هل خسرنا الحرب (الرابعة) مع الجيش الصهيوني؟!
كتب / محمود الهاشمي ||
خضنا مع العدو الصهيوني منذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم أربعة حروب (١٩٤٨-١٩٦٧-١٩٧٣)
فيما دخلنا معه حرب (٢٠٢٣) التي سميت بـ (طوفان الأقصى) دون ان ننكر المعارك الكثيرة لفصائل المقاومة مع الجيش الصهيوني حتى ان غزة دخلت مع مع الصهاينة ست معارك، غير معارك من الأراضي اللبنانية والأردنية والسورية والمصرية.
كل المعارك التي خضناها مع العدو الصهيوني لم نخسرها كما يرغب البعض ذلك، لان كل قوى التحرر بالعالم لم تضع عددا للمعارك ولازمنا محددا فمادام هناك (احتلال) هناك
(معارك)!
احيانا تتوقف الحروب والمعارك لكن هل يتوقف (الاستعداد) العسكري لمعركة اخرى؟
وهل يتوقف الإعلام والخطاب التعبوي والثقافي والفكري ضد العدو؟
اليهود جاؤوا من اصقاع الارض واحتلوا ارض فلسطين بـ (القوة) وقتلوا ودمروا وحرقوا وأبادوا وهجروا ..هل يستطيع احد ان يغير هذه (المعادلة)؟
هناك قانون (غريزي) يحرك الشعوب بالدفاع عن ارضها مهما كانت إمكانياتهم والتهم الحربية فقد دافع الهنود الحمر عن ارض غاباتهم وسهولهم ومياههم حتى شبه إبادة تمت لهم لكن حين تسأل اي هندي احمر من بقاياهم بالقارتين الشمالية والجنوبية يجيب (هذه ارضنا وهؤلا “البيض” مستعمرون!!
حين تم انتخاب (إيفو موراليس..) أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين..ظل السكان الأصليون يرقصون للصباح ويرددون (انتصرت الارض لاهلها)..
ليس من السهل (الانتصار) على المستعمر فقد قتلت الولايات المتحدة ثلاثة ملايين مواطن فيتنامي وهجرت الملايين وجرحت الملايين ودمرت واحرقت فحفر الفيتناميون الأرض وخرجوا من تحتها وقاتلوا عدوهم حتى انتصروا ووحدوا أراضيهم ..
يقول جندي أمريكي قاتل في فيتنام (دخلت على كهف فوجدت امرأة فيتنامية تنيم طفلها على نشيد وطني يقول أراك كبيرا تحمل البندقية وتقاتل الأعداء المستعمرين)
يقول (فخرجت واردد سينتصرون)!وانتصروا !!
العجب ان أصحاب الأقلام والهندام ومن يدعون الثقافة سارعوا للبكاء (خسرنا الحرب)
و(لا نقوى على قتال الصهاينة لان أمريكا معهم)وقد سبقهم الرئيس الراحل السادات (99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا)!
ان كل الشعوب التي قاتلت المستعمرين قاتلتهم (بسلاح غير متكافيء) وان عدد القتلى غير متكافئا وعدد الخسائر غير متكافئ..ابتداءً من 1 نوفمبر 1955،حتى سقوط سايغون في 30 أبريل 1975.
لكن حين تحرر الأرض فالدماء فداء لها ،ومازال شعب الجزائر يفخر بانه (بلد المليون شهيد)!
وكما يقول الشاعر شوقي (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدقّ)
في كل الحروب التي دخلناها مع العدو الصهيوني خسرنا ارضاً إلا في معركة طوفان الأقصى لم نخسر آنجا واحدا ونفاوض العدو (الند بالند) ولم نهزم ولبنان تفاوض لان العدو اختار التفاوض وغزة تفاوض لان العدو اختار التفاوض..اما الخسائر فكما يقول الشاعر دريد الصمة (في الحرب لا تأخذ راي الجبناء من قومك)!
اصحاب الأقلام المهزومة يتحدثون عن الخسائر والمنازل المهدمة والضحايا ووالخ وكأن عدونا لم يتضرر ومازال مستوطنوه يهرولون للملاجيء ومئات الجرحى بينهم ..
والسؤال ؛-هل اسرائيل نفسها قبل معركة طوفان الأقصى وبعدها ؟ كم تحتاج حتى تعيد وضعها في كافة الجوانب ؟
عجيب في آخر ايام المعركة وحزب الله يطلق الصواريخ وآخر المعركة وغزة تقتل العشرات من الصهاينة وآخر المعركة وانصار الله يدكون تل ابيب بالصواريخ ..
كل الذي حدث ان تركيا (تآمرت) على القضية الفلسطينية وعقدت الاتفاق مع إسرائيل وامريكا وجاؤوا بـ (فصيل أرهابي) ما يزال قائده مطلوبا لأهل الأرض جميعا بالقتل والذبح والمجازر ..
سارع القريب والبعيد للقاء ب (الجولاني) وإبداء الطاعة والإعلان عن الدعم وبدأت الشاحنات (العربية) تترى صوب دمشق فرحا بهزيمة (ايران) و (المقاومة) وكانما هو (اعتذار لاسرائيل) بأننا اخطأنا الحرب (وايران والمقاومة) ورطونا ونحن ناس (غلابة).. والأخوة بلبنان يهتفون(سلموا سلاح حزب الله وخلصونا مابدنه نحارب)..!
وجاؤوا بخمسة دول تؤمن لهم صناعة الحكومة الجديدة كمن يعلن البراءة ..
اما في العراق فـ (اصدقاء السفارة) يهتفون من الصباح للمساء (حصر السلاح بيد الدولة) و (حل الحشد الشعبي).
عدد نفوس أهالي غزة ثلاثة ملايين او اقل وهم محشورون في ٣٣٢ كم٢ ولم يبق لهم العدو حجرا على حجر ولا يمر لهم يوم دون قتل وذبح ودمار وحرق حتى باتت الكلاب تنهش لحومهم الجثث ولم تظهر امرأة او طفل واشتكى او لام المقاتلين وبينهم آلاف وسائل الاعلام بل العكس التحق الالاف من أبناء غزة بفصائل المقاومة..
أهالي اليمن دمروا لهم كل شيء وهم ينتقون اعقد الأماكن واخطرها من بوارج أمريكية إلى مواقع عسكرية ويقصفونها دون كلل او ملل ..
إذا كان (انزعاجنا من إيران) لأنها ساعدتنا في حربنا مع العدو الصهيوني فهل قاتلت
فيتنام لوحدها ضد الاستعمار ام شاركتها جيوش من دول عديدة؟
فانتصروا ، ولم يعيرهم احد أنكم انتصرتم بمساعدة كذا وكذا ..!هي الشعوب تساعد بعضها وليس في ذلك من عطب او خلل .!
حين دخل حزب الله “مساندا” لغزة رغم ان المعركة (المباشرة) لم تكن مع لبنان
اعتبر (اغلب اللبنانيين) ان (حزب الله يقاتل نيابة عنهم جميعا بما في ذلك الرئيس ميقاتي)!
القادة من حزب الله اللذين اعلنوا دخول الحرب مساندين لغزة استشهدوا (على طريق القدس)وهم فخورون بشهادتهم والعالم اجمع يشيد ببطولاتهم ..اذن لماذا يرى لبنانيون ان لبنان دخلت ب(الخطأ) بينما هذا شرف لكل لبناني ساهم بالحرب ولو بكلمة .ولماذا يرى عراقيون أنهم دخلوا بالخطأ بإسناد غزة ولماذا يرى (يمن عدن )ان صنعاء دخلت المعركة بالخطأ ؟
ألم تجعل معركة طوفان الأقصى الصهاينة المحتلون يعودون لادبياتهم القديمة التي تقول (لا تدوم لليهود دولة لثمانين عام )؟
أيها الإخوة الأعزاء ان الحرب مع العدو الصهيوني لن تنتهي وستستمر لحين خروج الصهاينة من ارض فلسطين لانهم غزاة مستعمرون ومن امثالهم باغلب دول العالم غادروا مذلّين مهانين..وثقوا هذه التحولات بالمنطقة (مؤقتة) ولن تدوم طويلا لان سبب الحرب قائم وان اسرائيل مطالبها أكبر من المساحة التي عليها وستجدون انفسكم جميعا مضطرون ان تقاتلوهم اليوم او بالغد ..
واكرر من الخطأ (استشارة الجبناء في شؤون الحرب) لانهم مهزومون قبل بداية المعركة..