
الإعلام العربي ونفاقه إبادة العلويين انمؤذجٓاً..!
كتب / علي قاسم الكعبي
غير مخفي بأن الدول العربية وخاصة الخليجية منها تمتلك مؤسسات إعلامية كبيرة وهنا نقصد “قناة الجزيرة والعربية والحدث” وقنوات اخرى تلك القنوات الفضائية أصبحت تنافس المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل الbbc ووكالة رويترز. و الغارديان البريطانية ثم وول ستريت جورنال الأميركية، ولكن تلك القنوات لم، ولن تصل إلى مرحلة (المهنية) والموضوعية والحيادية في نقلها للأحداث، فهي تنحاز بشكل واضح جدا ومعيب أيضا لحدث ما، وتدير ظهرها لآخر، فهي تتفاعل مع حدث هنا وآخر هناك، وتغض الطرف عن أحداث رهيبة جدا كونها جزءاً من المشكلة وهنا نتحدث عن الانحياز التام لأنظمة تمارس القتل، وتبرر أعمالهم وتلمع صورهم البٌشعة. أن هناك بونا شاسعا بين المؤسسات الإعلامية الغربية والعربية فالأخيرة لن تصل إلى مستوى تنال فيه ثقة المتلقي الباحث عن خطاب إعلامي متوازن وحقيقي إن ما تتميز به المؤسسات الغربية غير متوفر مطلقا عند مثيلاتها العربية التي لا يمكن لها بأي شكل من الأشكال أن تكون حيادية لأن ذلك أمر مستصعب أن تنتقد ذاتها أو أننا كعرب لا نؤمن بهذا الفكر اصلآ ؟ أن الأحداث الأخيرة في سوريا كشفت حجم الانحياز التام إلى الأنظمة السياسية، وكشفت أكذوبة الإعلام الحر، فقد تناولت المؤسسات الإعلامية الغربية أحداث الساحل السوري بكل مهنية مستخدمة خطاب اعلامي ينقل الحقيقة كما هي فقد وصفت الحادثة
صحيفة التلغراف البريطانية، بتقريرها حول الاتهامات لقوات الجولاني بارتكاب مجزرة، ووصفت احمد الشرع بأنه
“زعيم المتمردين في سوريا الذي تودد إلى العالم، الآن قواته متهمة بارتكاب مجزرة كبرى “.أما صحيفة لوفيغارو فركزت على ما سمته اضطهاد الأقليات كالعلويين والمسيحيين، ووصفت مشاهد العنف ضد المدنيين العلويين في طرطوس واللاذقية كجرائم ابادة جماعية لابد أن يٌحاكم مرتكبيها ) وعلى النقيض وصف الاعلام العربي بأن حادثة الساحل ليست رواية حقيقية وان قوات الشرع كانت مُحقة وانها في موضع الدفاع نافية تماما حادثة الابادة ولم تشير للحادثة لا من بعيد او قريب !) بل انها وصفت المواطنيين السوريبن الذين اعتقلتهم قوات الجولاني بالأسرى ؟
وهنا نتسال عن حجم النفاق الذي يمارسة الاعلام العربي وبعدة عن الواقع فكيف للاعلام ان يدير ظهرة عن مجزرة
كبيرة كتلك التي حدثت للعلويين امام مراى ومسمع العالم وقد نقلتها كاميرات الدول الغربية وتجاهلتها بكل وقاحة القنوات العربية رغم انتشارها الواسع بمواقع التواصل الاجتماعي والغريب ان الاعلام العربي ظل ينفي او يتجاهل تارة الأحداث في حين ان قوات الأمن السوري صاحبة الشأن التي ارتكبت الجرائم هي التي تنشرها وليس نقلا عن مصدر مجهول فقوات امن الجولاني تنشر تلك المقاطع جهارا نهارا دون خجل او وجل وتعتبر تلك المجازر هي تحصيل حاصل ومعاقبة وقصاص وتصدر قرارات ميدانية بالاعدام دون محاكمة وان كانت صورية ؟ وقد وصلت الوقاحة بان الفضائيات العربية تسابقت لنشر بيانات دعم رؤساء العرب للجولاني ولم تنتقد تلك المجازر او تعلق بالمطلق على عمليات الابادة الممنهجة ضد العلويين وان الغريب أن دول الخليج العربي باتت تتدخل بشكل سافر في شؤون الدول العربية وكانها تعمل كما تعمل شرطية العالم واشنطن، فقطر تتدخل في سوريا والسعودية في اليمن والإمارات في السودان…!!؟