نظرة لموقف زيلينسكي من زاوية حادة..!
كتب / ماجد الشويلي
الصرامة التي واجه بها الرئيس الأوكراني (زيلينسكي) عنجهية الرئيس الأمريكي
(ترامب) تبعث على التعجب والاستغراب، اذ أنها لم تكن متوقعة من رئيس نزق يعيش حالة حرب وجودية مع دولة عظمى كروسيا.
وقد خاض صراعه المرير مستعينا بدعم الولايات المتحدة اللامحدود في هذه الحرب الشرسة ومع ذلك ذلك فقد بدا الرجل معتدا برأيه حازما بقراره .
فيا ترى من أين جاءته هذه الصرامة، ولماذا لم يكترث لسخط الولايات المتحدة؟
يبدو أن الأوربيين وهم أول من أسس لمفهوم الدولة القومية لهم عقيدتهم الخاصة وفهمهم لمعنى السيادة ومعنى الأمن القومي للبلاد .
ما علينا في هذا المضمار الا النظر بموضوعية والحكم بعدالة وانصاف على ما صدر ويصدر منهم تجاه بلدانهم.
الشوفينية بمعنى الاعتقاد المغالي والتعصب للوطن والقومية مصدرها أوربا (فرنسا) بحسب ما سجله التأريخ الحديث.
ففي الأمس القريب قال رئيس الوزراء البريطاني كاميرون «عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لبريطانيا لا تسألوني عن حقوق الإنسان»،
لعل هذا ما يفسر لنا موقف الرئيس الأوكراني بمحضر الرئيس الأمريكي.
الأول شعر بأن الأخير أراد إذلال الأمة الأوكرانية ونسف أمنها القومي وليس اهانته وحده فحسب وقد بدا (ترامب) يتصرف وكأن أوكرانيا سلعة بيده يبيعها متى شاء .
لم يجد زيلنيسكي حينها من بد غير التصرف بحماسة وشجاعة كبيرة لينقذ بلاده ولو على الصعيد المعنوي والاعتباري من مستنقع الاذلال الذي وضعته فيه أمريكا.
بالطبع أن هذا الموقف لم يكن بمعزل عن الشحن الأوربي ولم يكن بمعزل من حالة اليأس التي وصل اليها الأوربيون من سياسة ترامب تجاههم .
فيا ترى هل سيستوعب الحكام العرب هذا الدرس بالوطنية وهل سيدركون أهمية بناء القدرات الذاتية وصياغة التكتلات التكاملية (سياسية واقتصادية وأمنية) ..
هل سيخشون التأريخ إن فشلوا بالوطنية وهل سيستمر تشبثهم بتعذر التملص من القبضة الأمريكية؟
هل سيمضون في تبرير جبنهم وارتعاد فرائصهم من عربدة ترامب ؟
يقول بعض المفسرين للقرآن الكريم أن قصة آسيا بنت مزاحم مع فرعون هي حجة على كل من يفر من مواجهة الطغيان.
اذ أن اضعف مخلوق وهو المرأة واجهت أطغى الجبابرة وهي تحت سطوته ولم تلتمس لنفسها الاعذار للتنصل عن المواجهة.
بمقاربة محدودة بحدود الشاهد فان زيلينسكي الضعيف المعروف بطيشه ونزقه تمكن أن يكون عزيزا وممثلا حقيقيا لبلاده ولو في هذا الموقف وحده.
فما بال من صدعوا رؤوسنا بالفتوة والشجاعة والوطنية الزائفة التي تنهار مع اقرب صفقة ترليونية أو مع أول زجرة ترامبية.