
فصول من مخططات أمريكية صهيونية لتقسيم سوريا..!
كتب/ د. محمد علي الحريشي
المشاهد الإجرامية الدامية التي ترتكبها الأدوات الأمريكية والصهيونية المتمثلة في المجاميع الإرهابية الداعشية في الساحل السوري ضد المواطنين المدنين السوريين من أبناء الطائفة العلوية التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية والتي مازالت ترتكب إلى اليوم،
هي أفعال إجرامية متعمدة تقف خلفها المخابرات الأمريكية والصهيونية وبدعم وتمويل ومباركة من قبل الأنظمة السعودية والإماراتية والقطرية وبمشاركة تركية،
فما يحدث في الساحل السوري ليس نتيجة لتبعات وإرتدادات ماحدث في سوريا بعد تسليمها من قبل أمريكا للقوى الإرهابية الداعشية ،
بل هي سيناريوهات معدة بعناية داخل أروقة المخابرات الأمريكية والصهيونية خدمة للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة وخلق حالة إقتتال وحرب أهلية داخلية طاحنة ترتكتب فيها الجرائم البشعة والمذابح الدامية وذلك لتمزيق النسيج الوطني السوري وخلق الفجوات والتباينات بين مختلف مكونات الشعب السوري وذلك بهدف تمزيق الوحدة الشعبية السورية الى كانتونات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة وإيجاد مبررات لتدخلات عسكرية دولية وإقليمية للقضاء على وجود الدولة السورية ونزع سلاحها وسلب حريتها وإستقلالها خدمة للوجود الصهيوني المحتل في فلسطين وخدمة لمشاريع الهيمنة الأمريكية في قلب العالم العربي والإسلامي،
فما يحدث في الساحل السوري من مذابح وجرائم ضد المدنيين العزل من أبناء الطائفة العلوية هوصناعة أمريكية تقف خلفه الدوائر الإستخباراتية الأمريكية والصهيونية أدوارالإرهابي الجولاني «أحمد الشرع» وعصابته والوكيل الأمريكي في المنطقة «النظام التركي» هي أدوار وظيفية وبيادق في لعبة الشطرنج الأمريكية تنتهي بنهاية تحقيق المصالح الأمريكيةم من وراءها،
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي يوم أمس«الأحد 9 أذار مارس» والحملة الإعلامية الأمريكية والغربية التي تذرف دموع التماسيح تباكياً على الضحايا المدنيين السوريين من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، تلك المواقف والتصريحات الغربية المنددة بالممارسات الهمجية لعصابات الجولاني في حق الأبرياء ليست تحولاً في المواقف السياسية الأمريكية والغربية تجاه النظام الداعشي الغربي الجديد في سوريا،
بل هي إيذان بتدشين مرحلة سياسية جديدة في سوريا نحو تقسيمها على أسس طائفية ونزع هويتها الجامعة ومن خلال طلب أمريكا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة موضوع المجازر التي ترتكب في الساحل السوري من قبل النظام الداعشي،
فالهدف الأول من المطلب الأمريكي هو تدويل الوضع الداخلي السوري حتي الوصول إلى إصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي بتدخل قوات دولية في سوريا بدواعي حماية الأقليات من الإضطهاد،
ومن خلال مؤشرات التقارب السياسي الأمريكي الروسي في عهد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» فمن غير المستبعد أن تعارض روسيا. المخططات الأمريكية في سوريا ولن تعارض الحكومة الروسية أية مشاريع قرارات أمريكية في مجلس الامن خاصة بسوريا ولن تستخدم ضدها «الفيتو».
وهذا من البديهيات في ظل التقارب الأمريكي الروسي الجديد الذي مهد له الرئيس الأمريكي «ترامب» بعربون صداقة مع روسيا عندما تعامل مع الرئيس الأوكراني «زيلنيسكي» بإزدراء وسخرية أثناء زيارته لواشنطن وطرده من البيت الأبيض في سابقة ديبلوماسية غير مسبوقة في تاريخ الأعراف الديبلوماسية وعندما لمح بقطع المساعدات العسكريةالأمريكية عن أوكرانيا،
من هنا يتضح من خلال التقارب الأمريكي الروسي الذي يتبناه الرئيس الأمريكي ليس من أجل سواد عيون روسيا بل هناك أهداف سياسية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، يريد تحقيها الرئيس الأمريكي ومنها تحييد الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي ضد المشاريع الأمريكية،
فأمريكا هي من سخرت المنظمة الدولية خاصة مجلس الأمن الدولي لشرعنة تدخلها العسكري للهيمنة على دول وشعوب العالم عبر القرارات الدولية،
اليوم في ظل التقارب الأمريكي الروسي تستطيع أمريكا تمرير مشاريع قرارات دولية مثل قرار بإنشاء قوة دولية مهمتها الدخول إلى الأراضي السورية، بحجة حماية الأقليات داخل سوريا من ممارسات الإنتهاكات ضد تلك الأقليات،
من يوم أمس تغيرت لهجة المعاملات الغربية الداعمة للنظام السوري التي حضي بها خلال الأسابيع الماضية، وبدأنا نسمع مصطلحات وتصريحات حادة تطلقها الدوائر السياسية والإعلامية الغربية ضد النظام السوري، حتى الإعلام الخليجي مثل قنوات العربية وسكاي نيوز والجزيرة وغيرهن من المنابر الإعلامية الخليجية غيرت تناولاتها الإعلامية تجاه النظام السوري،
كلها مخططات وسيناريوهات أمريكية صهيونية وقد وقع النظام السوري الجديد في الفخ الأمريكي بفعلته الإجرامية ضد الطائفة العلوية ولوكان هناك ذرة من مسؤولية من قبل النظام السوري وإحساس أنه أصبح دولة يراعي مصالح كل مكونات الشعب السوري لما أقدم على تلك الحماقات والأفعال الهمجية ضد أبناء شعبه من ممارسات إجرامية وتصفيات جسدية بدم بارد ضد أبرياء عزل بكل توحش وإنعدام للشفقة والرحمة،
فقد بان الوجه القبيح للنظام السوري الجديد وهذا الذي خططت له المخابرات الأمريكية والصهيونية حتى يتخلصوا من ذلك النظام الداعشي الغبي، لأن دوره الوظيفي الذي رسمته المخابرات الأمريكية والصهيونية قد إكتمل وقربت نهايته،
هناك مرحلة قادمة تنتظرها سوريا وهي تدخل قوات دولية«غربية» للبدىء في تقسيم الدولة السورية على أسس طائفية ومذهبية ومناطقية وخلق حالة الصراعات والحروب اللامتناهية داخل تلك الموكونات ونزع سلاح الدولة السورية وكل هذا خدمة لسواد عيون المحتلين الصهاينة الذين يحلمون بضم أجزاء واسعة من سوريا وغير سوريا لتحقيق حلم قيام مملكة داوود اليهودية الصهيونية من النيل إلى الفرات.