ترامب و20 يناير…تنصيب القرار أم تكرار المسار؟!
كتب / صلاح الزبيدي ||
مع اقتراب العشرين من يناير وتنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، تعيش المنطقة حالة من الترقب والقلق حول ما سيحمله هذا التغيير في البيت الأبيض. في العراق، تتزايد التساؤلات: هل سيشهد البلد تبدلًا في التعامل الأمريكي مع ملفاته؟
وهل سيحمل ترامب حلولًا أم عقدًا جديدة؟
السياسة الأمريكية: تغير الأشخاص وثبات الأهداف
منذ عقود، اتسمت السياسة الأمريكية تجاه العراق بثبات في الأهداف الكبرى رغم تغير الإدارات. الإدارات المتعاقبة، سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية، تعاملت مع العراق كركيزة استراتيجية في الشرق الأوسط، تحكمها مصالح أمنية واقتصادية تتجاوز الشعارات المعلنة.
ترامب قد يبدو للبعض وكأنه يحمل نهجًا مختلفًا. لكنه في الواقع، لن يخرج عن الإطار الأمريكي المعروف: سياسة مدروسة تُصاغ في مراكز الدراسات والمصالح، بينما يُترك للرئيس دور تسويقها إعلاميًا بأسلوبه الخاص.
كيف يسوق الإعلام الأمريكي سياسة الرئيس؟
الإعلام الأمريكي أداة خطيرة في يد أي إدارة جديدة، وهو يضع تصورًا متكاملًا عن الملفات الساخنة ويوجه عقول المتابعين داخليًا وخارجيًا. مع كل رئيس جديد، تُبرز وسائل الإعلام القضايا التي يريد البيت الأبيض التركيز عليها، وتخلق صورة للرئيس كشخصية فريدة، حتى لو كان يمشي على ذات الطريق الذي سلكه من سبقوه.
ترامب مثل غيره، سيُقدَّم عبر الإعلام كـ”رجل التغيير”، وسيُظهر وعوده بإعادة أمريكا إلى عظمتها، لكنه في الواقع سيستمر بتنفيذ السياسات نفسها التي تهدف لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
ماذا يعني هذا للعراق؟
العراق ليس غائبًا عن أولويات أي إدارة أمريكية. فهو بوابة لمصالح واشنطن في المنطقة، وساحة صراع على النفوذ بين القوى الكبرى. مع ترامب، قد تتغير اللهجة، لكن الملفات ستبقى نفسها:
رسالتي إلى الغيارى العراقيين:
على العراقيين ألا يراهنوا على تغيّر الأشخاص في البيت الأبيض. السياسة الأمريكية لن تُبنى على وعود انتخابية ولا على تصريحات إعلامية. العراق بحاجة إلى أن يبني مواقفه بناءً على مصالحه الوطنية، لا على افتراضات قد لا تتحقق.
في النهاية، العشرين من يناير ليس سوى يوم عادي بالنسبة للعراقيين. لكن قوتهم تكمن في إدراكهم أن مفتاح التغيير الحقيقي يبدأ من داخل العراق، لا من البيت الأبيض.