني عراقي على رأس وفد الى سوريا هو هدفه امني واستخباراتي، على اعتبار ان العراق قلق جدا من بعض الجماعات المتطرفة المتواجدة على الجغرافية السورية كما اسلفنا، من ضمنها داعش أيضا، إلى جانب وجود عناصر داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية قسد وخشية إطلاق سراحهم من قبلال مجاميع المتطرفة وبالتالي احداث حالة من الاحداث التي تؤدي الى مشاكل نؤثر على الوضع الامني المستقر نوعما في العراق ، وبالتالي فان الحكومة العراقية هي من ترسم سياسة البلد الخارجية، وإذا كانت الحكومة تتعاطى بواقعية سياسية بعيدا عن الشعارات والضغط الخارجية، فإنها تتعامل مع طبيعة النظام في سوريا الحالي، سواء كان راديكاليا متشددا، يساريا أو يميني وحسب مصالحها و يعتبر العراق سوريا دولة جارة ويهمه أن يكون النظام السياسي فيها جامعًا لجميع المكونات دون إقصاء أو تهميش، وأن تتم العملية الانتقالية بسلاسة دون إراقة دماء أو استهداف مكون معين على حساب الآخرين و ضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، وأهمية أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها ،وعلى الحكومة العراقية ان تتعامل فيما بعد مع الواقع الجديد بعد التأكيد على انتظار أفعال تعكس التزام الإدارة السورية الجديدة بمبادئ الشمولية واحترام التنوع في سوريا وعليها ان تنظر إلى الوضع الجديد في سوريا بواقعية أكبر من السابق.ان التاريخ يثبت خلال السنوات الماضية بأن العلاقات العراقية-السورية واحدة من أعقد العلاقات الإقليمية في المنطقة، وذلك بسبب تحركها ضمن مسارات متعددة، بين الصراع تارة والوفاق تارة أخرى. ومع ذلك، فإن الثابت هو أنها لم تكن علاقات على وتيرة واحدة، وخصوصاً بعد وصول حزب البعث العراقي بقيادة صدام حسين والبعث السوري بقيادة حافظ الأسد إلى السلطة في البلدين. في تلك الفترة حيث أصبحت العلاقات بينهما واحدة من أشد العلاقات توتراً في الشرق الأوسط، لا سيما خلال الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، بعد وقوف سوريا إلى جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية في حربها مع العراق.