أسئلة مشروعة وملحة تحتاج إلى اجابات أمينة
كتب / د. عبدالله الأشعل
الموقف الحالى فى المنطقة العربية يحتاج إلى إجابات أمينة على أسئلة الوقت الآتية:
السؤال الأول: هل يجمع العرب على أن إسرائيل تجسيد للمشروع الصهيونى ومجموعة من اللصوص فرضتها بريطانيا أولاً ثم الولايات المتحدة وهل يدرك العرب أن هذه دولة وظيفية لا ينطبق عليها وصف الدولة وأنهم خدعوا أو تواطؤوا مع أمريكا حتى يسمحوا باختراق إسرائيل بعقل وجسد العالم العربى؟
السؤال الثانى: هل يدرك الحكام العرب أن إسرائيل أداة للولايات المتحدة والماسونية العالمية وهدفها الاساسى منع العالم العربى من اللحاق بالعصر وتوريطه فى مشاكل مستمرة وهل يدرك العرب معنى ما قاله النقراشى باشا رئيس وزراء مصر فى مجلس الأمن فى 30 نوفمبر 1947 بعد ساعات من اقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار تقسيم فلسطين أن إسرائيل سرطان يهدد الشرق الأوسط وإذا أدركوا ذلك فماذا فعلوا اتجاه هذا السرطان؟
السؤال الثالث: هل يدرك الحكام العرب أن إسرائيل وأمريكا تخططان لالغاء الهوية العربية ومؤسسات العروبة وأن تنشأ مكانها الهوية الصهيونية تنفيذا لنظرية بيريز عن الشرق الأوسط الجديد؟
السؤال الرابع: هل يدرك الحكام العرب أن الشعوب التى لايعترفون بها تغلى من مواقفهم وتتحين الفرصه للانقضاض عليهم وانها تصنفهم تصنيفا لا يليق بهم. فالنظم العربية اما نظم عسكرية واما نظم اسرية واما نظم حزبية وفى كل الاحوال هى نظم غير شعبية وان الحكام العرب يفتقرون إلى الشرعية الحقيقية وأن إسرائيل وأمريكا تعمدت الازمة بين الحاكم والمحكوم فى المنطقة العربية ولماذا تعاون بعضهم أو أغلبهم ووقع فى الفخ وأصبح رهن ارادتهم لا يستطيع الخلاص منهم بسبب الفضائح التى سجلوها لهم أو بسبب الامتيازات التى توفرها كراسى الحكم للحاكم العربى وهل يدرك الحكام العرب أن واشنطن وإسرائيل تتحكمان فى من يجلس على الكرسى وأن واشنطن تنهب ثروات العالم العربى وتمد إسرائيل بهذه الثروات وأن ارادتهم مرهونه بقرارات واشنطن التى تملك تغيير الحكام وتعطيهم الشرعية فى أماكنهم؟
السؤال الخامس: هل يدرك الحكام العرب أن أمريكا التى رهنت نفسها لخدمة إسرائيل لا تنظر إليهم بالاحترام الواجب وانما تتلاعب بهم ايمانا منها بأن الحاكم العربى لابد أن يخدم إسرائيل أو يصمت فى أضعف الاحوال وأن واشنطن تكذب كل يوم ومثال ذلك أن واشنطن تتظاهر بأنها تنصح إسرائيل بوقف الابادة فى غزة بينما تمد إسرائيل بكل أنواع الاسلحة الفتاكة اللازمة لعملية الابادة وهذا واضح للعيان بل أن بعض وسائل الاعلام العربية تعبر عن هذه الحالة .
السؤال السادس: هل يدرك الحكام العرب أن أمريكا ترفع شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان للضغط عليهم أو على من يجرؤ علي الخروج عن ارادتها فى المنطقة وأن هذه الشعارات اداة للسياسة الخارجية الامريكية موجهه للحاكم الذى تشتم فيه واشنطن أنه على وشك التمرد على أوامرها وهل يدرك الحكام العرب أن أمريكا تحبط أى تقدم نحو الديمقراطية ويزعجها أن يتحدث الحكام العرب فى مجالسهم عن الديمقراطية ويدركون أن الديمقراطية العربية تعنى زوال إسرائيل وزوالهم أيضا من حيث انهم تحولوا إلى حكام وظيفيين وهل يدرك الحكام العرب أن إسرائيل دولة وظيفية وأن كل الاكاذيب التى ساقها الغرب لاقناعهم بوجود إسرائيل قد انكشفت وأن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بديمقراطية للفلسطينيين الذين يحملون جنسيتها؟
السؤال السابع: هل يدرك الحكام العرب أن إسرائيل الصهيونية لا علاقة لها باليهودية وأن سلوكهم اتجاه إسرائيل يتناقض مع أبسط قواعد الانسانية والدين ويفهم الدين على أنه الإسلام المكون من مجموعة الشرائع التى نزلت بها الكتب المقدسة وهى التوراه والإنجيل والقرآن الكريم وأن القرآن أشار إلى ذلك بوضوح فى الآية الكريمة مخاطباً الجميع “اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” هذه الآية موجهه لكل المسلمين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر وبالقدر حلوه ومره وبالموت وبالبعث والحساب ويؤمنون بكل الشرائع المقدسة التى نزلت على عدد من الرسل الأنبياء وهم موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا أجمل الصلوات واتم التسليم ولو كان صهاينة إسرائيل حقا يتبعون الشريعة اليهودية وأنهم كما يزعمون يهودا لكان قد ظهر فى سلوك إسرائيل والمتطرفين الصهاينة الذين يطلق عليهم المتطرفون اليهود وهم لاعلاقة لهم باليهودية وانما يبرر احبارهم العلاقة بين الصهيونية والشريعة اليهودية زورا وكذبا ويقولون على الله بغير الحق فيعتبرون الاخلاص الصهيونية هو واجب توراتى وقد شهد القرآن الكريم واخبرنا أن هؤلاء الاحبار يحرفون التوراه فلايقبل منهم أى قول؟
السؤال الثامن: هل يدرك الحكام العرب أن تحالفهم مع إسرائيل الصهيونية ومع الولايات المتحدة المارقة تناقض امر الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم بألا نتخذ الصهاينة الذين يحرفون التوراه أولياء أى حلفاء معنى ذلك أن الحكام العرب خسروا الدنيا والآخرة الذين يتحالفون مع إسرائيل منهم.
وهل يعرف الحكام العرب أن الصراع مع الصهاينة صراع الحق ضد الباطل وأن المقاومة حق مشروع دينياً وسياسياً وقانونياً فلماذا يعادونها ويتحالفون مع إسرائيل أى أنهم يتحالفون مع الباطل ضد الحق وهل قال علماء السلطان بذلك وهل نصحوهم سرا بأنهم يخالفون الشريعة؟
السؤال التاسع: هل يدرك الحكام العرب أنهم يبطشون بالشعوب وأنهم يقسمون الشعوب العربية الإسلامية إلا من رحم ربى منهم إلى موالاه ومخالفين وانهم يخرجون المخالفين من الدنيا والآخره ولا يعترفون بالمواطنة رغم أن دساتيرهم حافلة بهذا المصطلح وانهم رأوا بأعينهم سقوط نظام بشار الأسد والجرائم التى ارتكبها هذا النظام وهل اتعظوا بذلك أم أنهم قرأوا الرسالة من هذه الحالة وهى أن من تسانده أمريكا وإسرائيل يستحيل أن يسقط أما من تسانده روسيا وإيران فيسقط بسهولة مادامت إسرائيل اعترفت رسميا بأنها هى من ازاحت نظام الاسد أصبح الدرس واضحا لدى الحكام العرب جميعا فقد نجحت المؤامرة على سوريا وفصلها عن إيران واضعاف المقاومة لأن سوريا هى الواسطة بين إيران وساحات المقاومة؟
السؤال العاشر والأخير: هل يدرك الحكام العرب أنهم يقهرون شعوبهم ويسخرون موارد البلاد للمنافقين والمؤيدين لهم وانهم يعرفون أن هؤلاء المنافقين يأكلون على جميع الموائد وانهم يرحبون بأى حاكم يضمن لهم هذه المخصصات؟
فهل نطمع فى اجابه أمينة لكل هذه الاسئلة وهى مقدمة ضرورية لاصلاح حال الحاكم العربى علماً بأن الاصلاح يبدأ بالتركيز على مصالح البلاد بقطع النظر عن الخلفية التى يستند إليها الحاكم اسرية أو عسكرية أو حزبية المهم أن يكون مديرا ناجحا ومخلصا لبلده وأن يستعين بكافاءات البلاد وأن يغلب الكفاءه على الثقة والموالاه أو يوازن بين الأمرين وعار على الحاكم أن يضحى بمصالح بلده مقابل البقاء فى كرسى الحكم والتاريخ الحقيقى لن يغفر لهذا الحاكم .