صيَّاد الجواسيس..!
أكتب / عبد المنان السنبلي
رحم الله الكاتب المصري صالح مرسي..أمضى عمره كله وهو يُقلِّب في ملفات المخابرات المصرية ولم يخرج منها إلا بأربع أو خمس رواياتٍ فقط هي:
دموع في عيون وقحة
السقوط إلى الهاوية..
رأفت الهجان 3 أجزاء..
الحفَّار
وحرب الجواسيس..
ليته عاش إلى اليوم.. كان، على الأقل، سيجد من ملفات وإنجازات المخابرات اليمنية ما يُصعِّده سريعاً إلى العالمية..
أن تكتب رواية واقعية عن ملاحقة وضبط وتفكيك شبكة تجسسية أمريكية أو بريطانية أو إسرائيلية في دولة عربية هنا أو هناك، وفي هذه الأيام بالذات، فهذا يعد، في حد ذاته، ضرباً من الجنون أو الخيال..
من سيسمح لك بذلك..؟ أو من سيتيح لك فرصة الإطلاع على مثل هذه الملفات..؟!
بل من من الدول العربية أصلاً سيتجرأ على الإقتراب واقتحام وفتح مثل هذه الملفات.؟!
فقط اعطوني دولة عربية واحدة غير اليمن خلال العقدين الماضيين قد أعلنت، أو حتى سربت، خبر ضبط وتفكيك شبكة تجسس أمريكية أو بريطانية أو إسرائيلية واحدة..
لا يوجد..
يعني: ما فيش..ذلك أنهم يرون مثل هذه الشبكات التجسسية تسرح وتمرح وتعبث في بلدانهم وأوطانهم أمام أعينهم دون أن يجرؤ أحدٌ منهم أن يتعرض لها أو حتى يمسها بسوء..!
أليس هذا ما هو حاصلٌ فعلاً..؟وحده فقط اليمن من خرج عن هذه القاعدة..! ووحده جهاز الأمن والمخابرات اليمني من امتلك الجرأة والشجاعة واليقضة التي تمكنه دائماً من النجاح في تعقب ورصد وصيد مثل هذه الشبكات..
لا أحد بإمكانه الخداع.. أو الوقوف بوجه هذا المارد اليمني الأمني العملاق.. أو الإفلات من عيونه وقبضته..
الكل سرعان ما يقع.. سرعان ما يهوي بين يديه.. ليس لأن الأمر سهلاً طبعاً، ولكن لأن هنالك أناساً قائمين على هذا الجهاز يعرفون واجباتهم ومسؤولياتهم أمام الله والقيادة والوطن حق معرفة، فيؤدونها على أكمل وجه.. وهكذا هم منتسبو جهاز الأمن والمخابرات دائماً..
فالتحية كل التحية لهذا الجهاز الأمني والدرع الحامي والواقي على كل هذه الإنجازات النوعية والإستراتيجية التي لا أراها توازي في أهميتها وحجمها إلا أهمية وحجم تلكم الإنجازات التي ينفذها سلاح الطيران المسير والقوتين البحرية والصاروخية البطلة..
لكن يبقى السؤال: ماذا لو كان صالح مرسي عائشاً وعلى قيد الحياة اليوم، برأيكم، كم من الروايات كان سيكتب في ظل هذه الملفات التي امتلأت بها خزائن وأدراج جهاز الأمن والمخابرات..؟
بلاش صالح مرسي.. عبدالله البردُّوني: ماذا لو كان حاضراً بيننا اليوم..؟ ماذا كان سيفعل..؟
أجزم أنه كان سيشطب من ذاكرته قصيدته التي بعنوان: صيّاد البروق، انحناءً واحتراماً وتقديراً لما يقوم به هذا الجهاز الأمني والدرع الحامي والواقي المنيع؛ ويستبدلها بأخرى بعنوان:
صيَّاد الجواسيس..!