سوريا بؤرة الصراع الإقليمي..!
كتب / د. هيثم الخزعلي ||
تحدثنا في مقالنا السابق (الأحمق التركي اطلق النار على قدميه ) عن المأزق الذي تواجهه الإدارة الجديدة في سوريا، وانعكاساته السلبية على تركيا نفسها.
وقلنا ان التحدي الأول هو الاقتصاد حيث أن سعر الليرة السورية ١١٠٠٠ليرة مقابل دولار واحد.
والرصيد الأجنبي لا يتجاوز ٢٠٠ مليون دولار وذهب بمقدار ٢،٥ مليار دولار.
وبنى تحتية مدمرة وجيش هجين من جماعات ذات قوميات أجنبية، عقوبات اقتصادية.
والتي لن ترفع الا بالتطببع مع الكيان الصهيوني، وإطلاق يده في سوريا، التطبيع مع قسد.
وحكومة ديمقراطية منتحبة، وهذا ما اجله (الجولاني) لأربع سنوات.
وقلنا ان المشروع الصهيوني تقسيم سوريا إلى ٥ دول (كردية ودرزيةو علويةو مسيحية وسنية )، دولتي الدروز في السويداء والكرد في شمال شرق سوريا موجودة فعلا وهي حليف للكيان الصهيوني.
بينما الساحل وبغباء الجماعات الإرهابية في سوريا اشعلت فيه نار الانتقام التي ستضطره لتشكيل مقاومة،ربما يدعمها الصهيوني او السعودي والإماراتي بالتعاون مع مصر.
السعودية والإمارات التي تخشى التمدد التركي سارعت باسقاط الرئيس( ميقاتي) في لبنان – المحسوب على تركيا وقطر – والذي ارتكب خطئا فاحشا بتناوله الغداء مع( الجولاني) قبل بدء الاستشارات الرئاسية بيومين.
الضربة بالأساس لم تكن موجهة للثنائي الشيعي، بقدر توجهها للمحور الإخواني.
التخوف السعودي الإماراتي الأردني المصري من التمدد التركي، لان تركيا تمتلك حواضن في هذه البلدان، وهي تسوق نفسها بمنظور (سني ).
بل تنافس السعودية على زعامة العالم السني، وهذا ما لم تكن تمتلكه إيران، لذا الشعار الطائفي لن يكون مجديا بالتحديد ضد تركيا.
وهنا لابد أن تلجأ هذه الدول الاربع لاستنهاض الخطاب القومي، وأبرز مصاديقه حزب (البعث السوري).
ومن الراجح ان تقوم هذه الدول بالتعاون مع الكيان الصهيوني بالتواصل مع( حزب البعث السوري) ، لتأسيس مقاومة سورية.
إن لم تكن هذه الدول قذ باشرت بالفعل، خصوصا ان هناك أكثر من طريق لترتيب هذا الأمر.
اما عن طريق (حزب البعث العراقي) – الذي تربطه علاقات قوية مع الكيان الصهيوني وهذه الدول – او عن طريق قسد.
خصوصا ان هناك اخبار بأن (ماهر الأسد ) موجود في مناطق قسد، وهي حليف قوي للكيان الصهيوني.
المتوقع
١- ظهور مقاومة سورية قومية المرجح ان يقودها (حزب البعث السوري) بدعم دول الخليج والكيان الصهيوني.
٢- هذه المقاومة ستقوم بعزل الجزء الثالث من سوريا منطقة الساحل (مناطق العلويين )، وبذلك تكون ٤ دول من أصل ٥ المرسومة في (مشروع الشرق الاوسط الجديد ) قد تحققت.
٣- ستنقل هذه المقاومة عملياتها في محيطها التركي حيث يوجد ١٢ مليون علوي، ستنقل قسد عملياتها للداخل التركي حيث يوجد ٢٠ مليون كردي.
٤- سينشب صراع بين جماعات هيئة تحرير الشام على الزعامة والموارد المحدودة في ما تبقى من سوريا.
التوصيات :-
١- ان يتصامن العراق مع محيطه القومي العربي دبلوماسيا وسياسيا بما لا يقوده للدخول بالصراع او القتال نيابة عنهم كما فعل (صدام ) في الثمانينات.
٢-إن يعزز العراق علاقاته مع شركائه في الوطن من الكرد والسنة لتجنب تمدد الخلافات للداخل العراقي.
٣- استثمار التضامن العربي و الاستثمارات والمصالح الدولية في العراق لتعزيز قوة القوات المسلحة العراقية والاجهزة الأمنية.
٤- تعزيز الاقتصاد العراقي ورفع متوسط دخل الفرد،بالتعاون مع الدول العربية والغربية.
٥- تعزيز الشراكات الدولية مع الدول المهمة عالميا وتشبيك مصالحها الاقتصادية مع العراق.
٦- تعزيز التحالفات مع دول تعارض التمدد التركي على حقول الغاز جنوب المتوسط ومناطق غرب اسيا، مثل بريطانيا وفرنسا.
وأخيرا فإن الغدر التركي يذكرني بقول أمير المؤمنين عليه السلام :-
“اذا ضاقت المقادير كان الحتف في التدبير”